السويسريون يرفضون بأغلبية ساحقة فرض ضريبة ميراث 50% على الأثرياء

الإثنين، 01 ديسمبر 2025 12:27 ص

سويسرا

رفض الناخبون السويسريون بأغلبية ساحقة فرض ضريبة ميراث بنسبة 50% على الأثرياء، في استفتاء أثار جدلًا واسعًا داخل وخارج البلاد، حيث جاءت هذه النتيجة في وقت تتزايد فيه الضغوط العالمية لفرض ضرائب على أصحاب الثروات الضخمة، بينما تواصل دول أخرى استقطابهم عبر الحوافز والتسهيلات الضريبية.

فرض ضريبة على الميراث والهدايا التي تتجاوز 50 مليون فرنك

المقترح الذي قدمه حزب الشباب الاشتراكي كان يستهدف فرض ضريبة اتحادية على الميراث والهدايا التي تتجاوز قيمتها 50 مليون فرنك سويسري، لتُخصص العائدات لتمويل مشروعات بيئية ومناخية.

المبادرة مثّل تهديدًا لاستقرار البيئة الاستثمارية في البلاد

وجاءت نتيجة الاستفتاء حاسمة، بعدما رفض أكثر من أربعة من كل خمسة ناخبين هذا الطرح، بنسبة 78.3% من المشاركة التي وصلت نحو 42% من السكان، مما أعاد الطمأنينة إلى المؤسسات المالية والعائلات الثرية التي كانت قلقة من تأثير الضريبة على بيئة الاستثمار في سويسرا.

ويشير الخبراء الماليون إلى أن هذا الرفض يعكس تمسّك سويسرا بنهجها التقليدي المستقر في السياسات الاقتصادية والضريبية، مؤكدين أن القرار يعزز مكانة البلاد كمركز أعمال آمن لا يقبل المخاطرة بالإجراءات الضريبية الكبيرة. كما يسلط الاستفتاء الضوء على الانقسام العالمي في التعامل مع الثروات الضخمة، بين دول توفر إعفاءات لجذب الأثرياء، وأخرى تفرض ضرائب أعلى على أصحاب الثروات المفرطة.

قلق بين أصحاب الثروات المقيمين في سويسرا

وقبل إجراء التصويت، سادت حالة من القلق بين أصحاب الثروات المقيمين في سويسرا، خاصة بعد تسريبات تفيد بأن بعض العائلات الثرية بدأت تدرس الانتقال إلى دول أخرى خشية إدخال ضريبة بأثر رجعي، وهو البند الذي أثار اعتراضات شديدة داخل مجتمع الأعمال القانوني والمالي، قبل أن يتم تخفيفه لاحقًا، وأشار خبراء اقتصاديون إلى أن الضريبة المقترحة كان من شأنها التأثير على خطط انتقال الملكية في الشركات العائلية ذات الأصول غير السائلة.

نتيجة التصويت تمثل تأكيدًا جديدًا على تمسّك سويسرا بنهجها المستقر

واعتبر كبار الخبراء الماليين أن نتيجة التصويت تمثل تأكيدًا جديدًا على تمسّك سويسرا بنهجها المستقر تجاه السياسات الاقتصادية والضريبية، حيث قال فريدريك روشا، الشريك الإداري في بنك لومبارد أودييه، إن هذه النتيجة تجسّد "البراجماتية السويسرية" الرافضة لأي خطوات قد تخلّ بالتوازن الدقيق الذي يحكم السوق المالية المحلية.

فيما وصف فيليب تسوند من «كيه بي إم جي» القرار بأنه يعيد التأكيد على مكانة البلاد كمركز أعمال آمن لا يرغب في مغامرات ضريبية غير محسوبة.

الاستفتاء يبرز حجم الانقسام العالمي بشأن التعامل مع الثروات الكبيرة

ويرى مراقبون أن هذا الاستفتاء يبرز حجم الانقسام العالمي بشأن التعامل مع الثروات الكبيرة، وفي حين تمضي مراكز مالية مثل دبي وأبوظبي وهونغ كونغ وسنغافورة نحو تقديم مزيد من الإعفاءات والتسهيلات لاستقطاب "مكاتب العائلات" الثرية، تتجه دول أخرى إلى فرض ضرائب أوسع على من تصفهم بـ "حاملي الثروات المفرطة"، وبين هذا وذاك، تبدو سويسرا مصرّة على الحفاظ على موقعها كواحدة من أكثر البيئات الضريبية استقرارًا في العالم.