ناسا: 3I/ATLAS مذنب يمر عبر النظام الشمسي ولا يهدد الأرض

الإثنين، 01 ديسمبر 2025 01:30 ص

وكالة الفضاء الأمريكية ناسا

أكدت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، أن الجسم الفضائي 3I/ATLAS، المكتشف بواسطة تلسكوب ATLAS في تشيلي، هو مذنب طبيعي قادم من خارج النظام الشمسي، وليس تكنولوجيا فضائية غريبة كما تكهن البعض.

ويُعد هذا ثالث جسم مؤكد من هذا النوع، ومن المتوقع أن يعبر النظام الشمسي بأمان بعيدًا عن الأرض، حيث سيكون أقرب اقتراب له حوالي 1.8 وحدة فلكية.

وفي أواخر نوفمبر، جمعت ناسا الملاحظات من أكثر من 20 مركبة فضائية ومراصد فلكية لتأكيد طبيعة هذا الجسم، حيث أظهرت النتائج بشكل قاطع أنه مذنب طبيعي، ويشير علماء الفلك إلى أن 3I/ATLAS يقدم فرصة نادرة لدراسة المواد التي تكونت حول نجم آخر بعيد، وهو ما يوفر للعلماء نافذة استثنائية على تكوين أنظمة نجمية أخرى.

خلال مؤتمر صحفي عقدته ناسا، شدد العلماء على أن 3I/ATLAS يتصرف تمامًا مثل أي مذنب مألوف في نظامنا الشمسي، وصرح المدير المساعد أميت كشاتريا قائلاً: "هذا الجسم هو مذنب، يبدو ويتصرف مثل أي مذنب آخر معروف لدينا".

المذنب لا يشكل أي تهديد على الأرض

وأكدت رئيسة مديرية العلوم نيكي فوكس أن جميع البيانات التي جمعت لم تظهر أي آثار تشير إلى وجود "بصمات تقنية" أو أي علامات على تصميم صناعي، وشددت على أن المذنب لا يشكل أي تهديد على الأرض، حيث سيكون أقرب اقتراب له حوالي 1.8 وحدة فلكية، أي مسافة آمنة تمامًا بالنسبة لكوكبنا.

وأكد العلماء أن سلوك 3I/ATLAS في المدار والتفاعلات الكيميائية للغازات المنبعثة منه يطابق تمامًا خصائص المذنبات الطبيعية، مما يقطع الشك باليقين بشأن مصدره وطبيعته، وأوضحت فوكس أن هذا التأكيد يمنح المجتمع العلمي فرصة للتركيز على دراسة هذا الجسم الاستثنائي دون القلق من أي احتمال لتكنولوجيا غريبة.

يعتقد العلماء أن 3I/ATLAS نشأ في نظام نجمي بعيد جدًا وعتيق للغاية، بعيد عن شمسنا بكثير، وقد تم تحليل انبعاث الغازات من المذنب باستخدام تلسكوبات متقدمة مثل هابل وويب، حيث رصدت مستويات مرتفعة وغير معتادة من ثاني أكسيد الكربون وبخار النيكل في ذيله الغازي.

وتعتبر هذه البصمات الكيميائية الفريدة لم تُرصد من قبل في أي مذنب من النظام الشمسي، ما يمنح علماء الفلك فرصة نادرة لدراسة المواد الأولية لنظام نجمي غريب، والتعرف على ظروف تكوين النجوم والكواكب في مناطق بعيدة من مجرتنا.

ويصف العلماء هذا الاكتشاف بأنه مثير للغاية، إذ يقدم لمحة عن المواد التي كانت موجودة قبل ميلاد شمسنا، وقال توم ستاتلر من ناسا: "وجود 3I/ATLAS مع دليل على المواد التي سبقت تكون شمسنا يبعث شعورًا بالدهشة والإعجاب، ويثير القشعريرة عند التفكير في عمر هذا الجسم الكوني وكونه سافر عبر الفضاء بين النجوم قبل أن يصل إلينا".

الكون لا يزال يحتفظ بالكثير من الأسرار

ويشكل 3I/ATLAS فرصة استثنائية لدراسة المواد الأساسية في أنظمة نجمية أخرى، وهو ما يساعد العلماء على فهم أعمق لكيفية تشكل الكواكب والنجوم، وكذلك التعرف على التنوع الكيميائي في مجرتنا، ويؤكد هذا الاكتشاف أن الكون لا يزال يحتفظ بالكثير من الأسرار، وأن الأجسام القادمة من خارج النظام الشمسي تحمل بين ذيولها قصصًا عن الماضي الكوني البعيد.

ويعتبر مرور 3I/ATLAS عبر النظام الشمسي حدثًا نادرًا، حيث لم يتم تأكيد سوى وجود زائرين آخرين من خارج النظام الشمسي حتى الآن، مما يجعل كل دراسة لمثل هذه الأجسام فرصة علمية ثمينة للغاية، كما يتيح المذنب للعلماء مقارنة تركيب المواد فيه مع المذنبات الموجودة في النظام الشمسي، ما يساعد في تحديد أوجه التشابه والاختلاف بين أنظمة نجمية مختلفة.