اقتصاد الأقمار الصغيرة، يضع شركات المحمول أمام التحديات المالية الكبرى

الجمعة، 28 نوفمبر 2025 06:10 ص

الإنترنت الفضائي

يدفع انتشار شبكات الأقمار الصناعية الصغيرة، الاقتصاد العالمي نحو مسارٍ جديدٍ بعدما ارتفعت قيمة سوق الاتصالات الفضائية إلى نحو 56 مليار دولار في 2025، مع توقعات بتجاوزها 110 مليارات دولار في 2030، فوفق تقارير شركة Allied Market Research، يقود هذه الطفرة مشغلون كبار مثل Amazon Kuiper، والذي يخطط لإطلاق أكثر من 3,200 قمر صغير، ما يضع ضغوطًا ضخمة على شركات المحمول، التي اعتمدت على شبكات الأبراج لعقود.

الأقمار الصغيرة توفر اتصالًا بتكلفة أقل بنسبة 35%

وتسعى شركات الاتصالات التقليدية إلى تعديل نماذج عملها بعدما بدأت الأقمار الصغيرة توفير اتصالًا بتكلفة أقل بنسبة 35% لكل جيجابايت، مقارنة بالبنية الأرضية في المناطق الريفية، كما تعمل شركات مثل Vodafone وTelefonica، على عقد شراكات مباشرة مع مشغلي المدار المنخفض لتقديم خدمات هجينة، بينما تضخ «هواوي» أكثر من 5 مليارات دولار في تطوير مودمات قادرة على الاتصال بالأقمار دون زيادة استهلاك الطاقة في الهواتف.

إعادة رسم خريطة الاستثمار للبنية التحتية

ويؤدي الانتشار السريع لهذه التقنية، إلى إعادة رسم خريطة الاستثمار للبنية التحتية، حيث توقعت مؤسسة GSMA، انخفاض إنفاق شركات المحمول العالمية على الأبراج، بنسبة تصل إلى 18% خلال أربع سنوات، مقابل زيادة استثمارات الأقمار إلى أكثر من 30 مليار دولار سنويًا، ويعزز هذا التحول دخول شركات جديدة مثل «AST SpaceMobile» التي نجحت في أول اتصال 5G مباشر بين هاتف عادي وقمر صناعي.

استغلال التقنية في الاقتصاد الرقمي عبر الاعتماد عليها في التجارة الإلكترونية

وتعمل الحكومات على استغلال التقنية في الاقتصاد الرقمي عبر الاعتماد عليها في التجارة الإلكترونية، وسلاسل الإمداد، وشبكات الطوارئ، كما أعلنت المملكة السعودية عن مشروع لإنشاء شبكة فضائية وطنية باستثمارات تفوق الـ3 مليارات دولار، بينما بدأت الهند في خطة لإطلاق 72 قمرًا، لتعزيز الربط بين ولاياتها البعيدة.

ويشير خبراء السوق إلى أن الأعوام الخمسة المقبلة، قد تشهد تحوّل في الاتصالات إلى خدمة “عابرة للدول” لا ترتبط فقط بالحدود ولا بالبنية الأرضية، ما يضع الأبراج التقليدية أمام مستقبل قد يصبح فيه وجودها ثانويًا أو محدودًا للغاية.