شبكات الأقمار الصغيرة ترسم خريطة الاتصالات لتجاوز الأبراج التقليدية

الخميس، 27 نوفمبر 2025 01:30 م

الأقمار الصناعية- أرشيفية

تتجه شركات الاتصالات الكبرى إلى إعادة تشكيل بنيتها التحتية بالكامل بعدما بدأت شبكات الأقمار الصناعية الصغيرة تُظهر قدرة على تقديم تغطية مستقرة وسرعات تتجاوز 200 ميجابت/ث في المناطق النائية، ويقود هذا التغيير شركات مثل Starlink التابعة لـ«سبيس إكس» عبر أكثر من 6300 قمر، و«وان ويب» التي نشرت ما يزيد عن 650 قمرًا يدورون في مدارات منخفضة لا تتجاوز ارتفاعها 1200 كيلومتر، ما يقلل زمن التأخير إلى أقل من 40 مللي ثانية.

تطوير شبكات اتصال لا تعتمد على الأبراج الأرضية

وتستثمر دول كبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين مليارات الدولارات لتطوير شبكات اتصال لا تعتمد على الأبراج الأرضية، بعدما قُدّر أن تكلفة بناء برج خلوي واحد تتراوح بين 150 ألف و250 ألف دولار، بينما يمكن تشغيل قمر صغير بمتوسط تكلفة لا يتجاوز 1.2 مليون دولار مع تغطية منطقة بحجم محافظة كاملة، ويُتوقع أن تنخفض تكاليف الإطلاق بنسبة 30% بحلول 2027 مع دخول صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام من شركات مثل "سبيس إكس" و"روكيت لاب".

دمج الأقمار الصغيرة مع شبكات الجيل الخامس

ويعمل المشغلون العالميون على دمج الأقمار الصغيرة مع شبكات الجيل الخامس لتحقيق تغطية هجينة توفر موثوقية أعلى بنسبة 60% مقارنة بالأبراج التقليدية، خصوصًا في المناطق التي تتعرض لأعطال أو كوارث طبيعية، ويسعى الاتحاد الأوروبي عبر مشروع IRIS² لاستثمار 2.4 مليار يورو لتأسيس منظومة اتصالات مستقلة، بينما أعلنت اليابان عن خطط لإطلاق 50 قمرًا للاتصالات بحلول نهاية 2026 لتعزيز شبكة الحماية من الكوارث.

انخفاض الاعتماد على الأبراج التقليدية بنسبة 45% عالميًا عام 2030

وتتجه شركات الهاتف المحمول إلى الدخول في شراكات جديدة تتيح للهواتف الاتصال مباشرة بالأقمار دون وسيط، بعدما نجحت شركات مثل T-Mobile وSpaceX في تشغيل خدمة إرسال رسائل الطوارئ عبر المدار المنخفض بتجربة غطت مساحة تزيد على 5 آلاف كيلومتر، و2030 قد يشهد انخفاض الاعتماد على الأبراج بنسبة تتجاوز 45% عالميًا، مع تحوّل تدريجي نحو اتصالات “عابرة للغلاف الجوي”.