الشاشات تُبطئ نضج الدماغ لدى الأطفال وتزيد من أنماط السلوك المندفع

الخميس، 27 نوفمبر 2025 02:30 ص

استخدام الأطفال للشاشات

كشفت دراسة حديثة في اليابان، عن مؤشرات مثيرة للقلق بشأن تأثير الاستخدام المطوّل للشاشات على نمو الدماغ لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المراهقة، والباحثون في جامعة فوكوي توصلوا بعد متابعة طويلة المدى، إلى أن الأطفال الذين يمضون ساعات طويلة أمام الأجهزة الرقمية يُظهرون تغيّرات ملموسة في حجم وسماكة بعض المناطق الدماغية المسؤولة عن الانتباه والتحكم السلوكي، وتأتي هذه النتائج في وقت تُصبح فيه الشاشات، جزءًا لا يتجزأ من حياة الصغار، سواءً في الصفوف الدراسية أو خلال الأنشطة الترفيهية اليومية.

التعرض المستمر للضوء الأزرق في المساء يربك إيقاع النوم لدى الأطفال

ورغم أن الشاشات باتت من الأدوات التعليمية الأساسية في العالم الحديث، فإن الإفراط في استخدامها، قد يترك آثارًا بيولوجية ونفسية يصعب تجاهلها، وبينت الدراسة أن التعرض المستمر للضوء الأزرق في المساء، يمكن أن يربك إيقاع النوم لدى الأطفال، وأن الأنشطة الرقمية الطويلة ترتبط بتراجع في الحركة البدنية وارتفاع مخاطر السمنة، وأشار الباحثون إلى أن بعض الأطفال يصبحون أكثر عرضة لمظاهر القلق والاضطراب بسبب الاستخدام المفرط لمنصات التواصل.

واعتمدت الدراسة على متابعة 11 ألفًا و878 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 9 و10 سنوات، باستخدام تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي وتقييمات سلوكية متعددة، وخلال عامين من المتابعة، لاحظ الفريق أن الأطفال الذين أمضوا وقتًا أطول أمام الشاشات في بداية الدراسة أظهروا بعد فترة ازديادًا واضحًا في مظاهر اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، مثل تشتت الانتباه والاندفاعية، حتى بعد استبعاد التأثيرات الأولية التي ظهرت لديهم منذ البداية.

رصد الباحثون انخفاضًا في حجم القشرة الدماغية لدى الأطفال

وما يلفت الانتباه أكثر، هو أن التغيّرات السلوكية لم تكن وحدها المشكلة؛ إذ رصد الباحثون أيضًا انخفاضًا في حجم القشرة الدماغية لدى الأطفال الذين يستخدمون الشاشات بكثرة، وهي المنطقة المرتبطة بالتعلم واتخاذ القرار وتنظيم السلوك، وتباطأ تطور سماكة القشرة في مناطق حاسمة للقدرات الإدراكية، في نمط يشبه ما يُلاحظ عادة لدى الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.

وأكّد الباحثون أن هذه النتائج، تُقدّم تفسيرًا محتملًا لكيفية تأثير العادات الرقمية على الدماغ النامي، مشيرين إلى أن الاستخدام المكثف للشاشات قد يعرقل مسار النضج العصبي الطبيعي، ويدعو الفريق إلى ضرورة وضع ضوابط واضحة، لوقت الشاشة لدى الأطفال في سن المدرسة، وتشجيعهم على أنشطة تعزز الحركة والخيال والتفاعل الاجتماعي، تجنبًا لتأثيرات قد تمتد آثارها إلى مراحل لاحقة من حياتهم.