جولة خاصة لـ "إيجي إن" في "ووشي الصينية" قلعة الصناعة والابتكار وتدريب الروبوتات

الإثنين، 24 نوفمبر 2025 07:27 م

جانب من جولة إيجي إن داخل مدينة ووشي

رسالة الصين - أميرة الشريف

في جولة خاصة لموقع “إيجي إن” في الصين، ومن قلب مقاطعة جيانغسو بشرق الصين، تتألق مدينة ووشي، كواحدة من أكثر المدن تطورًا وتنافسية على مستوى البلاد، وواحدة من أهم المراكز الصناعية والابتكارية في آسيا.

وتمتلك المدينة، تاريخًا عريقًا وتطورًا اقتصاديًا مذهلًا، لكنها اليوم تتجاوز حدود النمو التقليدي، لتصبح قاعدة عالمية محورية في مجالات الروبوتات، والمعدات الذكية، والتصنيع عالي الدقة، والطاقة النظيفة.

وتجمع ووشي بين البيئة الحيوية، والبنية التحتية المتقدمة، والاستثمارات الضخمة في التكنولوجيا، إضافة إلى انفتاحها الكبير على التعاون الدولي، الأمر الذي جعلها محطة جاذبة للشركات الأجنبية والباحثين والمبتكرين.

ومع الطفرة الصناعية التي تشهدها الصين في السنوات الأخيرة، أصبحت ووشي نموذجًا مصغرًا لرؤية البلاد نحو اقتصاد يقوم على الابتكار والاعتماد على التقنيات المتقدمة، فضلًا عن أنه وجهة مثالية للشراكات الصناعية المتطورة، خصوصًا مع الدول العربية، التي تتقدم فيها مبادرات التحول الرقمي والصناعة الذكية.

مدينة تدريب الربوتات

وتقع مدينة تدريب الروبوتات، على مساحة شاسعة بهويشان بمدينة ووشي، وتُعد واحدة من أبرز المشاريع الصينية المعنية بتطوير الروبوتات ودمجها في مختلف جوانب الحياة، وتبلغ مساحته التشغيلية نحو سبعة آلاف متر مربع، وقد تقرر دخوله الخدمة رسميًا مع نهاية أكتوبر 2025.

وخلال الجولة عرض المسؤولون، مدى التطور الذي وصلت إليه الصين، في تدريب الروبوتات على العمل بدقة وكفاءة عالية، بحيث يتم تأهيلها لتقديم خدمات متكاملة تحاكي دور الإنسان في العديد من القطاعات.

وعند الدخول إلى المنطقة المخصّصة للأعمال المنزلية، تتحرك الروبوتات بانسيابية بين الغرف والأروقة، وتقوم بتنظيف الأرضيات، ومسح الأسطح، وترتيب الأغراض، إعادة الأشياء إلى أماكنها، وفرز المخلفات حسب النوع، وتعمل هذه الروبوتات بالاعتماد على خرائط ذكية، تتعرّف من خلالها على المكان وتتكيف معه تلقائيًا.

وفي جزء آخر من المدينة، تُدرب الروبوتات على المهام التجارية واللوجستية، حيث تقوم بنقل السلع من المخازن إلى الرفوف، وترتيب المنتجات حسب الأحجام والاستخدام، واستقبال الزبائن، والرد على استفساراتهم، وعرض المنتجات بطريقة تفاعلية، وإتمام عملية البيع والدفع الإلكتروني، حيث أن هذه التجارب تجرى داخل نموذج مصغر لمتجر حقيقي، و يضمن ذالك استعداد الروبوت للتعامل مع الجمهور عند إطلاقه في الأسواق.

قلق مشروع.. هل سيقل دور الإنسان؟

المشهد العام داخل مدينة الروبوتات، يثير سؤالًا مهمًا، وهو هل سيؤدي هذا التطور الكبير إلى تقليص دور الإنسان في سوق العمل؟ وهذا القلق كان حاضرًا، خاصة عندما رأينا روبوتات تؤدي مهامًا كانت حكرًا على العمَّال والموظفين.

لكن المسؤولون أكدوا أن الهدف هو مساعدة الإنسان وليس استبداله، مع التركيز على نقل العمالة البشرية إلى وظائف إشرافية وإبداعية، وترك المهام الشاقة والمتكررة للروبوتات، في حين أبدي أخرين قلقهم في هذا الشأن، معتبرين أن انطلاق الربوتات، سيلغي مهام الإنسان الطبيعية.

ويعمل المركز ليخدم منطقة دلتا نهر اليانغتسي، مع طموح بأن يصبح مصنع البيانات الأول ومركز التدريب الأبرز ومحرك الابتكار الرائد في الصين، بما يمكّنه من معالجة مشكلة ندرة البيانات، وتحديات السيناريوهات التطبيقية التي تواجه قطاع الروبوتات.

وتعتمد فلسفة المركز، على أن عصر الروبوتات المتقدمة يحتاج إلى بيانات عالية الجودة، مرتبطة بالسيناريوهات الواقعية، حيث يتولى المركز جمع بيانات حقيقية عبر التشغيل الفعلي للروبوتات داخل سيناريوهات متعددة، ثم تنفيذ عمليات وضع العلامات عليها بجودة عالية، مع توفير منظومات تدريب تساهم في انتقال الروبوتات من مرحلة الآلات الوظيفية إلى مرحلة القدرات المستقلة.

تيانشي القابضة.. قوة الطاقة النظيفة

وتعتبر شركة تياتشي القابضة، أحد أهم المصانع في ووشي المتخصصة في تصنيع المحركات الكهربائية للسيارات، وهو مصنع يُعد جزءًا من الثورة الصناعية التي تشهدها الصين في قطاع النقل الأخضر.

وتأسست الشركة عام 1984م، وأدرجت في البورصة عام 2004م، مرتكزة على قيم النزاهة والاجتهاد والابتكار وتشارك المكاسب، كما تعمل الشركة وفق رؤية تقوم على خدمة دورة حياة صناعة السيارات بالكامل، وتطور ثلاثة مسارات كبرى للأعمال، تشمل قطاع المعدات المتطورة، وقطاع الاقتصاد الدائري، وقطاع الروبوتات البشرية.

وتضم الشركة، عددًا كبيرًا من الشركات التابعة في أنحاء الصين، وتغطي منتجاتها وخدماتها قطاعات، تشمل تصنيع السيارات، والتخزين المتقدم، والمعدات الدائرية، وتفكيك السيارات التالفة، وإعادة تدوير بطاريات الليثيوم، ومشروعات الطاقة الجديدة، والصناعات الثقيلة.

وتطورت تيانشي، لتصبح مجموعة صناعية كبرى تجمع بين المعدات اللوجستية المؤتمتة، وأنظمة الفرز، وتطوير خدمات تكنولوجيا المعلومات، وأنظمة التشخيص عن بعد، والمعدات المتقدمة لمعالجة النفايات، وتدوير السيارات التالفة، والمشروعات المرتبطة بالطاقة الحديثة.

واليوم، تقدم الشركة حلولًا لقطاع الروبوتات المتقدمة، لنحو عشرين عميلًا في مجالات متنوعة، كما نالت اعترافًا واسعًا يشمل عدة جوائز وطنية داخل خطوط الإنتاج، ومراحل تصنيع المحركات الكهربائية، بداية من تصميم الملفات النحاسية الدقيقة، مرورًا بتركيب الوحدات الإلكترونية، وصولًا لاختبارات الجودة الصارمة، التي تضمن كفاءة المحرك قبل دخوله في السيارات، ويستخدم المصنع أجهزة قياس عالية الحساسية لرصد أي خلل في الأداء، في إطار سعي الصين لإنتاج محركات تنافس عالميًا.

إعادة تدوير البطاريات

اللافت أيضًا كان القسم المخصّص لإعادة تدوير البطاريات التالفة، وهي واحدة من أهم الصناعات الحديثة المرتبطة بالسيارات الكهربائية، وفي هذا القسم، يتم تفكيك البطاريات المستعملة، وفرز العناصر الداخلية مثل الليثيوم والنيكل والكوبالت، وإعادة معالجة المعادن النادرة، لاستخدامها مجددًا في صناعة بطاريات جديدة.

وهذه العملية لا تقلل فقط من التلوث البيئي، بل تساهم أيضًا في خفض تكلفة إنتاج السيارات الكهربائية، كما تعزز مفهوم الاقتصاد الدائري، الذي تتبناه الصين بقوة، وتبقى ووشي، بما تمتلكه من قوة اقتصادية وتقنية، أحد أهم جسور التعاون بين الصين والعالم، ووجهة رئيسية لكل من يسعى لبناء مستقبل، يقوم على الابتكار والطاقة النظيفة والتطوير الصناعي، وتفتح اليوم أبوابها أمام المنطقة العربية، لتأسيس شراكات تجعلها جزءًا من الثورة الصناعية القادمة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.