انقطاع كهرباء مفاجئ يشل مترو باريس ويضرب قلب أكبر قوة نووية في العالم

الخميس، 20 نوفمبر 2025 12:27 م

تكدس المواطنين في مترو فرنسا بعد انقطاع الكهرباء

أحمد كامل

شهدت العاصمة الفرنسية باريس، أمس، حالة من الارتباك نتيجة انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي أثر على أجزاء واسعة من المدينة، ما أدى إلى توقف مؤقت لعدة خطوط مترو وقطارات الضواحي، وتسبب في تأخيرات واختناقات كبيرة للركاب في مختلف مناطق العاصمة.

وقالت شركة "إينيديس"، المسؤولة عن إدارة شبكة توزيع الكهرباء في فرنسا، إن الانقطاع استمر لمدة خمس دقائق تقريبًا، لكنه كان كافيًا لإحداث اضطرابات في النقل العام، وأضافت الشركة أن الانقطاع نجم عن خلل فني في محطة فرعية للجهد العالي بمدينة إيسي ليه مولينو قرب وسط باريس.

آثار الانقطاع على النقل العام

أدى العطل الفني إلى توقف مؤقت في نقل الطاقة الكهربائية، ما انعكس مباشرة على شبكة مترو باريس وقطارات الضواحي، وأفادت سلطات النقل أن العديد من الخطوط توقفت عن العمل لفترة وجيزة، بينما واجه الركاب تأخيرات كبيرة، وازدحامًا في المحطات بسبب توقف القطارات. وأكدت الشركة أنها عملت على إرسال فرق الصيانة فورًا لإصلاح العطل وإعادة التيار الكهربائي بسرعة.

فرنسا وإنتاج الكهرباء النووي

تُعد فرنسا لاعبًا رئيسيًا في إنتاج الكهرباء عالميًا، إذ تولد نحو 70% من احتياجاتها عبر المفاعلات النووية، ما يجعلها من أكبر منتجي الكهرباء النووية في العالم.

ورغم قوة هذه القاعدة، واجهت فرنسا تحديات عديدة، أبرزها انخفاض الإنتاج النووي في 2022 نتيجة إغلاق بعض المفاعلات لأسباب تتعلق بالسلامة، ما اضطر البلاد إلى استيراد الكهرباء بشكل غير معتاد في ذلك الوقت.

تحديات الشبكة الكهربائية الفرنسية

ويأتي الانقطاع الأخير ليبرز تحديات تواجه شبكة الكهرباء الفرنسية في ظل التحول المتسارع إلى الطاقة المتجددة. فبينما شهد إنتاج الطاقة النظيفة ارتفاعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، فإن الطبيعة المتقلبة لبعض المصادر مثل الطاقة الشمسية والرياح، تضطر أحيانًا المفاعلات النووية إلى تعديل إنتاجها، مما يزيد من صعوبة تحقيق التوازن في الشبكة.

إضافة إلى ذلك، تؤدي شيخوخة البنية التحتية الكهربائية والضغط المستمر على النظام إلى زيادة احتمالات التعرض لمثل هذه الأعطال الفنية، ما يفرض ضرورة تحديث الشبكات ومحطات التحويل لتقليل المخاطر المستقبلية.

ردود الفعل والإجراءات المتخذة

ردًا على الحادث، قدمت شركة "إينيديس" اعتذارها للمواطنين والركاب عن الانقطاع المفاجئ، مؤكدة أن فرق الإصلاح تم نشرها على الفور لاستعادة الخدمة. وأوضحت الشركة أن التعافي السريع كان ممكنًا بفضل تصميم الشبكة الفرنسية المتين وكثافة محطات الطاقة الفرعية، التي توفر قدرة على التعافي من الأعطال المفاجئة.

من جانبها، شرعت السلطات الفرنسية في تقييم مرونة الشبكة الكهربائية لمنع أي انقطاعات مستقبلية، خصوصًا في شبكات النقل العام الرئيسية، التي تعتمد على الكهرباء بشكل كامل، وكذلك في المؤسسات الحيوية والمستشفيات والمرافق العامة.

فرنسا بين الطاقة النووية والطاقة المتجددة

ويشكل الحادث الأخير مؤشرًا على التحديات التي تواجه فرنسا في الموازنة بين إرثها النووي الضخم والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية والرياح. ويحتاج تحقيق هذا التوازن إلى استثمارات ضخمة لتحديث البنية التحتية وتطوير أنظمة إدارة الشبكة، بما يضمن استقرار الإمداد الكهربائي ويقلل من احتمالية حدوث أي انقطاع مفاجئ مستقبلي.

ويُذكر أن شبكة الكهرباء الفرنسية تواجه ضغوطًا متزايدة بسبب زيادة الطلب على الطاقة، والتوسع في استخدام السيارات الكهربائية، إضافة إلى التغيرات المناخية التي تؤثر على إنتاج الطاقة المتجددة. وهو ما يجعل من إدارة الشبكة ومراقبتها تحديًا مستمرًا للسلطات والشركات المشغلة.

يشير حادث الانقطاع الكهربائي في باريس إلى أهمية تحديث البنية التحتية الحيوية ومراعاة تكامل مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة، لضمان استمرار الخدمات الحيوية دون أي انقطاع. كما يؤكد على الحاجة إلى خطط احتياطية للطوارئ في وسائل النقل العام والمرافق العامة، لتجنب أي تأثير سلبي على حياة المواطنين والبنية الاقتصادية للمدينة.

حبس ومليون جنيه، قانون جديد لمواجهة تلاعب موظفي الكهرباء في العدادات

وزير الكهرباء: معدلات الأمان في محطة الضبعة النووي تصل إلى 100 % (تفاصيل)

ابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــن

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم