مصنوع من الفولاذ الفائق.. 10 معلومات عن وعاء ضغط مفاعل الضبعة النووي

الأربعاء، 19 نوفمبر 2025 01:22 م

وعاء ضغط المفاعل

أحمد كامل

شهدت مصر اليوم، تركيب وعاء ضغط مفاعل الضبعة النووي والمكون الرئيسي للوحدة الأولى الخاصة بالمفاعل النووي بالضبعة، حيث شارك كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في تلك الفعالية التي تتضمن توقيع أمر شراء الوقود النووي.

وعاء ضغط المفاعل

ويعتبر وعاء ضغط المفاعل النووي (RPV)، المكون الأساسي لأي محطة طاقة نووية، ويمثل تركيبه داخل الوحدة الأولى بمحطة الضبعة للطاقة النووية في مصر، إنجازًا هامًا نحو سعي مصر للحصول على طاقة نووية مستدامة وموثوقة.

مصنوع من الفولاذ

وعاء ضغط مفاعل الضبعة النوي، هو في الأساس حاوية فولاذية ضخمة وقوية، تحتوي على قلب المفاعل النووي، كما يتحمل درجات حرارة عالية للغاية، حيث تم تصميم وعاء ضغط المفاعل، ليتحمل درجات حرارة وضغوطًا عالية للغاية، الأمر الذي يضمن تشغيل المفاعل بأمان في ظل الظروف القاسية.

يتحمل الضغوط الميكانيكية

كما أنه تم تصنيعه ليتحمل الضغوط الميكانيكية الناتجة عن الانشطار النووي، بل أيضًا التغيرات المادية الناجمة عن الإشعاع على مدى عقود من الخدمة.

مكونات وعاء ضغط المفاعل

ويحتوي وعاء الضغط على قلب المفاعل، ومجموعات الوقود، وقضبان التحكم، ما يضمن نقل الحرارة الناتجة عن التفاعلات النووية بكفاءة إلى حلقة التبريد الرئيسية، والتي بدورها تُشغّل التوربينات لإنتاج الكهرباء، وبدون صمام نفاث مُصمّم هندسيًا بشكل صحيح، لا يمكن للمفاعل النووي العمل بأمان وكفاءة، ما يُبرز أهمية اعتبار تصنيعه ونقله وتركيبه، أحداثًا حرجة في الجدول الزمني للمحطة.

دمج مجموعات قضبان التحكم

ومن المقرر بعد تركيب وعاء الضغط، أن يقوم المهندسون بتوصيله بنظام التبريد الرئيسي، وتركيب الأجزاء الداخلية للمفاعل، ودمج مجموعات قضبان التحكم، وهي جميعها خطوات بالغة الأهمية، للحفاظ على تفاعل متسلسل مُتحكم فيه.

الاختبارات الوظيفية الباردة والساخنة

وبعد الانتهاء من العمليات الميكانيكية، تُجرى سلسلة من الاختبارات الدقيقة وهي اختبارات الوظيفية الباردة والساخنة، لتقييم سلامة وعاء الضغط، وتدفق سائل التبريد، وأنظمة التحكم في ظل ظروف تشغيلية مُحاكاة، وتضمن تلك الاختبارات تشغيل المفاعل بكفاءة قبل تحميله بالوقود النووي.

تحميل الوقود

وتبدأ الوحدة بتحميل الوقود، حيث يتم ادخال مُجمّعات اليورانيوم الذي تم تخصيبه إلى قلب المفاعل، الأمر الذي يسمح ببدء تفاعلات الانشطار تحت إشراف مُراقب، وخلال هذه المرحلة، تُؤكد المراقبة المُستمرة لدرجة الحرارة والضغط والإشعاع وتدفق النيوترونات، أن المفاعل يعمل كما هو مُصمم.

المزامنة مع الأنظمة المساعدة

ويتيح تركيب صمام التحكم عن بُعد للمحطة المزامنة مع الأنظمة المساعدة، مثل التبريد في حالات الطوارئ، وإمدادات الطاقة الكهربائية، وآليات الإغلاق الآمن، ويرتبط كل نظام من هذه الأنظمة بأداء صمام التحكم عن بُعد، ما يؤكد دوره كركيزة أساسية لتوليد الطاقة وسلامة المحطة.

وبمجرد تشغيله بالكامل، تصبح الوحدة الأولى في محطة الضبعة، قادرة على إنتاج الكهرباء بطريقة مُحكمة وموثوقة، ما يُظهر النضج التشغيلي لأول مفاعل نووي في مصر.

وإلى جانب الكهرباء، يُشير تركيب صمام التحكم عن بُعد وتشغيله إلى انضمام مصر، إلى ركب الدول القادرة على إدارة التكنولوجيا النووية المتقدمة، ما يعكس التزامًا طويل الأمد بتنويع مصادر الطاقة، وخفض انبعاثات الكربون، والاستقلال التكنولوجي، وبعد نجاح تركيب وتشغيل وعاء ضغط المفاعل في الضبعة، من المتوقع أن تُحدث المرحلة الأولى من مبادرة الطاقة النووية المصرية، دفعةً قويةً لإنتاج الطاقة الوطني.

200 مليون دولار تكلفة وعاء ضغط المفاعل

وبحسب الخبير الدولي في الطاقة النووية، الدكتور يسري أبو شادي، فإن تكلفة المحطات الأربع في الضبعة أقل من 25 مليار دولار، ما يعني أن سعر المحطة الواحدة، يتراوح بين 6 و7 مليارات دولار.

فيما أكد أبو شادي، في تصريح لـ"إيجي إن" أن وعاء الضغط قلب المفاعل والجزء الأكثر حساسية وكلفة، يمثل 7% إلى 8% من تكلفة الوحدة الواحدة، أي نحو 200 مليون دولار، مُشددًا على أنه المكوّن الذي يحدد سلامة المفاعل بالكامل، ويعد لحظة تركيبه نقطة تحول في مسار المشروع النووي المصري.

إنتاج 1,200 ميجاوات من الكهرباء

ومن المتوقع أن يُولّد المفاعل الأول عند تشغيله، حوالي 1,200 ميجاوات من الكهرباء، وهو ما يكفي لتزويد جزء كبير من الشبكة الوطنية بطاقة نظيفة وموثوقة.

تقليل الاعتماد عن مفاعل الضبعة النووي

ويُقلل هذا الإنتاج، من الاعتماد على الوقود الأحفوري، ويُساعد على استقرار إمدادات الكهرباء، ويُسهم في تحقيق أهداف مصر المناخية الأوسع، كما يستهدف الجدول الزمني المُتوقع لإتمام المرحلة الأولى- التي تشمل تركيب وحدة الطاقة الموجهة عن بُعد (RPV)، وتشغيلها، وتحميل الوقود، والتشغيل الأولي، والاستعداد التشغيلي خلال السنوات القليلة المقبلة، ومن المتوقع أن تُحقق الوحدة الأولى، كامل طاقتها الإنتاجية بعد ذلك بوقت قصير.