في يومها العالمي، «العزوبية» قصة أغرب ضريبة مالية في التاريخ

لم يعد الزواج هو البوصلة الوحيدة للسعادة، فقد تحول مفهوم "العزوبية" في مجتمعاتنا العربية من وصفها بـ"العنوسة" إلى خيار واعٍ يتباهى به الكثيرون، خاصة بين جيل الشباب والمراهقين، اليوم، يرى جيل كامل من الشباب أن العزوبية هي الوجه الآخر لراحة البال والرفاهية، وهي قناعة تدعمها أبحاث علاجية ودراسات طبية حديثة. 

هذه الدراسات تشير إلى أن طبيعة الحياة الزوجية الحديثة، المثقلة بالروتين، باتت سببًا في الأمراض العصبية وارتفاع ضغط الدم، لتصبح في نظر البعض مصدرًا للتعاسة والعيش في قاع عميق "ملغم" بالمسؤوليات، وإذا صادف المتزوجون اليوم مشهدًا لشباب وفتيات أحرار يتسوقون أو يتنزهون، قد يجدون أنفسهم بحاجة ماسة إلى مصحة نفسية للتعامل مع ضخامة المسؤوليات المجتمعية وضغوط الغلاء المعيش، في تلك اللحظة، يجيب المرء على تساؤلاته الداخلية بأن هؤلاء العزاب "يعيشون في سعادة وراحة بال ورفاهية"، بينما هو يسير نحو الإجهاد النفسي، مدعومًا بالمسكنات العلاجية.

وتخفي هذه الصورة المثالية للعزوبية وجهًا آخر من الضغوط المادية التي تجعل هؤلاء الشباب والفتيات يعانون ماليًا ويشاطرون المتزوجين قدراً من "النواح" والبكاء، وهو ما تجسده ظاهرة "ضريبة العزاب"، التي فرضتها كبرى الدول على من يختار العزوف عن الزواج.

الوجه الآخر للعزوبية

 تمثل الضرائب الحكومية أحد أهم العناصر لجني مصادر دخل لكل دولة، لكن هناك ضرائب – غامضة، وأخرى غريبة الأطوار، لعل أشهرها في التاريخ، تلك التي تم فرضها على العُزاب – شبابًا وفتيات، وبدأها الرومان قبل مئات السنين، ثم بريطانيا، يليها إيطاليا عام 1926، حتى تحولت إلى مناسبة كبرى في الصين – حتى وقتنا هذا.

ففي أواخر العام 1926 فرض الزعيم موسوليني، ضريبة على "مقاطعو الزواج" في إيطاليا، وأطلقت حكومة روما عليها ضريبة العُزاب، بينما انتشرت بين الطليان باسم "ضريبة العزوبية"، لتشكل واحدة من أغرب ما قام به الحاكم الفاشي، قبيل اشتعال فتيل الحرب العالمية الثانية، التي اشترك بها موسوليني بجانب صديقه الأكبر هتلر. 

موسوليني، الذي حكم روما في وقت اقتصادي غير محمود، قرر فرض الضريبة على "العزوبية"، وكانت قيمتها المادية ضعف معدل ضريبة الدخل العادية، ضمن سياسة الزعيم الفاشي الإيطالي التي كانت تقوم على اعتبار السياسة السكانية الديموجرافية يتوقف عليها مستقبل الأمة الإيطالية.

ليس هذا فحسب، بل أقر موسوليني قانونًا حكوميًا يشجع على الزواج في إيطاليا، حين قررت روما منح "المتزوجين" تخفيضات واسعة في وسائل النقل العام وأخرى في تكلفة فواتير الغاز، وقبل عامين من انتهاء الحرب العالمية الثانية – التي خسرتها إيطاليا، تم إلغاء أشهر ضريبة على العزاب، لتتلقفها جمهورية الصين الشعبية، وتحولها إلى يوم عطلة للشباب والفتيات.

شركة علي بابا تجني أرباحًا تاريخية من العزاب

بفضل عقليته الاقتصادية، استغل مؤسس شركة "علي بابا" الأشهر عالميًا، الحدث الأغرب في الصين، حين قرر تحويل مناسبة عيد العزاب إلى يومًا استثنائيًا حول العالم، وجعله إلى فرصة شرائية تجارية، أصبحت بمثابة علامة فارقة في مسيرة "جاك ما"، وشركته الصينية ذائعة الصيت.

وحققت "علي بابا" مكاسب خيالية، بعدما أطلق "جاك ما" في هذا اليوم، عروضًا خرافية للتسوق عبر الإنترنت بتخفيضات هائلة، محققًا مبيعات هائلة وأرباحًا طائلة وإقبالًا غير مسبوق، وكان ذلك خلال عام 2009، ليكون العام الأكثر ربحية في تاريخ الشركة العالمية، ومنذ ذلك التاريخ، حققت مجموعة علي بابا نموًا قويًا في المبيعات وعددًا قياسيًا من المتسوقين خلال فترة يوم العزاب، وهي فعالية تستمر لأسابيع.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، بالإضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.