-
مشروعات سياحية عملاقة وملاعب جولف، ما أبرز ملامح مشروع «علم الروم»؟
-
التفاصيل الكاملة لصفقة «علم الروم»، شراكة مصرية قطرية باستثمارات 30 مليار دولار في مطروح
-
خبراء لـ«إيجي إن» عن «علم الروم»: يُحول الساحل الشمالي إلى مركز عمراني متكامل
-
رئيس الوزراء: قطر تسدد 3.5 مليار دولار من صفقة «علم الروم» نهاية ديسمبر
صناعةُ الفيتامينات، كيفَ تحولت حبوب الوِقَاية إلى مناجم أَرباح بمليارات الدولارات؟
الخميس، 06 نوفمبر 2025 12:46 م
سوق الفيتامينات
قبل أن يبلغ عامه الستين، يشعر الموظف المتقاعد أن جسده لم يعد كما كان، وفي محاولة لاستعادة نشاطه، وجد نفسه أمام سيل من الإعلانات التي تعده بالحيوية والشباب الدائم في كبسولات صغيرة ملونة تحمل أسماء مألوفة: فيتامين "د"، وفيتامين "ب12"، ومكملات للمفاصل، وأخرى للمناعة.
في البداية بدت التجربة بسيطة وغير مكلفة، لكن مع مرور الوقت، أصبح الموظف ينفق شهريًا على هذه المنتجات أكثر مما ينفق على أدويته الحقيقية، حتى اضطر لاقتطاع جزء من معاشه التقاعدي لتغطية الفاتورة، عندها تساءل: هل هذه الحبوب حقًا ضرورة طبية، أم أنها فخ تسويقي بإتقان صيدلاني؟
صناعة ازدهرت على مفترق العلم والتسويق
خلال العقد الأخير، تحولت الفيتامينات والمكملات الغذائية من عادة صحية محدودة إلى صناعة عالمية ضخمة، تتقاطع فيها دوافع الإنسان للحفاظ على صحته مع مصالح الشركات الكبرى في البحث عن مصادر دخل مستدامة.
فبحسب تقديرات موقع GlobalData، بلغ حجم سوق الفيتامينات عالميًا نحو 138.2 مليار دولار في عام 2024، وسط توقعات ببلوغه 146 مليار دولار في 2025، بمعدل نمو سنوي يقارب 5.7%، وهو معدل يفوق نمو قطاعات دوائية تقليدية عديدة.
أما سوق المكملات الغذائية الأوسع الذي يشمل البروتينات، والمعادن، والأعشاب العلاجية، فيقدر حجمه بين 180 و190 مليار دولار، وفي الولايات المتحدة وحدها، يستخدم نحو 74% من البالغين مكملات غذائية بانتظام، بحسب استطلاعات مراكز التغذية والصحة العامة.
اقرأ أيضًا:
326 مليون دولار حجم سوق المكملات الغذائية بمصر في 2024 و4,000 شركة و41 مصنعًا
من الطب إلى السوق.. كيف تغير المفهوم؟
على الورق، تقوم الفيتامينات بدور واضح، وهو تعويض نقص المغذيات الدقيقة في الجسم، لكن مع الوقت، تغير خطاب السوق من العلاج عند النقص إلى الوقاية قبل المرض، وهو تحول جذري سمح للشركات بتوسيع قاعدة المستهلكين من فئة المرضى إلى فئة الأصحاء الباحثين عن نمط حياة مثالي، وبينما تشير دراسات منهجية إلى أن مكملات مثل فيتامين د قد تسهم في تقليل خطر التهابات الجهاز التنفسي لدى من يعانون نقصًا حادًا، فإن الأدلة لا تدعم بعد توصية عامة بتناوله للجميع. بمعنى آخر: الفائدة موجودة، لكنها مشروطة ومحدودة.
ومع ذلك، استثمرت الشركات في هذه المنطقة الرمادية بين الطب والعادة، لتسويق منتجاتها بوصفها صديقة المناعة ومفتاح الشباب الدائم، دون أن تتورط في وعود علاجية صريحة يمكن أن تعرضها للمساءلة القانونية.
شركات الأدوية تغير استراتيجيتها
لم يعد الحديث عن المكملات الغذائية يقتصر على شركات التغذية، بل بات جزءًا أصيلًا من إستراتيجية شركات الأدوية الكبرى التي تبحث عن ربحية أعلى بأقل قدر من المخاطر.
ففي عام 2024، أعلنت شركة هاليون البريطانية، المتخصصة في الصحة الاستهلاكية، تحقيق إيرادات بلغت 11.2 مليار جنيه إسترليني (14.6 مليار دولار)، شكلت المكملات الغذائية والفيتامينات نحو 15% منها، وفي مارس 2025، باعت شركة فايزر حصتها البالغة 7.3% في "هاليون" مقابل 3.24 مليار دولار، ضمن خطة لإعادة تركيز محفظتها على الأدوية المبتكرة وترك قطاع المكملات لشركات الصحة الاستهلاكية.
الأمر ذاته تكرر مع شركات ألمانية وسويسرية كبرى، سعت لزيادة حصصها في شركات متخصصة بالمكملات الغذائية، في مؤشر واضح على أن هذه السوق لم تعد ملحقًا بالصناعة الدوائية، بل أصبحت ركيزة أساسية في نموذج النمو المستقبلي.
اقرأ أيضًا:
«تكنولوجيا الأغذية» يدرب باحثيه على صناعات الأعلاف والزيوت والمكملات الغذائية
أرقام النمو العالمية
السنة | حجم السوق (مليار دولار) | معدل النمو السنوي (%) |
|---|---|---|
| 2020 | 112.5 | 4.8 |
| 2022 | 125.9 | 5.2 |
| 2024 | 138.2 | 5.4 |
| 2025* | 146.0 | 5.7 |
(*) تقديرات لعام 2025
من الوقاية إلى الفقاعة الفيتامينية
على الرغم من أن الفيتامينات لعبت دورًا إيجابيًا في معالجة حالات النقص الغذائي الحاد، إلا أن التسويق المفرط حول قدرتها على تعزيز المناعة ومقاومة الشيخوخة ورفع الطاقة ساهم في تضخيم توقعات المستهلكين إلى مستويات غير واقعية.
اليوم، تتجاوز المبيعات العالمية للمكملات في بعض الدول إنفاق المواطنين على الأدوية الموصوفة طبيًا، ففي الولايات المتحدة مثلًا، يقدر متوسط ما ينفقه الفرد سنويًا على المكملات الغذائية بين 150 و250 دولارًا، معظمها على منتجات لم تثبت فعاليتها بشكل قاطع.
ويرى خبراء الصحة العامة أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى تشتيت الجهود الوقائية عن الأساسيات الحقيقية: النظام الغذائي المتوازن، والنشاط البدني، والفحوص الدورية.

بين الطب والاقتصاد.. معركة الوعي الصحي
تبدو سوق الفيتامينات اليوم عند مفترق طرق، فمن جهة، تمثل وسيلة عملية لتعويض نقص المغذيات في عالم يزداد اعتمادًا على الأغذية المصنعة، ومن جهة أخرى، أصبحت منجمًا ذهبيًا لشركات الأدوية التي تبحث عن إيرادات ثابتة دون تكلفة التجارب السريرية الطويلة أو قيود التنظيم الدوائي.
المعادلة الجديدة تظهر أن مستقبل هذه الصناعة لن يُحسم في المختبرات فقط، بل أيضًا في عقول المستهلكين ومدى وعيهم بالفرق بين الحاجة الطبية والحيلة التسويقية، فبينما تواصل الشركات الاستثمار في صحة الوقاية، يبقى التحدي الحقيقي في تحويل الفيتامينات من موضة استهلاكية إلى أداة مدروسة في منظومة الطب الوقائي الحديث.
عالم الفيتامينات ليس خدعة بالكامل، ولا معجزة طبية كما يصور، إنه ببساطة مرآة لعصر يبحث عن الصحة السريعة في عبوة صغيرة، وكنز ثمين لصناعة أدركت أن الطريق إلى الأرباح قد يبدأ من رفوف الصيدليات.. لا من غرف العمليات.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم
Short Url
يوم استثماري تاريخي، 31 مليار دولار تُضَخ في القاهرة والساحل الشمالي
05 نوفمبر 2025 05:06 م
36 يومًا من الشلل الإداري، كيف وصلت أمريكا لأطول إغلاق في تاريخها؟
05 نوفمبر 2025 02:10 م
قفزة "مليارية" في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، تفاصيل
05 نوفمبر 2025 09:21 ص
أكثر الكلمات انتشاراً