هدية الرؤساء، كيف تحول هاتف شاومي لرمز الصعود الصيني أمام سامسونج؟

الأحد، 02 نوفمبر 2025 10:44 ص

الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره الكوري الجنوبي

ميرنا البكري

في لقاء ودي جمع الرئيس الصيني شي جين بينج بنظيره الكوري الجنوبي لي جيه ميونج على هامش قمة “أبيك”. اللقاء الذي وصفت وسائل الإعلام العالمية بأنه تبادلًا وديًا للهدايا، لكن الحقيقة أن خلف هذه الهدية (هاتفين من شاومي) هناك رسالة اقتصادية وتكنولوجية عميقة للغاية، فما حدث ليس مجاملة دبلوماسية بل مشهد رمزي في صراع عالمي على النفوذ التكنولوجي بين الصين وأمريكا وكوريا الجنوبية.

شاومي بديل لسامسونج، دبلوماسية التكنولوجيا الصينية

اختار الرئيس الصيني أن يهدي رئيس كوريا الجنوبية (البلد المصنعة لسامسونج) هاتفين صينيين من شركة شاومي، وتعكس هذه الهدية أن شي جين بينج يسعى لإثبات أن التكنولوجيا الصينية أصبحت منافس حقيقي وليس تابعًا، وان بلده لا تلاحق الغرب في السباق التكنولوجي فحسب، لكنها تقود أيضًا موجة جديدة من الابتكار الذكي، فأصبحت شاومي اليوم واحدة من أكبر 3 شركات هواتف في العالم، وتخطت سامسونج في بعض الأسواق الناشئة.

Future Center - هل تتجه كوريا الجنوبية للتقارب مع الصين؟ — **الصين وكوريا الجنوبية**

الباب الخلفي، مزاح كشف عمق الحرب السيبرانية

وحينما قال شي مازحًا للرئيس الكوري: "تستطيع أن ترى بنفسك إن كان هناك باب خلفي"، فالضحك في القاعة كان يتضح أنه بسيط وعابر، لكن هذه العبارة تعود لواحدة من أخطر معارك التكنولوجيا بين الصين وأمريكا، أي الاتهامات المتبادلة بالتجسس الإلكتروني، بدءًا من هواوي حتى إنفيديا.

واقترحت الولايات المتحدة أن الرقائق المتقدمة التي تُصدر للخارج من الضروري أن تحتوي على وظائف تتبع، فردت الصين بحدة واتهمت واشنطن بانها تحاول زرع أبواب خلفية رقمية، والآن شي استخدم نفس المصطلح لكن بشكل ساخر، وهذا نوع من "الدبلوماسية الساخرة" التي يستخدمها شي مؤخرًا، وهي أن يبعث رسائل سياسية قوية بطريقة غير مباشرة أمام الكاميرات.

"من الهزار للهيمنة"، التكنولوجيا سلاح الصين الجديد

يُعد إهداء هواتف "شاومي" ليس تصرفًا عشوائيًا، فالصين تستخدم شركاتها التكنولوجية كجزء من قوتها الناعمة، وتحاول تحويل التكنولوجيا لأداة نفوذ سياسي واقتصادين وذلك من خلال دعم شركات مثل "هواوي" و"شاومي" و"BYD"، فالصين تبني نموذج تكنولوجي بديل عن الأمريكي، خاصةً في الأسواق الآسيوية والأفريقية.

كوريا الجنوبية بين المطرقة والسندان

كوريا الجنوبية تواجه وضع معقد وحساس، فمن جانب شريك رئيسي لأمريكا في التحالفات التكنولوجية والدفاعية، خاصةً في الرقائق الإلكترونية، ومن جانب آخر الصين الذي تعد أكبر سوق لصادراتها الصناعية والإلكترونية.

عندما قدم شي هذه الهدية، كان يختبر لي جيه ميونج سياسيًا، فهل كوريا على استعداد للميل أكثر تجاه الصين اقتصاديًا؟ أم تظل محافظة على ولائها لأمريكا؟، فالتوازن هنا دقيق جدًا؛ نظرًا لأن أي ميل في الاتجاه الخاطئ قد يضر مصالح سيول التصديرية، خاصةً في قطاع أشباه الموصلات الذي يمثل أكثر من 20% من اقتصادها.

"الرقاقة والذكاء الصناعي"، الحرب الحقيقية على وشك البدء

يعد الهاتف الذي ضحك عليه الزعيمين، رمز لحرب أكبر في الخلفية “حرب الذكاء الاصطناعي والرقائق"، فأمريكا تحاول أن تحاصر الصين تكنولوجيًا وتمنع عنها الرقائق المتقدمة، لكن بكين ترد بتطوير منظومتها المحلية بسرعة مذهلة.

في المقابل، أصبحت كوريا الجنوبية عبر سامسونج وSK Hynix سلاح رئيسي في يد أمريكا، مما يضعها في موضع حساس للغاية إذا تصاعد الصراع، إذا استطاعت الصين إثبات أن شركاتها كشاومي أو هواوي أصبحت تنافس في الكفاءة والتكنولوجيا العالية، فقد يقلب هذا الموازين في الأسواق العالمية، ويهدد هيمنة الشركات الأمريكية والكورية على التكنولوجيا المتقدمة.

الهاتف الذي أضحك العالم، كشف وجه الحرب التكنولوجية

اللقطة التي تظهر بشكل بسيط وودي بين زعيمين، كانت في الحقيقة مشهد رمزي للحرب التكنولوجية الكبرى بين بكين وواشنطن وسيول، فاستخدم شي جين بينج لحظة دبلوماسية لطيفة ليقول: “الصين لا تصنع فقط، الصين تنافس وتقود".

لتعزيز الاقتصاد، كوريا الجنوبية تبدأ دخول المجموعات السياحية الصينية بدون تأشيرة

Why I Switched Samsung to Xiaomi: A Samsung User's Experience - Xiaomiui.Net — سامسونج وشاومي

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.