الدكتور محمد الزهار يكتب.. المتحف المصري الكبير، قوة ناعمة تعيد تعريف الحضور المصري عالميًا
السبت، 01 نوفمبر 2025 12:21 م
الدكتور محمد عبد الحميد الزهار كاتب وباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية
في لحظة تفيض فخرًا واعتزازًا تفتتح مصر اليوم المتحف المصري الكبير أكبر متحف للآثار في العالم مخصص لحضارة واحدة الحضارة المصرية القديمة.
حدث لا يقتصر على كونه احتفالية ثقافية بل يمثل إعلانًا حضاريًا جديدًا بأن مصر لا تزال قادرة على أن تُدهش العالم ليس فقط بماضيها بل بما تصنعه في حاضرها من إنجازات ترسّخ مكانتها بين الأمم.
رمز لعصر جديد من القوة الناعمة المصرية
إن المتحف المصري الكبير ليس مبنى أثريًا فخمًا فحسب بل مشروع وطني شامل يُجسّد مفهوم “القوة الناعمة” في أبهى صورها؛ فهو يجمع بين التاريخ والهوية وبين الحداثة والتخطيط الاستراتيجي.
فمن موقعه الفريد في قلب الجيزة وعلى مقربة من الأهرامات يقف المتحف شاهدًا على قدرة مصر على الربط بين حضارتها القديمة ونهضتها الحديثة.
ومساحته التي تقترب من نصف مليون متر مربع واحتواؤه على أكثر من مائة ألف قطعة أثرية بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون تعكس ليس فقط عظمة التاريخ بل دقة الرؤية التي وضعت الثقافة في قلب مشروع الدولة الحديثة.
إنجاز وطني برؤية عالمية
هذا الافتتاح لم يأتِ صدفة، بل هو ثمرة رؤية سياسية رشيدة أدركت أن الثقافة ليست ترفًا، بل عنصر من عناصر الأمن القومي والهوية الوطنية.
لقد أدركت القيادة المصرية أن عرض آثارنا للعالم ليس غاية في ذاته، بل وسيلة لتأكيد مكانة مصر ودورها التاريخي والإنساني، وترسيخ حضورها الدولي عبر أدوات القوة الناعمة.
إن المتحف المصري الكبير بموقعه وتصميمه ومضمونه يقدّم رسالة للعالم مفادها أن مصر ليست متحفًا للتاريخ، بل مصنعًا للحضارة المستمرة، قادرة على التحديث دون أن تتخلى عن جذورها، وعلى التجديد دون أن تفقد أصالتها.
بعد اقتصادي وسياحي لا يقل أهمية
من زاوية أخرى، يمثل المتحف رافعة استراتيجية للسياحة المصرية، إذ من المتوقع أن يجذب ما بين 5 إلى 8 ملايين زائر سنويًا، بما ينعكس على الاقتصاد الوطني ويخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في مجالات متعددة.
كما أنه يمهّد لعصر جديد من السياحة الثقافية الذكية، التي تمزج بين الأصالة والتكنولوجيا، وبين عرض التراث وتجربة الزائر التفاعلية.
إنها ليست مجرد زيارة لمشاهدة ماضي مصر بل تجربة متكاملة للعيش في روحها، والتعرّف على عبقرية الإنسان المصري عبر العصور.
مصر التي تصنع المستقبل كما حفظت التاريخ
إن افتتاح المتحف المصري الكبير هو أكثر من احتفاء بالماضي إنه استثمار في المستقبل، ورسالة إلى الأجيال القادمة بأن هذا الوطن الذي بنى الأهرامات، ما زال قادرًا على أن يبني ما يليق بعظمته.
هو تجسيد لثقة دولة وشعبها في أنفسهم، وفي قدرتهم على تقديم نموذج حضاري يُحتذى به، يعيد تعريف صورة مصر في الداخل والخارج.
ففي كل حجر من هذا المتحف، تنبض روح مصر: الماضي الذي صنع المجد، والحاضر الذي يصنع المستقبل.
Short Url
محمد عامر يكتب: المتحف المصري الكبير انطلاقة جديدة تقود نمو السياحة لأعلى مستوياتها
01 نوفمبر 2025 06:13 م
محمود نجلة يكتب.. المتحف المصري الكبير ليس فقط استثماراً حكومياً بل منصة لتنشيط الاقتصاد
01 نوفمبر 2025 04:06 م
أكثر الكلمات انتشاراً