غزة بلا سيولة، السكان يلجأون لترميم النقود للبقاء على قيد الحياة

الجمعة، 31 أكتوبر 2025 04:52 م

صورة أرشيفية

محمد ممدوح

خفف إعلان وقف إطلاق النار في غزة من حدة القصف الجوي للاحتلال الإسرائيلي والحصار الخانق، لكنه لم ينجح في تخفيف الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يعيشها السكان.

ورغم توقف أصوات الانفجارات، إلا أن نقص السيولة النقدية ظل كابوساً يوميًا للفلسطينيين، الذين باتوا عاجزين عن شراء احتياجاتهم الأساسية دون الوقوع فريسة لجشع المنتفعين من الأوضاع المأساوية.

المعاملات البنكية تتحول إلى إجراءات شكلية بلا سيولة

في 16 أكتوبر، وبعد ستة أيام من الهدوء النسبي، أعادت البنوك فتح أبوابها في القطاع، إلا أن المشهد أمامها كان صادمًا، طوابير طويلة لأشخاص ينتظرون بلا جدوى الحصول على المال، وألحقت الحرب المستمرة منذ عامين دمارًا واسعًا بالمصارف والمنازل والمدارس، لتتحول المعاملات البنكية إلى إجراءات شكلية بلا سيولة حقيقية.

وقال وائل أبو فارس، أب لستة أبناء، أثناء وقوفه بجوار بنك فلسطين: «لا يوجد مال في البنك، نأتي فقط لإجراء المعاملات الورقية»، في تصريحات لوكالة رويترز.

لا إيداع أو سحب بقطاع غزة

وأكد الخبير الاقتصادي محمد أبو جياب في تصريحات لوكالة رويترز أن «البنوك مفتوحة، والمكيفات تعمل، لكن لا يوجد إيداع ولا سحب، فقط معاملات إلكترونية»، مشيرًا إلى أن «الناس تضطر للجوء إلى بعض التجار الجشعين الذين يفرضون عمولات ضخمة تتراوح بين 20% و40% للحصول على سيولة».

فيما تقول إيمان الجعبري، أم لسبعة أطفال: «المعاملة البنكية اللي كانت بتخلص في ساعة، حاليا تستغرق 10 ساعات، وفي الآخر نطلع بـ400 أو 500 شيكل وهو مبلغ لا يغطي شيء من الأسعار الحالية».

ترميم الأوراق سبيل أهل غزة للحياة بعيدًا عن المصارف

لكن وسط هذه الأوضاع، وجد البعض سبلًا بديلة لكسب قوت يومهم، منال السعيدي مثلًا، تجلس يوميًا لترميم الأوراق النقدية التالفة بأدوات بسيطة، وتحكي، «بشتغل وبعمل 20 أو 30 شيكل بروح أجيب خبز أو فول، حاجة بسيطة تمشي الحال».

فرض رسوم إضافية

ومع تزايد الاعتماد على التحويلات الإلكترونية حتى لشراء أبسط السلع، لجأ التجار إلى فرض رسوم إضافية، ما زاد من أعباء الأسر الفقيرة، ورغم إعلان الخطة الأميركية لوقف الحرب المكونة من 20 بندًا، فإنها لم تتطرق إلى إدخال السيولة النقدية إلى غزة، وتركت تفاصيل إعادة الإعمار والأمن للمستقبل، وحتى اللحظة، لم تعلق وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية بشأن السماح بدخول الأموال إلى القطاع.

استنزاف مدخرات أهل غزة بسبب عدم وجود سيولة

في المقابل، يعاني سكان غزة من استنزاف مدخراتهم وبيع ممتلكاتهم لتأمين الغذاء والدواء والمأوى، ولجأ كثيرون إلى نظام المقايضة لتغطية احتياجاتهم اليومية، بينما أصبحت الأوراق النقدية الممزقة والمتهالكة مشهدًا مألوفًا في الأسواق، ويقول التاجر سمير النمروطي، «نتعامل بورق نقدي فقد ملامحه من كتر التداول، بس هو اللي باقي لنا».

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.