لـ800 مليون مستخدم حول العالم، احذر ChatGPT ليس معالجًا نفسيًا

الأربعاء، 29 أكتوبر 2025 12:27 م

تطبيق ChatGPT

محمد السيد

أثارت شركة “OpenAI”، موجة من الجدل بعد إعلانها عن بيانات جديدة تتعلق بسلوك بعض مستخدمي روبوت الدردشة “ChatGPT”، حيث كشفت أن نحو 0.07% من المستخدمين النشطين أسبوعيًا أظهروا علامات محتملة على اضطرابات نفسية خطيرة، تشمل الهوس والذهان وحتى الأفكار الانتحارية، وأكدت الشركة أن هذه النسبة تمثل ملايين الأشخاص نظرًا لبلوغ عدد مستخدمي المنصة 800 مليون مستخدم حول العالم، وفقًا لتصريحات الرئيس التنفيذي للشركة "سام ألتمان".

OpenAI قادرة على التعرف على المحادثات الحساسة والتعامل معها

وأوضحت “OpenAI”، أن أنظمتها أصبحت قادرة على التعرف على المحادثات الحساسة والتعامل معها بدرجة من الحذر والتعاطف، مشيرة إلى أنها طورت آليات جديدة قادرة على تحويل المحادثات عالية الخطورة إلى نماذج أكثر أمانًا تُفتح في نوافذ مستقلة لتقليل احتمالات إيذاء الذات أو التصرفات الخطرة، كما أعلنت عن تأسيس شبكة عالمية تضم أكثر من 170 خبيرًا نفسيًا وطبيًا من 60 دولة، لتقديم المشورة حول كيفية استجابة “ChatGPT” للحالات النفسية المعقدة، ووضع نماذج ردود تشجع المستخدمين على طلب المساعدة الواقعية من المختصين عند الضرورة.

التدقيق القانوني على الشركات المطورة لتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويأتي هذا التطور في ظل تزايد التدقيق القانوني على الشركات المطورة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد رفع عائلة في ولاية كاليفورنيا دعوى قضائية ضد “OpenAI”، تتهمها بالمسؤولية عن وفاة ابنها البالغ من العمر 16 عامًا، والذي يُزعم أن الروبوت شجّعه على الانتحار في أبريل الماضي، وهي أول قضية من نوعها تتهم شركة ذكاء اصطناعي بالقتل الخطأ.

التدخل في الأزمات النفسية الخطرة

وأدوات الذكاء الاصطناعي مثل “ChatGPT”، تمنح المستخدمين شعورًا زائفًا بالأمان أو التفاعل الإنساني الحقيقي، ما يؤدي إلى تفاقم الحالات النفسية الحساسة بدلًا من معالجتها، خصوصًا عندما يتعامل المستخدم مع الروبوت كبديل للاستشارة العلاجية، وهذه الأدوات يمكن أن تخفف مشاعر الوحدة أو القلق في بعض الحالات، لكنها لا تمتلك القدرة الإكلينيكية أو المؤهلات العلاجية لتقييم الحالات أو التدخل في الأزمات النفسية الخطرة.

وضع معايير وضوابط دولية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المحادثات

ويطالب متخصصون بضرورة وضع معايير وضوابط دولية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المحادثات ذات الطابع النفسي، بما يضمن حماية المستخدمين وإلزام الشركات بإضافة أنظمة إنذار فوري وخيارات تواصل مع خطوط المساعدة النفسية عند اكتشاف مؤشرات خطر، وبينما تحاول “OpenAI” الموازنة بين تقديم الدعم العاطفي والحفاظ على حدود المسؤولية الأخلاقية والتقنية، يبقى التحدي الأكبر في أن لا يتحول الذكاء الاصطناعي إلى بديل مضلل عن العلاج البشري في لحظات قد تكون فارقة في حياة الإنسان.