التوقيت الشتوي، هل يوفر الطاقة أم مجرد وهم يسبب خسائر طائلة؟
الأربعاء، 29 أكتوبر 2025 12:09 ص
التوقيت الشتوي
نفيسه محمود
في شهر أكتوبر من كل عام، تلجأ بعض الدول وبينها مصر لتطبيق نظام التوقيت الشتوي من خلال تأخير الساعة 60 دقيقة، وتبرر الحكومات هذا التغيير بحجة توفير الطاقة.
«إيجي إن» تلقي الضوء على ظاهرة التوقيت الشتوي، وهل بالفعل هذا التغيير لصالح الاقتصاد ويقلل من هدر الطاقة، أم أنه مجرد وهم يسبب خسائر مالية كبيرة؟
الدراسات متناقضة بشأن التوقيت الشتوي
رغم الادعاءات الرسمية حول توفير الطاقة، تشير بعض الدراسات إلى أن التغيير في التوقيت لا يُحقق التوفير المتوقع، وفي الواقع، تشير أبحاث حديثة إلى أن تغيير التوقيت يوفر كمية ضئيلة جدًا من الطاقة، بل قد يؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة في بعض الحالات.
فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي التغيير إلى زيادة استخدام أجهزة التبريد والتدفئة الكهربائية نتيجة لتغير مواعيد حلول الظلام واستخدام الأضواء.

الآثار السلبية على الإنتاجية والصحة
تشير بعض الدراسات الطبية إلى أن تغيير التوقيت يؤثر بشكل سلبي على الساعة البيولوجية للإنسان، مما يؤدي إلى اضطرابات في النوم والصحة العامة.
وفي عام 2018، أجرت جامعة ستانفورد دراسة كشفت أن الإنتاجية تنخفض بنسبة تتراوح بين 3% و5% خلال الأسبوع الأول من تطبيق التوقيت الشتوي، بسبب المشاكل الصحية والنفسية الناتجة عن تغيير الساعة.
كما أفادت جامعة شيكاغو في تقرير لها عام 2016 بأن أسواق المال تتأثر بشكل سلبي، حيث يلاحظ تباطؤ بنسبة 8% في اليوم الأول من العمل بعد التغيير.
دول تستفيد من التوقيت الشتوي
ورغم الانتقادات، هناك دول أكدت أنها تحقق بعض الفوائد من تطبيق التوقيت الشتوي، على رأسها إيطاليا التي سبق وأن أعلنت أن تغيير التوقيت يوفر لها حوالي 70 مليون يورو سنويًا، بينما توفر سلوفاكيا نحو 0.8% من استهلاك الطاقة سنويًا، أما وزارة النقل الأمريكية فقد أعلنت في عام 1975 أنها تحقق توفيرًا طفيفًا يصل إلى 1% فقط من استهلاك الطاقة.
خسائر اقتصادية من التوقيت الشتوي
وعلى العكس، تعاني فرنسا وبلجيكا من زيادة استهلاك الوقود عند تغيير الساعة، حيث أظهرت بعض الدراسات خسائر كبيرة نتيجة لتغيير الساعة.
وفقًا لتقرير صادر عن معهد إندبندنت في 2008، تكبدت الولايات المتحدة خسائر تصل إلى 1.7 مليار دولار سنويًا بسبب تغيير الساعة مرتين في العام، كما أشارت بعض الأبحاث إلى أن تكلفة تطبيق التوقيت الصيفي على الولايات المتحدة تصل إلى 430 مليون دولار سنويًا.
في المقابل، أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية أن التوفير الناتج عن التوقيت الصيفي بلغ 1.3 تيرا واط/ساعة من الكهرباء، أي ما يقارب 0.03% من استهلاك الطاقة الوطني في عام واحد، وهو ما يساهم في توفير 84 مليون دولار.
التوقيت الشتوي حول العالم بين التطبيق والإلغاء
يطبق نظام تغيير الساعة، على حوالي ثلث دول العالم، غالبيتها توجد في أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية، ولكن حاليًا بدأت العديد من الدول إلغاء هذا النظام لأنه لم يقدم النتائج الاقتصادية المطلوبة منه كما كان متوقع، مثل روسيا وسوريا والعراق والأردن.
ويوجد حوالي 74 دولة تطبق التوقيت الصيفي والتوقيت الشتوي، وهي تمثل حوالي 34% من دول العالم، كما يوجد أيضًا أكثر من 140 دولة ألغت هذا النظام لعدم جدواه، وهناك 27 دولة أوروبية تخطط لإلغائه في المستقبل القريب.
وفي النهاية، لا يوجد إجماع عالمي حول فائدة التوقيت الشتوي، فبينما يصر البعض على أنه وسيلة فعّالة لتوفير الطاقة، يرى آخرون أنه مجرد عبء اقتصادي وصحي، ليستمر الجدل حول جدوى تغيير التوقيت.

اقرأ أيضًا:
تأخير الساعة 60 دقيقة، إزاي تظبط التوقيت الشتوي 2025 على أجهزة الكمبيوتر
لأجهزة أندرويد وآيفون، إزاي تظبط ساعة موبايلك بعد تطبيق التوقيت الشتوي 2025؟
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
196 مليار دولار في عام، السعودية نحو نهضة عمرانية واقتصادية غير مسبوقة
28 أكتوبر 2025 10:30 ص
“اللعبة الكبرى”، أمريكا تبني شبكة اقتصادية مضادة للصين في آسيا
27 أكتوبر 2025 05:44 م
ممر جديد للتقارب، استئناف الطيران يفتح آفاقًا اقتصادية وسياسية كبرى بين الهند والصين
27 أكتوبر 2025 11:10 ص
أكثر الكلمات انتشاراً