ما وراء الوقود، المشتقات غير النفطية تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي
الإثنين، 27 أكتوبر 2025 12:40 ص
البترول تعبيرية
يرتبط النفط في أذهاننا بالوقود والطاقة، إلا أن قيمته الحقيقية تتجاوز أكثر من ذلك بكثير، خاصة أن كل برميل نفط يوجد خلفه ثروة صناعية خفية، تتمثل في مشتقات لا تُستخدم لتشغيل المحركات، لكنها تلعب دورًا أساسيًا في تحريك الاقتصاد العالمي وصناعة آلاف المنتجات اليومية.
مع تزايد الاهتمام بالطاقة النظيفة، تصاعدت أهمية المشتقات غير الوقودية التي تُعد اليوم العمود الفقري لعشرات الصناعات التحويلية والبتروكيماوية، من البلاستيك ومستحضرات التجميل إلى الأدوية والأسمدة.

ما وراء البرميل مشتقات لا تحرق لكنها تنتج
تُستخلص مشتقات البترول غير الوقودية من النفط الخام عبر عمليات معقدة داخل المصافي، لكنها لا تُستخدم لتوليد الطاقة، بل تدخل كمادة خام في صناعات استراتيجية مثل البتروكيماويات، والمطاط الصناعي، والدهانات، والمنسوجات.
وتمثل هذه المشتقات «المستقبل الحقيقي للبترول»، إذ توفر للدول قيمة مضافة أعلى بكثير من بيع الوقود الخام، وتُعد ركيزة أساسية للنمو الصناعي.
الإيثيلين والبروبيلين بداية كل صناعة
يُعد الإيثيلين والبروبيلين حجر الأساس في الصناعات البلاستيكية الحديثة، فالإيثيلين يُستخدم في إنتاج البولي إيثيلين الذي يدخل في صناعة العبوات، والأكياس، والأنابيب، بينما يُعد البروبيلين المادة الرئيسية لإنتاج البولي بروبيلين المستخدم في الأدوات المنزلية والمستلزمات الطبية وقطع غيار السيارات.
هاتان المادتان وحدهما تمثلان القاعدة التي تقوم عليها صناعة البلاستيك العالمية، والتي تُقدر قيمتها بمئات المليارات من الدولارات سنويًا.
من البنزين إلى الزيلين والتولوين
وراء الأسماء الكيميائية المعقدة تختبئ مواد لا غنى عنها في الصناعة الحديثة، فـ"البنزين" (المركب الكيميائي وليس وقود السيارات) يدخل في صناعة النايلون والمنظفات والمبيدات، بينما يُستخدم الزيلين في صناعة الألياف الصناعية والدهانات، أما التولوين فهو مكون رئيسي في تصنيع الدهانات والمواد اللاصقة والمطاط الصناعي.
تلك المركبات هي «اللاعب الصامت» في سلاسل الإمداد الصناعية، إذ تُعتبر المواد الوسيطة التي يبدأ منها تصنيع آلاف المنتجات.

الشمع البترولي والأسفلت
بعيدًا عن أنابيب الوقود، نجد الشمع البترولي – أو شمع البرافين – يدخل في صناعة الشموع ومستحضرات التجميل وتغليف الأغذية، بينما يُعد الأسفلت أحد أهم مشتقات النفط المستخدمة في البنية التحتية ورصف الطرق والعوازل المائية.
ورغم بساطة استخدامهما في الظاهر، فإنهما يساهمان في أنشطة اقتصادية ضخمة تمتد من الصناعات الغذائية إلى مشروعات البناء العملاقة.
الكبريت
الكبريت، الذي يُستخلص من عمليات تكرير النفط والغاز، يمثل بدوره عنصرًا صناعيًا لا غنى عنه، فهو يدخل في صناعة الأسمدة الفوسفاتية، والبطاريات، والمبيدات الزراعية، فضلًا عن دوره في إنتاج حمض الكبريتيك، أحد أكثر المواد الكيميائية استخدامًا في العالم.
قيمة تتجاوز الوقود
تكشف هذه المشتقات غير الوقودية عن وجه آخر للبترول؛ فبينما يعتمد العالم على الوقود لتوليد الطاقة، تعتمد الصناعة على مشتقات النفط لتوليد النمو الاقتصادي.
وتُشير تقديرات اقتصادية إلى أن القيمة المضافة الناتجة عن تحويل النفط إلى منتجات غير وقودية تفوق عوائد بيعه كوقود، ما يجعل تطوير الصناعات البتروكيماوية أحد أهم محاور استراتيجيات الطاقة الحديثة.

التحول القادم
مع تصاعد التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة، بدأت شركات النفط الكبرى في إعادة هيكلة استثماراتها باتجاه توسيع قاعدة الصناعات غير الوقودية، عبر بناء مجمعات بتروكيماوية متكاملة وتطوير منتجات صديقة للبيئة تعتمد على النفط كمادة خام لا كمصدر للطاقة.
فبينما يتراجع الطلب تدريجيًا على الوقود التقليدي، تزداد الحاجة إلى المشتقات غير الوقودية التي تُعد اليوم “كنز البترول الخفي”، والورقة الرابحة في مستقبل الصناعة والطاقة عالميًا.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
محافظ القاهرة: تسهيلات لإقامة منافذ توفير السلع للمواطنين بأسعار مناسبة
26 أكتوبر 2025 06:14 م
بعد توقف عامين، رحلة عودة "إيجيبت أنود" لقيادة الصناعات الكربونية في مصر (تفاصيل)
26 أكتوبر 2025 05:39 م
مصر تبحث مع الفلبين تعزيز التعاون الدوائي وفتح أسواق جديدة في آسيا
26 أكتوبر 2025 05:17 م
أكثر الكلمات انتشاراً