باستثمارات 1.2 مليار جنيه، التعليم الفني يصنع مهندسي المستقبل الرقمي

الأربعاء، 22 أكتوبر 2025 10:54 ص

التحول الرقمي في التعليم الفني

محمد السيد

يتحوّل التعليم الفني في مصر من النمط التقليدي القائم على الحرف اليدوية إلى منظومة ذكية تعتمد على التقنيات الحديثة في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وفي عام 2025، أطلقت الحكومة مشروع "مدارس التكنولوجيا التطبيقية الرقمية" بالشراكة مع شركات عالمية مثل هواوي، ديل، وأورانج ديجيتال سنتر، لتدريب الطلاب على مجالات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية، وبلغت الاستثمارات الموجهة للمشروع 1.2 مليار جنيه، بهدف تأهيل كوادر قادرة على تلبية احتياجات السوق الرقمية.

أثر التعليم التقني في دعم تنافسية الاقتصاد الوطني

وتشير الإحصاءات إلى أن 70% من خريجي التعليم الفني يتمكنون من الالتحاق بسوق العمل في غضون عامين فقط من التخرج، مقابل 45% قبل تطبيق برامج التخصص التقني، كما سجلت صادرات الخدمات الرقمية المصرية ارتفاعًا بنسبة 28% في عام 2024 لتصل إلى 6.3 مليارات دولار، ما يعكس أثر التعليم التقني في دعم تنافسية الاقتصاد الوطني.

محافظة القليوبية تضم أول مدرسة فنية للذكاء الاصطناعي

وتُعد محافظة القليوبية نموذجًا ناجحًا في هذا التحول، حيث تضم أول مدرسة فنية للذكاء الاصطناعي في مصر، بالشراكة مع شركة هواوي، وتستقبل أكثر من 600 طالب سنويًا، وتتيح المدرسة مختبرات افتراضية متقدمة تُحاكي بيئات العمل في شركات التكنولوجيا العالمية، ما يمنح الطلاب خبرة عملية فريدة قبل دخول سوق العمل.

التعليم الفني أحد المحركات الأساسية للنمو الاقتصادي

التعليم الفني لم يعد ممرًا ثانويًا، بل أصبح أحد المحركات الأساسية للنمو الاقتصادي، خاصة مع التوسع في "المناطق التكنولوجية" التي توفر بيئة عمل مهيأة لاستيعاب الخريجين الجدد، وبحسب وزارة التخطيط، فإن الاستثمار في التعليم التقني يسهم برفع إنتاجية العامل بنسبة 40% خلال أول خمس سنوات من العمل، ما يجعل من التعليم الفني حجر الزاوية في بناء "اقتصاد المعرفة" المصري.