الثلاثاء، 04 نوفمبر 2025

04:57 م

محمد منصور.. من خسارة القطن إلى إمبراطورية بـ6 مليارات دولار

الثلاثاء، 04 نوفمبر 2025 12:21 م

محمد منصور- رجل الأعمال

محمد منصور- رجل الأعمال

«المال لا يصنع المال»، فالجهد والصبر والعمل الجاد هي الأساس الحقيقي لبناء الثروة، جميعها تصريحات تعكس أهمية التجربة الشخصية والاجتهاد في العمل رغم صعوبات مريرة مر بها رجل الأعمال محمد منصور، الذي يؤكد أن المال قد يغيّر النفوس إن لم يكن الإنسان حريصًا على مراجعة نفسه بشكل مستمر.

ويستعرض موقع «إيجي إن» بداية محمد منصور، أحد أغنى رجال الأعمال في مصر، الذي شقّ طريقه بالعمل في محل بيتزا لمساعدة نفسه خلال فترة الدراسة، ليقود فيما بعد مجموعة صناعية كبرى تُقدر أصولها بنحو 6 مليارات دولار، في قطاعات وأسواق مختلفة وبأكثر من 60 ألف موظف.

تستثمر عائلة منصور في أكثر من 100 دولة، ولديها أكثر من 100 مكتب استثماري حول العالم، ويترأس محمد منصور من مكتبه في منطقة نايتسبريدج بلندن إمبراطورية الأعمال مترامية الأطراف التي يديرها مع أخويه يوسف وياسين منصور.

ومع امتداد أعمالها في أكثر من 100 دولة، دفع نجاح المجموعة كلًا من منصور وأخويه للانضمام إلى قوائم الأثرياء لعام 2011، ما جعلهم من أكثر العائلات المصرية نفوذًا في ذلك الوقت.

وفقًا لتقديرات «فوربس»، يبلغ إجمالي ثروة محمد منصور 3.4 مليار دولار، ما جعله صاحب الثروة الأكبر بين أخويه ياسين ويوسف، حيث يتبعانه بصافي ثروة تبلغ 1.2 مليار دولار و1.4 مليار دولار على التوالي.

جاءت ثروة عائلة منصور من صفقات توزيع السيارات المربحة لعلامات السيارات العالمية، وتُعد شركة «منصور للسيارات» واحدة من أكبر الشركات الموزعة لمنتجات علامة (General Motors) في العالم، إذ تبيع ما يصل إلى 100 ألف سيارة سنويًا، وتعمل المجموعة في العديد من القطاعات الأخرى، مثل العقارات والتجزئة والاتصالات والمعدات الثقيلة، فضلًا عن كونها الموزع الرئيسي لمنتجات شركة (Caterpillar) في مصر ومعظم الدول الإفريقية.

بفضل الحدس الاستثماري الذي تتمتع به عائلة منصور، راهن محمد منصور على بعض الشركات العملاقة التي لم يكن لها وجود كبير في السابق، ويركز رائد الأعمال اليوم على شركته (Man Capital)، التي أسسها عام 2010 لإعادة استثمار ثروة العائلة، واستثمرت هذه الشركة في الطرح العام الأولي لعملاقة التواصل الاجتماعي (Facebook) وشركة (Airbnb)، وجمعت أسهمًا من كبار شركات وادي السيليكون مثل (Twitter) و(Spotify) و(Uber). كما راهنت على نجاح شركات عالمية كبرى مثل (Didi Chuxing) الصينية و(Deliveroo) البريطانية.

يهدف "منصور"، اليوم إلى توسيع نطاق استثمارات شركة (Man Capital)، واضعًا عينيه على قطاعات المستقبل. ومع نجاح استثمارات الشركة التي بدأت في جني ثمارها، يخطط منصور لاستثمار نحو 200 مليون دولار خلال الثمانية عشر شهرًا المقبلة، معظمها في التقنيات الحديثة مثل الذكاء الصناعي والروبوتات، مؤكدًا ثقته في استمرارية وجودها في المستقبل.
ومن بين المجالات التي يراهن عليها منصور، قطاع النقل، الذي يشهد اليوم ثورة تكنولوجية كبيرة مع ظهور المركبات ذاتية القيادة، وهو ما دفعه للاستثمار في شركات نقل الركاب مثل (Uber) و(Didi)، ويقول منصور: «نحن نعلم جيدًا كل ما له علاقة بقطاع النقل، وندرك مدى تغيره اليوم، نحن لم نصل بعد إلى قمة هذا الجبل».

يشير محمد منصور خلال أحاديثه الإعلامية، أن مجموعة منصور مرّت بفترات صعبة خلال الثمانينيات، موضحًا: «كنا بنشتغل في ظروف صعبة جدًا، وكنت بقول لنفسي أحيانًا: يا ترى بكرة هيكون في إيه؟ لكن اللي خلانا نكمل هو الصبر والاجتهاد»، مؤكدًا أن أكثر ما يعتز به هو اسم العائلة وسمعتها، مشددًا على ضرورة أن يسعى كل إنسان إلى التفوق في مجاله، قائلًا: «الفلوس بتروح وتيجي، لكن الاسم والسمعة هما اللي بيفضلوا».

استثمرت (Man Capital) في شركة (OTS Vanguard) للخدمات اللوجستية عام 2012، ما مكّن مجموعة منصور من الوصول إلى العديد من الأسواق الجديدة والمختلفة، وقدّم ذلك أيضًا لمنصور فكرة عامة عن التدفقات التجارية ومعرفة أكثر طرق الشحن ازدحامًا في العالم، وأوضح: «هذا يتيح لنا معرفة نوع المنتجات التي تُشحن في جميع أنحاء العالم، وأين يمكننا الاستثمار».

تعتمد شركة (Man Capital) على أساس فلسفة منصور الاستثمارية التي ترى القيمة في النمو طويل الأجل، ويصفها بعبارة «رأس المال الصبور»، إذ تميل استثمارات الشركة إلى الأمد الطويل، مبتعدة عن الاستثمارات المقيدة بفترات زمنية محددة التي تتبعها عادة الصناديق المالية الأخرى، وهذه ليست المرة الأولى التي تتجلى فيها فلسفته الاستثمارية، إذ ظهرت سابقًا في استثماره الصبور بالسوق المصري، الذي أصبح الركيزة الأساسية التي تقوم عليها ثروة العائلة، إلى جانب الأسواق الإقليمية الأخرى.

خسائر لطفي منصور ومحاولات النهوض

من الممكن إرجاع عزم محمد منصور ومثابرته، سواء في الأعمال أو السياسة، إلى والده لطفي منصور، الذي كان واحدًا من أوائل المصريين الذين تخرجوا من جامعة كامبريدج، وكان “لطفي” مصدرًا لإلهام لأبنائه الخمسة، بعدما كافح للبدء من جديد في بناء ثروته التي كانت قائمة على شركته الكبيرة لتصدير القطن، والتي أُممت عام 1964، إلا أنه فقد ثروته بالكامل.

وبعد خسارته لأعماله في مصر، أسس لطفي منصور شركة وسيطة لتصدير القطن في سويسرا، لمساعدة قطاع إنتاج القطن في السودان على النهوض، ثم عاد مرة أخرى إلى مصر عام 1975، بعدما بدأت الدولة في التحول عن النظام الاشتراكي تدريجيًا لدعم القطاع الخاص، وعاد أبناؤه أيضًا إلى مصر من الولايات المتحدة.

صمم منصور دخول السوق الروسي واضعًا ثقته في آفاق السوق المستقبلية، معتمدًا على تمتع المنطقة باحتياطي كبير من النفط، وكانت ثقته في محلها، إذ حققت الأعمال في المنطقة أرباحًا كبيرة، واليوم كبرت المجموعة حتى أصبحت واحدة من أكبر خمس شركات موزعة لمنتجات شركة (Caterpillar) في العالم، مع مباشرة أعمالها في كثير من الأسواق مثل مصر ونيجيريا وغانا وكينيا وأوغندا وسيراليون والعراق وروسيا.

بعدما استثمر محمد منصور عقودًا من حياته في بناء امبراطورية الأعمال الكبيرة، يرغب منصور الآن في إبقاء الأعمال داخل إطار العائلة، إذ يعمل بالفعل 10 أعضاء تقريبًا من الجيل الجديد بعائلة منصور في المجالات المختلفة في المجموعة، ولكن كبار عائلة منصور لديهم شرطًا واحدًا من أجل ترك الشركة لهذا الجيل الجديد.

تأسيس مصنع جديد لتجميع السيارات الكهربائية

يخطط منصور، حاليًا إلى إنشاء مصنع جديد للسيارات في مصر، لتجميع السيارات التقليدية والكهربائية باستثمارات تبلغ 150 مليون دولار، أي ما يعادل نحو 7.5 مليار جنيه مصري، مؤكدًا أن المشروع يمثل إضافة قوية لقطاع التصنيع المحلي وتوجه الدولة نحو تعميق الصناعة الوطنية.

يقول رجل الأعمال الملياردير، خلال لقاء خاص لشبكة CNBC عربية، إن مصنعه الجديد الخاص بإنتاج السيارات، يبدأ العمل في ديسمبر 2026، بطاقة إنتاجية تصل إلى 50 ألف سيارة في المرحلة الأولى، ترتفع إلى 100 ألف سيارة في المرحلة الثانية، مشيرًا إلى أن السيارات الكهربائية تمثل نحو 30% من إجمالي الإنتاج، مع خطة لزيادة هذه النسبة تدريجيًا خلال السنوات المقبلة، مضيفًا أن جزءًا كبيرًا من السيارات المنتجة، يجرى تصديرها إلى الأسواق المجاورة في إفريقيا وأوروبا، ويكون المصنع الجديد أحدث المصانع في مصر من حيث التكنولوجيا وحجم الإنتاج، ويسهم في تخفيض فاتورة استيراد السيارات بنحو 500 مليون دولار سنويًا.

وأشار منصور، إلى أن حصة مجموعته من سوق السيارات في مصر حاليًا تبلغ نحو 28%، ومع إدخال المكون المحلي يصل إلى 45% وقابل للزيادة إلى 60% خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن المصنع الجديد يعزز القدرة التنافسية للصناعة المصرية في الأسواق الدولية.

عن أقرب الاستثمارات إلى قلبه، أوضح قائلًا: «الاستثمار الأقرب لقلبي هو كرة القدم»، موضحًا أن الاستثمار الرياضي، يحمل تحديات كبيرة لكنه مربح ومليء بالشغف، مشيرًا إلى أن استثماره في نادي سان دييغو الأمريكي بلغ نحو 500 مليون دولار.

اقرأ أيضًا:

بصفقة قدرها 14.492 مليون جنيه، ياسين منصور يرفع حصته بشركة «بالم هيلز» لـ12.03%

ياسين منصور: مشروع «جريان» تنمية حضارية سياحية ويمثل تعاونًا للدولة مع القطاع الخاص

«بالم هيلز» للتعمير تعلن تشكيل مجلس إدارتها برئاسة «ياسين منصور»

من "باديا" لـ "بي إكس"، ياسين منصور يكشف أسباب انتعاش مبيعات “بالم هيلز”

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search