الأحد، 07 ديسمبر 2025

01:40 ص

اقتصاد الشحن في خطر، تأثير حادث طائرة هونج كونج على حركة البضائع العالمية

الإثنين، 20 أكتوبر 2025 01:06 م

حادثة هونج كونج

حادثة هونج كونج

ميرنا البكري

شهد مطار "هونج كونج الدولي"، أحد أكثر المطارات ازدحامًا في العالم، فجر اليوم الإثنين، حادثًا مروعًا ألقى بظلاله على حركة النقل الجوي الدولية، بعدما خرجت طائرة شحن ضخمة من طراز بوينج 747 عن المدرج أثناء الهبوط، مما أدى إلى اصطدامها بسيارة دورية أمنية، قبل أن تغوص جزئيًا في البحر.

أسفر الحادث عن وفاة اثنين من موظفي الأمن الذين كانوا في السيارة أثناء الحادث، بينما نجا أفراد الطاقم الأربعة بأعجوبة من الموت.

ويعتبر هذا الحادث الأول من نوعه في مطار هونج كونج منذ أكثر من 25 عامًا، ما يضع علامات استفهام كبيرة حول الإجراءات الأمنية وسلامة الطيران في أحد أبرز مطارات الشحن في العالم.

كارثة في مطار هونج كونج.. تحطم طائرة شحن لطيران الإمارات ومصرع شخصين | صور
طائرة إماراتية تسقط في مطار هونج كونج الدولي

غموض حادث الطائرة 

كانت الطائرة قادمة من دبي، وتعمل لصالح طيران الإمارات لكن بتشغيل فعلي من شركة تركية تُسمى Air ACT Cargo، وهذا نظام شائع في قطاع الطيران التجاري المعروف بـ"التشغيل بالوكالة"، وفي الساعة 3:50 صباحًا، أبلغ الطيار برج المراقبة بأنه يستعد للهبوط على المدرج الشمالي وحتى هذه اللحظة كانت الأمور تسير بشكل طبيعي، لكن بمجرد أن لمست عجلات الطائرة الأرض، انحرفت فجأة تجاه اليسار، ثم اصطدمت بسيارة دورية أمنية كانت تتجه في مسارها الطبيعي بجانب المدرج.

كان الاصطدام عنيف للغاية، مما أدى إلى استمرار الطائرة في التزحلق على المدرج حتى توقفت جزئيًا في البحر، وأصبح النصف السفلي للطائرة في المياه، مما زاد الوضع تعقيدًا.

التحقيقات في الحادث لاتزال في بدايتها، فهل كان المدرج به مشكلة؟ أم ربما كان هناك عطل فني بالطائرة؟، حيث بدأت السلطات فحص كل الاحتمالات من بيانات الصندوق الأسود، لحالة الطقس، وحتى خبرة الطاقم الذي كان يقود الرحلة.

مطار هونج كونج، قلب الشحن العالمي يتعطل

تُعد هونج كونج مركز لوجستي ضخم ومن أكبر مطارات الشحن في العالم، وأي توقف أو خلل هناك يؤثر فورًا على حركة البضائع العالمية، خاصةً الإلكترونيات وقطع الغيار القادمة من شرق آسيا، ولا تكلف حادثة مثل هذه خسائر بشرية ومادية فحسب، لكن تؤدي إلى ارتباك مؤقت في سلاسل التوريد وتزود الضغط على شركات الشحن والتأمين.

ونتج عن الحادثة إغلاق المدرج الشمالي مؤقتًا للفحص، لكن المدرجين الجنوبي والأوسط يستمران في العمل بشكل طبيعي، وبرغم أن المطار أكد استقرار الحركة الجوية، إلا أن شركات الشحن بدأت في مراجعة حساباتها إذا طالت التحقيقات أو كان سبب الحادث متعلق بالبنية التحتية للمطار.

التكلفة الاقتصادية للحادثة

قد تظهر هذه الحادثة بأنها مجرد واقعة فنية، لكن تأثيرها ينعكس في 3 مستويات اقتصادية:-

1.تكاليف مباشرة على الشركات

يبلغ عمر هذه الطائرة  32 عام، وغالبًا لن تكون قابلة للإصلاح بعد الأضرار التي حدثت، وستتحمل شركة التأمين جزء كبير من الخسائر، لكن أيضًأ سيؤثر هذا على أسعار التأمين الخاصة بالطائرات القديمة في السوق.

كما سيواجه “طيران الإمارات” مصاريف إضافية مرتبطة بتأخير الرحلات البديلة، خاصةً لو كانت الطائرة جزء من شبكة شحن.

2. تكاليف غير مباشرة على اللوجستيات العالمية

رغم عدم إغلاق المطار بالكامل، إلا أن وجود مدرج رئيسي خارج الخدمة يقلل من كفاءة التشغيل ويزود وقت الانتظار للطائرات المقبلة، كما أن شركات الشحن التي كانت تعتمد على هونج كونج كنقطة ترانزيت، قد تحول جزء من رحلاتها مؤقتًا لمدن مثل شنجهاي أو سنغافورة، مما يغير موازين المنافسة بين المراكز الآسيوية.

3. تأثيرات طويلة المدى على الثقة والسلامة

أي حادث بهذا الشكل يهز ثقة العملاء وشركات النقل، خاصةً في حالة تكراره، وتضطر إدارة المطار الاستثمار في مراجعة إجراءات السلامة وتحديث المعدات ونظام الدوريات الأمنية، مما يتطلب ميزانية إضافية بملايين الدولارات.

أزمة الطائرات القديمة

اللافت أن الطائرة المنكوبة عمرها 32 سنة، وكانت في الأصل طائرة ركاب قبل أن تتحول لطائرة شحن، مما يفتح الباب للحديث عن شيخوخة الأسطول الجوي العالمي.

ومنذ جائحة كورونا، حولت الكثير من الشركات طائرات ركاب قديمة لطائرات شحن لتغطية العجز في الطلب على الركاب مقابل ارتفاع الطلب على البضائع، لكن هذا التحويل ليس دائمًا بنفس كفاءة الطائرات المصممة للشحن من الأساس، وبالتالي أي حادث من هذا النوع يجعل جهات الطيران تعيد التفكير في حدود عمر الطائرة، ونسب الأمان، وتكاليف الصيانة مقابل العائد الاقتصادي.

سوق التأمين والشحن بعد الحادث

سيكون القطاع التأميني أول المتأثرين؛ نظرًا لأن الحوادث الجوية الكبرى تعيد تسعير المخاطر، وستواجه شركة Air ACT  تدقيق على عمليات الصيانة، مما قد يجعل شركات الشحن الكبرى تتردد في استئجار طائرات قديمة أو طواقم خارجية.
أما على مستوى الشحن، فالسوق سيتأثر مؤقتًا بارتفاع أسعار الشحن الجوي في آسيا، خاصةً إذا حدث تأخير في حركة الطائرات أو إعادة جدولة واسعة، والمسألة هنا ليس في تعويض الطائرة، لكن في تعويض سلاسل الإمداد التي تعطلت حتى لو لساعات قليلة.

حادثة هونج كونج إنذار للعالم بأكمله

ما حدث في هونج كونج يؤكد أن صناعة الطيران والشحن الجوي تسير على خيط رفيع بين الكفاءة والضغط، وأي خطأ بسيط سواء فني أو بشري قد يقلب الميزان ويكلف الاقتصاد العالمي ملايين.

ستتجاوز هونج كونج هذه الأزمة، لكن المؤكد أن شركات الطيران والمطارات ستتعلم منها دروس كثيرة، خاصةً في ملف السلامة وإدارة الطائرات القديمة.

اقرأ أيضًا:

بورصة هونج كونج تصعد 1.78% وترقب عالمي لقرار الفائدة الأمريكية

تعاون بين مصر و"بوينج" العالمية لتعزيز البنية التحتية للنقل الجوي

آخر صيحات عالم الطيران.. في مطار هونغ كونغ الدولي - CNN Arabic
مطار هونج كونج الدولي

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search