سباق نحو 6G، «كوالكوم» الأمريكية تقود العالم لعصر جديد من الاتصال الفوري

الإثنين، 20 أكتوبر 2025 06:00 ص

شركة كوالكوم

محمد السيد

بدأت كبرى شركات التكنولوجيا تخطو بثقة نحو الجيل السادس، الذي يُنتظر أن يشكل ثورة جديدة في عالم الاتصالات، بعدما أصبحت شبكات الجيل الخامس جزءًا من الواقع الرقمي العالمي.

أعلنت شركة كوالكوم الأمريكية الرائدة في صناعة المعالجات وتقنيات الاتصال أن أولى الهواتف الداعمة لتقنية 6G قد ترى النور بحلول عام 2030، بالتزامن مع استكمال البنية التحتية للشبكات المتطورة في عدد من الدول الرائدة تكنولوجيًا.

تطوير تقنيات الجيل السادس داخل المختبرات البحثية

تؤكد كوالكوم أن تطوير تقنيات الجيل السادس بدأ بالفعل داخل المختبرات البحثية بالتعاون مع مشغلي الاتصالات والحكومات حول العالم، حيث يجري العمل على اختبار الترددات الجديدة ووضع المعايير القياسية للأداء، تمهيدًا لبناء شبكة أكثر ذكاءً وفاعلية، وتشير التوقعات الأولية إلى أن هذه التقنية ستفتح الباب أمام عصر غير مسبوق من السرعة والاتصال الفوري بين الإنسان والآلة.

شبكات 6G سرعات تتجاوز تيرابت واحد في الثانية

من المتوقع أن تقدم شبكات 6G سرعات تتجاوز تيرابت واحد في الثانية، أي أسرع بنحو مئة مرة من قدرات الجيل الخامس، مما يعني تحميل الأفلام والمحتوى فائق الدقة في ثوانٍ معدودة، وتشغيل تطبيقات الواقع المعزز والافتراضي دون أي تأخير، لكن الميزة الأبرز تكمن في دمج الذكاء الاصطناعي داخل الشبكة نفسها، بحيث تتمكن من تحليل البيانات والتكيف تلقائيًا مع احتياجات المستخدم في اللحظة ذاتها، سواء في المنزل أو أثناء القيادة أو في بيئات العمل الذكية.

تفاعل مباشر بين الإنسان والأجهزة المحيطة به

يعتبر الجيل السادس حجر الأساس لتقنيات المستقبل، مثل المدن الذكية، والمركبات ذاتية القيادة، وإنترنت الحواس الذي سيتيح تفاعلاً مباشرًا بين الإنسان والأجهزة المحيطة به، كما يُتوقع أن تُحدث هذه التقنية نقلة نوعية في مجالات الصناعة، من خلال تعزيز استخدام الروبوتات المتصلة والأنظمة السحابية فائقة الذكاء، ومع ذلك، ترى كوالكوم أن الطريق نحو هذه المرحلة لن يكون خاليًا من التحديات، إذ يتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية، إلى جانب معالجة قضايا أمن البيانات وخفض استهلاك الطاقة.

الانتقال إلى 6G يحتاج إلى رقائق ومعالجات جديدة

توضح الشركة أن الانتقال إلى 6G يحتاج إلى رقائق ومعالجات جديدة قيد التطوير حاليًا، ما يعني أن المستخدمين سيضطرون إلى استبدال هواتفهم مستقبلًا بأخرى متوافقة مع التقنية الجديدة، في حين تستمر شبكات 4G و5G بالعمل جنبًا إلى جنب خلال فترة الانتقال.

الجيل السادس منصة متكاملة تربط العالم المادي بالرقمي

ترى كوالكوم أن الجيل السادس ليس مجرد شبكة أسرع، بل منصة متكاملة تربط العالم المادي بالرقمي عبر ذكاء اصطناعي متطور يتيح اتصالات فورية وقرارات ذاتية في الوقت الحقيقي، ومع اقتراب هذه التقنية من التحول إلى واقع، يبرز سؤال جوهري: هل العالم مستعد حقًا لما بعد السرعة، إذ يصبح كل شيء متصلًا، وكل تفاعل لحظيًا.