سامح نعمان في حوار لـ"إيجي إن": 3 كابلات تنطلق من مصر إلى أوروبا، وتحويل "التوكتوك" يوفر 43 مليون دولار يوميا

اتخذت مصر منذ سنوات خطوات جادة تجاه مجال مصادر الطاقة المتجددة للاعتماد عليها لتوليد الكهرباء، لتقليل استنزاف الغاز المسال سواء المنتج محليًا أو المستورد، الذي يكلف ميزانية الدولة مليارات الدولارات سنويًا، فضلًا عن مشروعات الربط الكهربائي وقرار السوق العربية المشتركة للكهرباء، ولذلك أجرى “إيجي إن” حوارًا مع الدكتور مهندس سامح نعمان أستاذ الطاقة وخبير الطاقة المتجددة.

ما رأيك في الاتفاقية العامة لإنشاء السوق العربية المشتركة للكهرباء؟

إن إصدار الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارا بالموافقة على "الاتفاقية العامة لإنشاء السوق العربية المشتركة للكهرباء" و"اتفاقية السوق العربية المشتركة للكهرباء”، يعد بمثابة تحويل مصر رسميا إلى مركز للطاقة في منطقة الشرق الأوسط، من التعاون التكاملي بين الدول العربية وبعضها في مجال الربط الكهربائي ومشروعات نقل وإنتاج الكهرباء.

كما إن تلك الاتفاقية بدأت منذ 2001، فهي اتفاقية تساهم في منع الفقد الكهربائي المهدر في عملية النقل أو الإنتاج الأمر الذي يحافظ على الطاقة ف مصر أو الدول العربية المشاركة في هذه الاتفاقية.

هل تلك الاتفاقية تسري على جميع الدول العربية؟

 لا، تختلف من دولة لآخرى فهناك دول في الجوار ودول أخرى تحتاج إلى اتفاقية أخرى، حيث يكون لها كابلات أرضية وأبراج عبور حدودية فيكون لها اتفاق مختلف.

ما مصير تلك الاتفاقيات إذا حدث مناوشات أو أزمات سياسية نتج عنها خلافات سياسية؟

 إذا حدث مناوشات أو مشاكل سياسية لابد من أن يكون هناك إلزام بأن تلك الأزمات لا تؤثر على سير الاتفاقية.

وفي حالة تصدير الطاقة فتكون الدولة المصدرة ملزمة بإنتاج الكهرباء المطلوبة تصديرها، وأيضًا الدول المستوردة ملزمة بشراء الكهرباء المنتجة، لضمان استمرار عملية الربط الكهربائي

ما أهمية الربط الكهربائي بشكل عام؟

تصدير واستيراد كهرباء بأسعار طاقة معينة ومحددة وفقًا لتكلفة الإنتاج والنقل، حيث يتم تصدير الفائض واستيراد المطلوبة في وقت الأزمات.

كيف تستفيد مصر عمليا من الربط الكهرباء؟

الاستفادة عن طريق توفير الطاقة وقت الأزمات خاصة في شهور فصل الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة ويزداد الاستهلاك وترتفع الأحمال كما حدث في الشهور الماضية وقارب على 40 ألف ميجا وات لأول مرة في التاريخ، وبالتالي لن يحدث أزمة انقطاع كهرباء أو حالات طوارئ على مدار الـ 24 ساعة في شركات الكهرباء نتيجة الانقطاع المفاجئ للطاقة.

مصر رفعت أسعار المنتجات البترولية كيف ترى ذلك القرار؟

هناك حلولا أخرى توفر نفقات مصر في البترول بدلا من رفع أسعار المنتجات البترولية، على سبيل المثال لدى مصر أكثر من 5 مليون توكتوك في مصر يستهلكون نحو 35 مليون لتر بنزين يوميًا بمعدل (7 لتر بنزين لكل مركبة) بتكلفة تتخطى 43 مليون دولار قيمة فرق سعر البنزين المدعم يوميا.

إذن ما الحل؟

إن الحل يكمن في تحويل مركبات التوكتوك من بنزين إلى كهرباء، وتكون ببطاريات شحن كهربائي بدلا من التفويل بالبنزين الذي تدعمه الدولة.

ما الفرق بين الطاقة النووية والطاقة المتجددة؟

الطاقة النووية نظيفة وليست متجددة لأنها بالمقارنة بالطاقة الناتجة بالاعتماد على الغاز، فهي صديقة للبيئة حيث تخرج نسب قليلة من ثاني أكسيد الكربون حيث تنتج 15 جرام لكل كيلووات، بينما الغاز يخرج 500 جرام ثاني أكسيد الكربون لكل كيلو، وبالتالي ليس هناك مقارنة.

بينما الطاقة المتجددة تعتمد على الطبيعة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية وهي في نفس الوقت نظيفة أيضا لا تخرج انبعاثات كربونية، مثل محطة بنبان ومحطات الطاقة الشمسية الأخرى.

كم توفر مصر كهرباء من الطاقة المتجددة ؟

حتى الآن ما يقرب من 20% من كهرباء مصر تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة.

لماذا لم تنشط محطات الطاقة الشمسية في مصر بشكل أكبر؟

لأنها باهظة الثمن ومكلفة بخلاف أسعار بطاريات التخزين 

وكيف يتم الخروج من مشكلة الأسعار ؟

عبر طرح مبادرة تمويل طاقة شمسية بالاتفاق مع البنوك لتركيب محطات طاقة شمسية للمنازل بتقسيط لمدة 10 سنوات.

هل ستثمر عن نتائج إيجابية أو يقبل عليها المواطنين ؟

بالطبع فستكون أرخص من تكلفة الكهرباء التقليدية بالإضافة إلى أنها في مصلحة الدولة في المقام الأول لأنها توفر مليارات من الدعم المقدم في الكهرباء 

حدثنا عن تصدير مصر الكهرباء إلى أوروبا 

مصر تمتلك 3 كابلات لتصدير الكهرباء إلى أوروبا وكل كابل يحتاج إلى 3 جيجا طاقة متجددة، حيث تنطلق تلك الكابلات من محور كهربائي في دمياط و محوران من مرسى مطروح إلى  المنطقة الصناعية في إيطاليا ووسط أوروبا.

ما العائد ؟

العائد لمصر وللدول العربية حيث ستعتبر تلك الكابلات المنفذ التصديري الأول لكل دولة عربية لديها فائض في الطاقة حيث سيتم تصديرها إلى أوروبا من خلال الكابلات البحرية المنطلقة من مصر إلى أوروبا؟

وماذا عن الربط الكهربائي مع السعودية؟

اتفاق الربط الكهربائي بين مصر والسعودية معتمد على نقل واستقبال 3 جيجا وات بين البلدين، من خلال الانطلاق من محطة بدر عبر تيار متردد بكابل طوله 70 كيلو،  حتى البحر الأحمر بتيار ثابت بكابل اخر طوله 21 كيلو ثم إلى الجبل لمسافة 111 كيلو حتى الوصول إلى مدينة تبوك ثم شرق المدينة المنورة بمسافة 550 كيلو.

ما الهدف منها ؟

هي مشروعات تكاملية تجارية 

لماذا اختارت مصر روسيا لتكون مسؤولة عن بناء محطة الضبعة النووية؟

لأنها الأفضل في التقنية و الاكثر أمانا.

اذا ألقينا نظرة إلى مشروع “ويج” الأسترالي، الذي يعمل على  مشروع طاقة متجددة لإنتاج الهيدروجين الأخضر على مساحة 15 ألف كيلومتر مربع، سنلاحظ أنهم يستخدمون 25 مليون لوح شمسي و 3000 توربين رياح فهولا  لا يحتاجون إلى الكهرباء وحسب، بل يسعون للحصول على 50 جيجاوات لإنتاج 3.5 مليون طن من الهيدروجين الأخضر، بمعدل 1250 طنا في الساعة.

كيف مصر تواكبهم؟

لابد أن تضاعف إنتاجها من الطاقة المتجددة، ففي مصر الإنتاج 60 جيجاوات من 600 كيلومتر مربع فقط، وذلك فارق كبير، إذا نفذن  مشروع مماثل وأنتجنا 60 جيجاوات ساعة، فإننا سنكون في مستوى قوي في هذا السباق العالمي.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.