باستثمارات 40 مليار دولار في الهيدروجين الأخضر، مصر على خريطة الطاقة النظيفة

الخميس، 16 أكتوبر 2025 02:02 م

الهيدروجين الأخضر

محمد السيد

تخطو مصر بخطوات متسارعة نحو أن تكون مركزًا إقليميًا لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، مستفيدة من موقعها الجغرافي المتميز ومصادرها الغنية من الطاقة الشمسية والرياح، وقد أعلنت الحكومة المصرية عن توقيع اتفاقيات بقيمة تتجاوز 40 مليار دولار مع شركات عالمية، منها Scatec النرويجية وEDF الفرنسية وMasdar الإماراتية، لإنشاء مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في منطقة السخنة والعين السخنة الصناعية، على أن يبدأ الإنتاج التجاري في عام 2026.

إنتاج 100 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا

ويُعد مشروع "الهيدروجين الأخضر بالعين السخنة" الذي تنفذه شركة “فرتيجلوب” بالتعاون مع “صندوق مصر السيادي” من أبرز المشاريع في المنطقة، بطاقة إنتاجية تصل إلى 100 ألف طن سنويًا من الأمونيا الخضراء، هذا المشروع وحده سيساهم في خفض أكثر من 1.6 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا، ويوفر آلاف فرص العمل في الصناعات المساندة مثل النقل والتخزين والصيانة، مما يفتح الباب أمام جيل جديد من الصناعات النظيفة في مصر.

إعداد استراتيجية وطنية للهيدروجين الأخضر

وتعمل الحكومة المصرية بالتعاون مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة ووزارة البترول على إعداد استراتيجية وطنية للهيدروجين الأخضر، تستهدف جذب استثمارات تصل إلى 80 مليار دولار بحلول عام 2040، ووفقًا لبيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)، فإن مصر تمتلك إمكانات إنتاج سنوية تصل إلى 1.5 مليون طن من الهيدروجين الأخضر، وهو ما يمكن أن يجعلها ضمن أكبر خمس دول منتجة عالميًا إذا اكتمل تنفيذ المشاريع المخطط لها خلال العقد المقبل.

مصر في قلب التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة

ودخول الهيدروجين الأخضر إلى قطاع الصناعات الثقيلة في مصر، خاصة الحديد والأسمنت والأسمدة، سيحدث نقلة نوعية في البنية الصناعية والاقتصادية، ومن المتوقع أن تساهم هذه الصناعات الخضراء في رفع الناتج المحلي الإجمالي بنحو 10% بحلول 2035، مع زيادة حجم الصادرات الصناعية إلى أكثر من 30 مليار دولار سنويًا، وتضع مصر نفسها في قلب التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة وتؤسس لثورة صناعية خضراء تقود القارة الإفريقية نحو اقتصاد مستدام يعتمد على التكنولوجيا والابتكار.