الأربعاء، 15 أكتوبر 2025

09:47 م

الأسهم تتصدر والعقارات تتراجع، التحولات الجديدة للثروة العالمية في 2024

الأربعاء، 15 أكتوبر 2025 03:01 م

الثروة العالمية 2024

الثروة العالمية 2024

ميرنا البكري

على الرغم من استمرار التوترات الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية التي يشهدها العالم، سجلت الثروة العالمية مستوى غير مسبوق في عام 2024. ووفقًا لتقرير "Global Wealth Report 2025" الصادر عن "BCG Global Wealth Market Sizing"، فقد بلغت الثروة العالمية نحو 305 تريليونات دولار من الأصول المالية، في حين وصل صافي الثروة الإجمالي، بعد احتساب الأصول الحقيقية والخصوم، إلى حوالي 512 تريليون دولار.

التباطؤ يهدد الآليات القديمة للنمو

على الرغم من ضخامة هذا الرقم، فقد أشار التقرير إلى تراجع ملحوظ في معدل النمو السنوي للثروة، إذ زادت الثروة العالمية بنسبة 4.4% فقط. ويُعد هذا المعدل أقل من المتوسط المسجل للأربع سنوات السابقة، والذي كان يبلغ حوالي 5.3%، ويعني هذا التباطؤ أن الآلية التي تحركت بها الثروة قد تغيرت؛ فلم تعد الأسواق قادرة على سحب النمو بمفردها كما كان يحدث في الماضي، كما أن عمليات الاندماج والاستحواذ لم تعد كافية للحفاظ على نفس معدلات النمو المرتفعة، وببساطة، يشير الخبراء إلى أن العالم مقبل على مرحلة جديدة من إعادة توزيع الثروة وتحول مصادرها، ما يستدعي تغيير استراتيجيات الاستثمار العالمية.

وصلت الثروة العالمية في 2024 حوالي 305 تريليون دولار أصول مالية

 المحركات الجديدة للثروة، الأسهم تتألق والعقارات تتراجع 

في 2024، كانت الأسهم  النجم الأوضح في المشهد، حيث نمت بنسبة 15.9% بدعم من انتعاش البورصات العالمية وعودة الثقة للمستثمرين، وحققت السندات أداء قوي بنسبة 8.6% مع استقرار أسعار الفائدة في الاقتصادات الكبرى، كما زادت النقد والودائع بشكل محدود للغاية بنسبة 2.1%.

أما الأصول الحقيقية كالعقارات، هبطت بنسبة 0.4%، وهذا أول إشارة بأن السوق العقاري في العالم يواجه تباطؤ واضح، بالتالي تغيرت التركيبة نفسها، فأصبحت الثروة تتجه أكثر للأسهم والسندات بدلًا من العقارات.

 خريطة الثروة تتغير، من الغرب إلى الشرق

وتكشف أرقام النمو تحول كبير في مراكز الثقل المالي، فكانت أمريكا الشمالية المحرك الأكبر بزيادة 14.9%، مدفوعة بارتفاع مؤشر S&P 500 بنسبة 23%، بعدها منطقة آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 7.3%، بفضل الصين والهند ودول الآسيان الذي أصبح اقتصادها أكثر جذبًا للثروة.

 كما شهدت أوروبا الغربية أضعف معدل نمو بـ 0.8% فقط، بسبب تراجع اليورو والإسترليني أمام الدولار، وسجلت اليابان  أسوأ أداء على الإطلاق، بانكماش 9.3% في ثروتها المالية، أما أمريكا اللاتينية فتراجعت بنسبة 9.3%.

يتضح من الأرقام السابقة أن المستقبل يتجه شرقًا، فلم تعد آسيا "مصنع العالم" فقط، لكن أيضًا خزان الثروة العالمية.

Asia-Pacific will protect itself with RCEP | Column
يُتوقع أن آسيا والمحيط الهادئ ستقود النمو بثبات حتى عام 2029

 التوقعات حتى 2029، آسيا تتصدر المشهد

يُتوقع أن آسيا والمحيط الهادئ ستقود النمو بثبات حتى عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب 9% للأصول المالية، و6% لصافي الثروة، بينما ستنمو أمريكا الشمالية بوتيرة أبطء حوالي 5%، وأوروبا الغربية حوالى 4% فقط.

أما في الشرق الأوسط وإفريقيا، من المتوقع أن يكون النمو في الأصول المالية حوالي 7%، إلا أن الخصوم أيضًا ستزداد بنسبة كبيرة 13%، مما يقلل من أثر هذه المكاسب على الثروة الصافية، أي المنطقة بها إمكانيات هائلة، لكن تتطلب سياسات مالية أذكى لكي تحافظ على التوازن بين الدين والنمو.

مديري الثروات في اختبار صعب

يتضح من تقرير الثروة العالمي أن نمو الأصول تحت الإدارة لمديري الثروات وصل 13%، لكن الإيرادات زادت 7.1% فقط، أي الشركات تدير أموال أكثر، لكن العائد النسبي أقل، والأهم أن أقل من ثلث النمو خلال آخر عشر سنوات كان عضويًا، والباقي من الاندماجات أو توظيف مستشارين جداد، وهذا يُعد مؤشر خطر، لأن السوق مقبل على مرحلة “النضج”، والمنافسة أصبحت على الجودة وليس الكمية. لذلك لابد أن تركز  الشركات على تحسين الإنتاجية الداخلية، والاعتماد على التكنولوجيا بشكل أعمق في إدارة العلاقة مع العملاء، بالإضافة إلى توسيع التفاعل مع الأجيال الجديدة من الأثرياء الشباب.

 التكنولوجيا، اللاعب الخفي في سباق الثروة

أصبح الابتكار التكنولوجي عمود أساسي في البزنيس موديل لمديري الثروات الكبار، من الذكاء الاصطناعي لتحليل السلوك المالي، إلى المنصات الرقمية التي تقيس احتياجات كل عميل لحظة بلحظة، فالتكنولوجيا الآن هي المحرك الرئيسي للنمو العضوي الحقيقي، والشركات التي استثمرت في التحول الرقمي استطاعت أن تحافظ على معدلات ربح ثابتة رغم اضطراب الأسواق، لأنها لديها نظام أكثر مرونة وقدرة عالية على التكيف.

عصر جديد للثروة، من الكم إلى الكيف

تزايدت الثروة في العالم بالفعل، لكن بطريقة جديدة، فالإقبال أصبح للأسهم، وبدأت العقارات تفقد وزنها، وأيضًا الشرق في تقدم ملحوظ عن الغرب، وفي الفترة المقبلة لا يكون السباق في حجم الأصول، لكن في قدرة الشركات والأفراد على إدارة الثروة بذكاء واستدامة.

لا يكون النجاح لمن يملك أكثر، بل لمن يستطيع توظيف ما يمتلكه بطريقة صحيحة، وهذا  المعنى العميق لمرحلة الثروة الجديدة، “تحول من التكديس إلى التمكين”.

اقرأ أيضًا:-

تقرير الثروة العالمية 2025.. عنوان يقوده شعار "المضي قدمًا"

أمريكا تتصدر والقوى الصاعدة تتنافس، من يسيطر على الثروة العالمية في 2025؟

Can AI Truly Replace Human Intuition in Finance?
 التكنولوجيا اللاعب الخفي في سباق الثروة

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search