خلال 10 سنوات، الذكاء الاصطناعي يُلغي 100 مليون وظيفة

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025 04:02 م

الذكاء الاصطناعي

محمد السيد

أثار تقرير جديد أُعد بمساعدة تقنية «ChatGPT» موجة من الجدل في الأوساط الاقتصادية والسياسية بالولايات المتحدة، بعد أن حذر من أن الذكاء الاصطناعي والأتمتة قد يؤديان إلى اختفاء نحو 100 مليون وظيفة خلال السنوات العشر المقبلة، التقرير، الذي أشرف على إعداده السيناتور بيرني ساندرز، حمل عنوانًا لافتًا: «حرب كبار الأوليجارشية التكنولوجية على العمال، الذكاء الاصطناعي والأتمتة قد يُدمران ما يقرب من 100 مليون وظيفة أمريكية في عقد»، وهو عنوان يعكس حجم القلق من التوسع السريع في الاعتماد على التقنيات الذكية داخل سوق العمل الأمريكي.

الروبوتات الذكية ستؤدي إلى أتمتة 89% من وظائف عمال المطاعم والوجبات السريعة

ووفقاً لما ورد في التقرير، فإن الأتمتة والروبوتات الذكية ستؤدي إلى أتمتة 89% من وظائف عمال المطاعم والوجبات السريعة، و64% من وظائف المحاسبين، وقرابة 47% من وظائف سائقي الشاحنات، ما يعني أن شرائح واسعة من العمال قد تجد نفسها خارج سوق العمل في غضون سنوات قليلة، وكتب ساندرز في مقال رأي عبر قناة «فوكس نيوز» أن هذه التحولات قد تمنح الشركات الأمريكية قدرة غير مسبوقة على خفض تكاليف العمالة وزيادة الأرباح، لكنها في المقابل ستؤدي إلى اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وتفاقم البطالة في قطاعات تعتمد على الأيدي العاملة التقليدية.

شريحة ضخمة من الوظائف الحالية مهددة بالاختفاء

التقرير استند إلى تحليل أكثر من 700 نوع من الوظائف، باستخدام نموذج «ChatGPT» لتقدير مدى قابلية كل وظيفة للأتمتة، بناءً على مهامها الأساسية والمكملة، وخلص الباحثون إلى أن شريحة ضخمة من الوظائف الحالية مهددة بالاختفاء، ما لم تُتخذ سياسات عاجلة لتأهيل العمال وتوفير فرص جديدة في قطاعات تكنولوجية ناشئة، كما دعا ساندرز الكونجرس والشعب الأمريكي إلى مواجهة ما وصفه بـ«تغول الشركات التقنية الكبرى»، التي تسعى إلى تعزيز نفوذها الاقتصادي على حساب الأمن الوظيفي للعمال.

شكك عدد من الخبراء في مدى دقة التقديرات

لكن التقرير لم يسلم من الانتقادات، إذ شكك عدد من الخبراء في مدى دقة التقديرات التي استند إليها، مشيرين إلى أن الذكاء الاصطناعي نفسه قد لا يكون قادراً على رسم صورة واقعية لما سيحدث خلال العقد المقبل، ويرى المنتقدون أن التقرير أغفل إمكانية ظهور «وظائف هجينة» جديدة تجمع بين القدرات البشرية والتقنيات الذكية، في مجالات مثل تحليل البيانات وتدريب النماذج الذكية وتطوير أنظمة الأمان السيبراني، كما أكد محللون أن تأثير الأتمتة يختلف باختلاف السياسات الحكومية ومستوى التعليم واستعداد سوق العمل للتكيف مع التكنولوجيا.

الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى القضاء على نصف وظائف ذوي الياقات البيضاء

واستشهد التقرير بتصريحات حديثة لعدد من قادة الصناعة، من بينهم داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة «أنثروبيك»، الذي توقع أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى القضاء على نصف وظائف ذوي الياقات البيضاء المبتدئين ورفع معدلات البطالة إلى ما بين 10 و20% خلال خمس سنوات، كما أشار إلى تحذير مماثل من الرئيس التنفيذي لشركة «فورد» جيم فارلي، الذي قال إن الذكاء الاصطناعي قد يزيل «نصف الوظائف المكتبية في الولايات المتحدة» خلال العقد المقبل.

توسع الشركات التقنية الكبرى دون رقابة كافية

ووجه ساندرز انتقادات حادة لإدارة الرئيس دونالد ترمب، متهماً إياها بتسهيل توسع الشركات التقنية الكبرى دون رقابة كافية على تأثيراتها الاجتماعية، وداعياً إلى تشريعات جديدة تضمن استفادة العمال من ثمار الثورة التكنولوجية بدلاً من أن يكونوا أول ضحاياها، كما أشار إلى مبادرة أطلقها النائب الديمقراطي مارك كيلي بعنوان «الذكاء الاصطناعي لأميركا»، تهدف إلى تحميل الشركات التقنية مسؤولية تمويل البنية التحتية اللازمة للتحول الرقمي ودعم برامج الحماية الاجتماعية للعاملين المتضررين، وبينما لا تزال الأرقام التي أوردها التقرير مثيرة للجدل، إلا أن الرسالة واضحة: عاصفة التغيير قادمة، والاستعداد لها ضرورة لا خيار.