مارك زوكربيرج: المخاطرة بخسارة المليارات أهون من تفويت سباق الذكاء الاصطناعي

الجمعة، 10 أكتوبر 2025 12:27 م

مارك زوكربيرج مؤسس "ميتا"

محمد السيد

أكد مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، أنه يفضّل المخاطرة بخسارة "مئات المليارات من الدولارات" على أن يفوّت ما يصفه بـ"اللحظة الفارقة في تاريخ التكنولوجيا"، في إشارة إلى التحول نحو الذكاء الفائق، في موقف يعكس إصرارًا غير مسبوق على خوض سباق الذكاء الاصطناعي حتى النهاية، وقال زوكربيرج، في مقابلة عبر بودكاست «Access»، إن فقاعة الذكاء الاصطناعي "أمر محتمل جدًا"، مشيرًا إلى أن التاريخ شهد موجات مشابهة من الازدهار المبالغ فيه، مثل فقاعة الإنترنت في مطلع الألفية، إلا أن تلك الموجات رغم خسائرها الفادحة، تركت وراءها أصولًا تكنولوجية قوية غيّرت العالم.

تقنيات الذكاء الاصطناعي

ويرى زوكربيرج أن التردد هو الخطر الحقيقي بالنسبة لشركته، لا الاندفاع، موضحًا أن الانتظار بينما تتقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي بوتيرة سريعة قد يجعل الشركات في "موقف كارثي" أمام ما يعتبره "أهم ابتكار في التاريخ البشري"، وأضاف أن الذكاء الفائق ليس مجرد نقلة تقنية، بل هو القوة التي ستعيد تشكيل الابتكار والإنتاجية واقتصاد القيمة خلال العقود المقبلة، وقال: "الخطر على ميتا يكمن في ألا نتحرك بسرعة كافية، أكثر من كونه في أن نغامر باندفاع مفرط".

مراكز البيانات والبنية التحتية

وتعكس سياسة ميتا الاستثمارية هذه القناعة بوضوح، إذ أعلنت الشركة مؤخرًا عن خطة إنفاق تتجاوز 600 مليار دولار على مراكز البيانات والبنية التحتية داخل الولايات المتحدة حتى عام 2028، لتكون من بين أضخم الاستثمارات في تاريخ التكنولوجيا الحديثة، ووفقًا للمديرة المالية سوزان لي، يشمل هذا الرقم توسعات مراكز البيانات، وتوظيف الكفاءات، وتحديث الأنظمة التي تشغّل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، في خطوة تهدف إلى وضع ميتا في صدارة السباق العالمي.

فقاعة الذكاء الاصطناعي

لكن هذه الاستراتيجية الجريئة تأتي وسط مخاوف متزايدة في الأسواق من انفجار "فقاعة الذكاء الاصطناعي"، بعدما شهدت أسعار أسهم كبرى الشركات التقنية ارتفاعات ضخمة تفوق معدلات النمو الفعلية، ويرى محللون أن ميتا بدأت بالفعل في موازنة إنفاقها، إذ قلصت مؤخرًا عمليات التوظيف بعد فترة من منح مكافآت ضخمة لجذب المهندسين المتخصصين في الذكاء الاصطناعي، تزامنًا مع ضغوط من المستثمرين لمراقبة التكاليف وتقليص الاعتماد على التعويضات القائمة على الأسهم.

ميتا تمتلك موارد مالية تتيح لها الاستمرار في الاستثمار طويل الأجل

ويبدو زوكربيرج واثقًا من قدرة ميتا على الصمود مقارنة بمنافسيها من الشركات الخاصة مثل «أوبن إيه آي» و«أنثروبيك»، التي تعتمد بشكل كبير على التمويل الخارجي لتغطية فواتير الحوسبة الباهظة، وقال مازحًا: "نحن لسنا مهددين بالإفلاس"، في إشارة إلى أن ميتا تمتلك موارد مالية تتيح لها الاستمرار في الاستثمار طويل الأجل حتى في حال حدوث ركود اقتصادي، كما كشف أن الشركة تعمل حاليًا على تطوير ما يُعرف بـ«مختبر الذكاء الفائق»، وهو وحدة صغيرة تعمل بنظام أفقي مرن لتجريب نماذج الذكاء الحدودي دون قيود بيروقراطية، مع توفير "قدرة حاسوبية غير محدودة لكل باحث"، معتبرًا أن تلك المرونة والموارد هي السلاح الحقيقي في سباق الذكاء الفائق.