الخميس، 25 سبتمبر 2025

01:48 ص

بعد سنوات من التراجع.. التلفزيون يعلن حرب الإعلانات بمساعدة الذكاء الاصطناعي

الأربعاء، 24 سبتمبر 2025 11:40 م

الإعلانات بمساعدة الذكاء الاصطناعي

الإعلانات بمساعدة الذكاء الاصطناعي

في وقت تتسارع فيه وتيرة التحولات الرقمية في صناعة الإعلام، يجد قطاع التلفزيون نفسه أمام مفترق طرق حاسم، إما التكيف مع الذكاء الاصطناعي، أو مواصلة التراجع أمام هيمنة شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل جوجل وميتا وأمازون، التي استحوذت على الحصة الكبرى من كعكة الإعلانات الرقمية خلال العقد الأخير.

حرب الإعلانات

حرب الإعلانات.. من الشاشة إلى الخوارزمية

منذ سنوات، شهد الإنفاق الإعلاني تحولاً جذريًا من التلفزيون التقليدي نحو المنصات الرقمية، مدفوعًا بعوامل عدة، أبرزها القدرة الدقيقة على استهداف الجمهور، وسهولة قياس العائد على الاستثمار. 

شركات مثل ميتا وجوجل بنت إمبراطورياتها الإعلانية على هذه الميزات، مستقطبة الملايين من الشركات الصغيرة والمتوسطة الباحثة عن إعلانات فعالة ومنخفضة التكلفة.

لكن اليوم، يبدو أن الذكاء الاصطناعي يمنح التلفزيون، خاصة المتصل بالإنترنت فرصةً نادرة لاستعادة بعض من نفوذه الضائع.

اقرأ أيضًا:

توظيف التكنولوجيا لتحسين الإنتاج، جيل الألفية الأكثر اعتماداً على الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي.. الحصان الرابح الجديد

منصات مثل نتفليكس وديزني بلس وروكو بدأت بالفعل بتبني نماذج إعلانية مستوحاة من وسائل التواصل الاجتماعي، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. 

هذه المنصات أصبحت قادرة على تقديم تجارب إعلانية مخصصة، مستهدفة بدقة جمهورًا بعينه، بناءً على بيانات المشاهدة والسلوك الرقمي.

أبرز ما يميز هذه الاستراتيجية أنها تخفض تكاليف الإنتاج والتوزيع الإعلاني إلى مستويات غير مسبوقة، مما يجعل الإعلان التلفزيوني في متناول الشركات الصغيرة، لأول مرة منذ عقود.

الذكاء الاصطناعي

تراجع التقليدي وصعود المتصل

تظهر أرقام eMarketer هذا التحول بوضوح، الإنفاق على إعلانات البث والكابل التقليدي في الولايات المتحدة سينخفض بأكثر من 15% هذا العام، مقابل نمو بنسبة 13% في إعلانات التلفزيون المتصل.

ما يشير إلى تحول بنيوي في اتجاهات السوق، ومن المتوقع أن يبلغ ذروته بحلول عام 2028، حين يتفوق التلفزيون المتصل على التقليدي في جذب الإنفاق الإعلاني.

تجربة هجينة.. قوة التلفزيون ومرونة الرقميات

يرى العديد من الخبراء أن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي قد تنتج نموذجًا إعلانيًا هجينًا يمزج بين تأثير التلفزيون كوسيط قوي وموثوق، ومرونة الإعلانات الرقمية من حيث الاستهداف والقياس.

هذا الدمج قد يعيد توزيع القوة في سوق الإعلانات، ويمنح شركات الإعلام فرصة لتقليص الفجوة مع عمالقة التكنولوجيا، بشرط الحفاظ على تجربة مشاهدة متمايزة، بعيدًا عن التطفل الإعلاني المعروف على وسائل التواصل.

 

اقرأ أيضًا:

البث الرقمي والدمج والاستحواذ.. كيف تتغير خريطة الاستثمار الرياضي؟

تحديات بالجملة.. من الخصوصية إلى ضوضاء الإعلان

لكن هذا التفاؤل لا يخلو من محاذير، فمحاكاة النموذج الإعلاني الرقمي على شاشات التلفاز قد يفقد المنصة تميزها، ويحولها إلى بيئة محتوى سريع وعابر، تمامًا كما هو الحال على تيك توك وإنستجرام.

ووفرة المحتوى الناتج عن أدوات الذكاء الاصطناعي قد تغرق المشاهد في إعلانات مكررة، تفتقر للإبداع والتميز، ما يضعف من فعاليتها. 

أضف إلى ذلك، الإشكاليات المتعلقة بحماية البيانات الشخصية، والتي قد تثير قلق الجمهور إذا شعر أن التلفزيون، آخر معاقل الخصوصية البصرية، أصبح مراقَباً كما هو الحال على فيسبوك أو يوتيوب.

أضف إلى ذلك، الإشكاليات المتعلقة بحماية البيانات الشخصية، والتي قد تثير قلق الجمهور إذا شعر أن التلفزيون، آخر معاقل الخصوصية البصرية، أصبح مراقبًا كما هو الحال على فيسبوك أو يوتيوب.

الإعلانات الرقمية

عودة مشروطة

إن الذكاء الاصطناعي يمنح التلفزيون فرصة حقيقية لاستعادة جزء من إيرادات الإعلانات التي استحوذت عليها المنصات الرقمية. 

ولكن هذه العودة تبقى مشروطة بنجاح منصات البث في تحقيق معادلة دقيقة، محتوى إعلاني فعال، بتكلفة منخفضة، دون المساس بتجربة المستخدم ولا الثقة في المنصة.

الأمر لم يعد مجرد تنافس بين وسيلتين إعلانيتين، بل هو صراع أوسع على هوية الإعلام الحديث، وتوزيع النفوذ الاقتصادي في سوق الإعلانات الذي بات محكومًا بالخوارزميات أكثر من أي وقت مضى.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search