بـ5 مليارات دولار، تحالف إنتل وإنفيديا يعيد تشكيل سوق الكمبيوتر

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025 03:30 ص

إنتل وإنفيديا

محمد السيد

أعلنت شركتا إنتل وإنفيديا عن اتفاق يتجاوز 5 مليارات دولار، ستعملان بموجبه على تصميم شرائح متكاملة تجمع بين المعالجات المركزية من إنتل (CPU) ووحدات الرسوميات من إنفيديا (RTX) داخل رقاقة واحدة، في خطوة وُصفت بأنها تاريخية، وهذه الشراكة من شأنها أن تُحدث تحولاً جذرياً في صناعة الحواسيب المحمولة، وتفتح الباب أمام منافسة أكثر حدة مع AMD.

تطوير الحواسيب المحمولة

المشروع الجديد يقوم على إنتاج معالجات x86 SoC مدمجة بقدرات رسومية متقدمة، بما يسمح بتطوير جيل جديد من الحواسيب المحمولة يجمع بين الكفاءة العالية في معالجة البيانات والأداء الرسومي الفائق، وأكد الرئيس التنفيذي لإنفيديا، جنسن هوانج، أن هذه الشريحة ستخلق فئة مبتكرة من الأجهزة المحمولة، قادرة على تلبية احتياجات قطاعات واسعة مثل التعليم وصناعة المحتوى والألعاب.

تستحوذ إنتل على 80% من سوق معالجات الحواسيب المحمولة

وتأتي أهمية هذه الشراكة من كون إنتل تستحوذ على نحو 80% من سوق معالجات الحواسيب المحمولة، بينما تهيمن إنفيديا على ما يقرب من 94% من سوق الرسوميات المنفصلة، وبات واضحاً أن التحالف سيمنح الطرفين تفوقاً في أسواق استهلاكية ومهنية ضخمة، كما يشمل الاتفاق تعاوناً في قطاع الخوادم، حيث ستعتمد إنفيديا على معالجات إنتل في مراكز البيانات، مما يزيد الضغط على AMD التي نجحت مؤخراً في رفع حصتها بهذا القطاع إلى قرابة 40%.

القوة السوقية لإنفيديا

ورغم الزخم الكبير، تظل هناك تساؤلات بشأن تفاصيل المعمارية الرسومية التي ستعتمدها إنفيديا، ومدى كفاءة استهلاك الطاقة، وأماكن التصنيع بين مصانع TSMC التايوانية أو مصانع إنتل، كما يثير الاتفاق علامات استفهام حول مستقبل مشروع Intel Arc الذي لم يحقق حضوراً يذكر في سوق الرسوميات، ويستعيد خبراء تجربة سابقة في 2017 حين تعاونت إنتل مع AMD لإنتاج شريحة هجينة لم تحقق النجاح، إلا أن الفارق اليوم يكمن في القوة السوقية الهائلة لإنفيديا، ما يجعل هذا التحالف مرشحاً لإعادة رسم خريطة صناعة الحواسيب عالمياً، وإجبار المنافسين على البحث عن أوراق جديدة لتعزيز بقائهم.