الأربعاء، 24 سبتمبر 2025

06:43 ص

350 مليار دولار قيمة سوق الصناعة الذكية عالميًا في 2024، آسيا تتصدر المشهد

الإثنين، 22 سبتمبر 2025 10:00 م

الصناعة الذكية - صورة تعبيرية

الصناعة الذكية - صورة تعبيرية

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريراً جديداً بعنون "الصناعة الذكية ثورة رقمية تُشكل مستقبل الصناعة"؛ استعرض من خلاله واقع الصناعة الذكية وتطورها محليًّا ودوليًّا، من خلال تناول التطور التاريخي للتحول الصناعي، واستعراض الاتجاهات العالمية والتجارب الدولية في تبنّي تكنولوجيا التصنيع المتقدم، والتطرق إلى أبرز المبادرات العربية الرائدة في هذا المجال.

وأشار التقرير إلى أن الصناعة الذكية تُمثِّل أحد أبرز ملامح التحول التكنولوجي العالمي في القرن الحادي والعشرين، حيث تُعيد صياغة مفهوم الإنتاج الصناعي عبر دمج تقنيات رقمية متقدمة، مثل: الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وتحليل البيانات الضخمة في المراحل المختلفة للعمليات التصنيعية، وقد بات هذا التحول ركيزة أساسية في تعزيز التنافسية الصناعية، وزيادة الكفاءة التشغيلية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ولفت التقرير إلى أن استطلاعاً أجرته McKinsey في عام 2019 كشف أن 68% من المديرين التنفيذيين اعتبروا الثورة الصناعية الرابعة أولوية استراتيجية عليا، في حين ذكر 70% منهم أن شركاتهم بدأت بالفعل في اختبار أو تطبيق هذه التقنيات، بما يشير إلى الاهتمام الكبير من جانب المصنعين بالثورة الصناعية الرابعة وتطبيقاتها.

زيادة في التدفق النقدي بنسبة 122%

وأشارت التقديرات إلى أن طليعة الشركات التي سبقت في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في عام 2025 يمكنها أن تحقق زيادة في التدفق النقدي بنسبة تصل إلى 122%، في حين أن الشركات التي تتأخر في التبني قد لا تجني سوى 10% فقط من هذه المكاسب.

أما الشركات التي تفشل في التحول الرقمي فقد تُواجه انخفاضًا في التدفق النقدي بنسبة تصل إلى 23%، وهذا التباين الواضح في النتائج يُبرز بشكل واضح كيف أن الثورة الصناعية الرابعة مختلفة.

الصناعة الذكية.. الإمارات نموذجاً : CNN الاقتصادية

وتناول التقرير أيضاً دراسة أجرتها شركة Deloitte، والتي أظهرت أن الشركات التي تبنّت مبادرات المصانع الذكية حققت خلال 3 سنوات زيادة في الإنتاجية بنسبة 12%، وارتفاعا في استخدام الطاقات الإنتاجية بنسبة 11%. 

كما ساهم استخدام تقنيات الاستشعار الذكي في تقليص استهلاك الطاقة في أحد مصانع البلاستيك بنسبة 40%، مما وفر أكثر من 200 ألف دولار سنويًّا.

وذكر التقرير أن الصناعة الذكية تقوم على تمكين الآلات من التواصل والتفاعل مع بعضها ومع نظم المعلومات والإدارة، بهدف اتخاذ قرارات فورية مدعومة بالبيانات. 

وقد عرّف المنتدى الاقتصادي العالمي هذا التحول بأنه "أنظمة إنتاج ذكية ومتصلة، مصممة لاستشعار العالم المادي، والتنبؤ به، والتفاعل معه، من أجل دعم عمليات الإنتاج في الزمن الحقيقي. 

كما عرفها البنك الدولي بأنها تزايد الاعتماد في عمليات الصناعات التحويلية على التشغيل الآلي في الصناعة، والروبوتات المتقدمة، والمصانع الذكية، وإنترنت الأشياء، والطباعة الثلاثية الأبعاد، مما يُحدِث تحولًا جذريًّا في عملية التصنيع.

أشار التقرير إلى أنه لكي يُعتبر المصنع ذكيًا فعليًا، يجب توفر مجموعة من التقنيات الأساسية وهي على النحو التالي: إنترنت الأشياء الصناعية، والروبوتات، والمركبات ذاتية القيادة، والحوسبة السحابية، والتوأم الرقمي، مضيفاً أن بعضاً من كبرى الشركات المصنعة عالمياً -مثل Siemens وABB وMitsubishi Electric- استثمرت بشكل كبير في إنشاء منشآت مترابطة بالكامل تعتمد على أحدث التقنيات المتقدمة.

التحديات التقنية والتنظيمية والاقتصادية للصناعة الذكية

وأفاد التقرير أنه بالرغم من الإمكانات الكبيرة التي توفرها تقنيات الصناعة الذكية، فإن تطبيقها يواجه جملة من التحديات التقنية والتنظيمية والاقتصادية، والتي تؤثر بشكل مباشر على سرعة الانتقال نحو نماذج الإنتاج المتقدمة، ومن أبرز هذه التحديات: (ضمان تكامل تكنولوجيا المعلومات والتشغيل- فجوة المهارات في القوى العاملة- ارتفاع تكاليف التنفيذ- قابلية التشغيل البيني- الأمان السيبراني- وتكامل الأنظمة).

ويشهد العالم تحولًا متسارعًا في بنية الصناعة، حيث تتجه القطاعات الإنتاجية نحو نماذج أكثر ذكاءً ومرونة، مدفوعة بتكامل التقنيات الرقمية الحديثة مع العمليات الصناعية التقليدية. ويُعيد هذا التحوّل تشكيل خريطة الصناعة العالمية.

 مؤشرات السوق العالمي للصناعة الذكية

من هنا تأتي أهمية مؤشرات السوق العالمي للصناعة الذكية، حيث بلغت تقديرات حجم سوق الصناعة الذكية عالميًّا نحو 349.8 مليار دولار أمريكي في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 392.8 مليار دولار أمريكي في عام 2025، وفقًا لشركة أبحاث السوق Precedence Research. 

ويتباين تطبيق التصنيع الذكي على مستوى الدول والمناطق على مستوى العالم، حيث تعكس بيانات عام 2024 تصدر منطقة آسيا والمحيط الهادئ سوق التصنيع الذكي عالميًا بحصة تبلغ 32%، مدفوعة بالنمو الصناعي السريع في الصين والهند وكوريا الجنوبية. 

تليها أمريكا الشمالية بنسبة 28%، مستفيدة من ريادة الولايات المتحدة في تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، ثم أوروبا بنسبة 25% نتيجة لاهتمامها بالاستدامة والتحديث الصناعي، خاصة في ألمانيا. 

بينما لا تزال أمريكا اللاتينية (10%) والشرق الأوسط وإفريقيا (5%) في مراحل مبكرة من تبني التصنيع الذكي، بسبب تحديات في البنية التحتية والاستثمار التكنولوجي.

قطاع البرمجيات في سوق التصنيع الذكي في عام 2024

وفي السياق ذاته، استحوذ قطاع البرمجيات على الحصة الكبرى من سوق التصنيع الذكي في عام 2024، متجاوزًا نسبة 49%، وهو ما يُبرز الدور الحيوي الذي تلعبه البرمجيات في تمكين التحول الرقمي داخل المصانع والمنشآت الإنتاجية. وفي المقابل، يُتوقع أن يشهد قطاع الخدمات نموًا ملحوظًا خلال الفترة من عام 2025 إلى عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يتجاوز 13%.

التكنولوجيا الرقمية وتطوراتها. تشكيل مستقبل الابتكار

كما كشف الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "ديلويت" في عام 2025، وشمل 600 مدير تنفيذي في الولايات المتحدة الأمريكية أن 78% من المشاركين يخصصون أكثر من 20% من ميزانية التطوير لمبادرات التصنيع الذكي، مما يعكس الإيمان العميق بدوره في تعزيز الكفاءة والمرونة. 

كما توقع 88% من التنفيذيين أن تستمر هذه الاستثمارات أو تتزايد خلال العام المالي المقبل، مع ارتباط واضح بين حجم المؤسسة وحجم الاستثمار، حيث تميل الشركات الكبرى إلى ضخ استثمارات أوسع في هذا المجال الحيوي. 

بينما أظهرت دراسة أجرتها شركة ماكينزي أن اعتماد المؤسسات الصناعية على التقنيات الرقمية يمكن أن يؤدي إلى تقليص وقت تعطل الآلات بنسبة تتراوح بين 30% و50%، وزيادة الإنتاج بمعدل يتراوح بين 10% و30%، فضلا عن تحسين إنتاجية العمال بنسبة تتراوح بين 15% و30%، كما تسهم هذه التقنيات في رفع دقة توقعات السوق لتصل إلى نحو 85%.

التأثير الإيجابي للتقنيات الرقمية على القطاع الصناعي

وفيما يتعلق بالتأثير الإيجابي للتقنيات الرقمية على القطاع الصناعي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أوضح تقرير صادر عن البنك الدولي بشأن مزايا التكنولوجيا الرقمية الحديثة في المنطقة أن الاعتماد الكامل على هذه التقنيات من قِبل المؤسسات الصناعية في المنطقة قد يؤدي إلى زيادة إنتاجية الصناعات التحويلية العربية بنسبة تصل إلى 10%.

النظام العالمي الجديد بين التحوّلات الرقمية والإبتكارات التكنولوجية -  Telecom Review Arabia

وعلى صعيد تشغيل الربوتات بمجال الصناعة، أفاد التقرير الصادر عن الاتحاد الدولي للروبوتات بأن عدد الروبوتات العاملة في المصانع حول العالم بلغ 4,2 ملايين وحدة في عام 2023، بزيادة قدرها 10% مقارنة بعام 2022. وللعام الثالث على التوالي، تجاوز عدد الروبوتات التي تم تركيبها سنويًا حاجز نصف المليون وحدة.

كما أوضح التقرير أن 70% من الروبوتات الجديدة التي تم نشرها خلال عام 2023 كانت في آسيا، بينما استحوذت أوروبا على 17%، والأمريكيتان على 10% من إجمالي التركيبات.

الصين أكبر سوق عالمي للأتمتة بلا منازع

وتُعد الصين أكبر سوق عالمي للأتمتة بلا منازع، حيث تم تركيب 276.2 ألف روبوت صناعي في مصانعها عام 2023، بما يمثل 51% من إجمالي التركيبات العالمية. 

ويُعد هذا الرقم ثاني أعلى زيادة مسجلة في دولة واحدة، بعد ذروة عام 2022 التي شهدت تركيب 290.1 ألف روبوت في الصين. واستمرارًا لعمليات تركيب الروبوتات الصناعية، تُظهر بيانات وتوقعات الفترة من 2024 إلى 2027، نمطًا تصاعديًا عامًا في معدل التركيب، فتشير إلى استقرار في عام 2024 (541 ألف وحدة)، قبل أن يعود النمو التدريجي بمعدل سنوي متوسط قدره 4%، ليبلغ عدد التركيبات 602 ألف وحدة بحلول عام 2027.

أشار التقرير إلى أن سوق التصنيع الذكي يمر بمراحل نمو متسارعة تعكس التحول العميق في بنية الصناعة العالمية نحو نماذج أكثر ذكاءً واعتمادًا على التكنولوجيا. 

فعلى الرغم من بلوغ حجم السوق نحو 349.81 مليار دولار أمريكي في عام 2024، تشير التقديرات إلى إمكانية تجاوزه 900.14 مليار دولار بحلول عام 2034، مدعومًا بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 9.65% خلال الفترة من عام 2025 إلى عام 2034.

التصنيع العالمي

الصناعة الذكية تعزز التنافسية الاقتصادية وتحقيق التنمية المستدامة

وتمثل الصناعة الذكية، تحولًا استراتيجيًّا في مسار الإنتاج العالمي، حيث أصبحت الركيزة الأساسية لتعزيز التنافسية الاقتصادية وتحقيق التنمية المستدامة، ومن خلال توظيف تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والأتمتة المتقدمة، أعادت الصناعة الذكية صياغة مفاهيم الكفاءة والجودة والمرونة التشغيلية، وفقًا للتقرير.

وقد أظهرت التجارب العالمية والعربية أن تبني هذا النموذج الصناعي المتقدم يفتح آفاقًا واسعة للنمو وخلق فرص عمل نوعية. وفي حين يواجه التحول للصناعة الذكية بعدد من التحديات مثل فجوة المهارات الرقمية والبنية التحتية.

ويعتمد النجاح في هذا التحول على تبني سياسات شاملة تُعزز الابتكار وتربط بين التعليم وسوق العمل، وتدعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وفي ظل تسارع التطور التكنولوجي، يبقى الاستثمار في الصناعة الذكية اليوم هو الضامن الرئيسي لريادة اقتصادية وصناعية مستدامة في المستقبل.

اقرأ أيضًا:

بين القمامة والكهرباء، كيف تستفيد مصر من سوق عالمي قيمته 73 مليار دولار؟

فيتش تكشف آفاق الصناعات العالمية وأبرز توقعات القطاعات الاقتصادية خلال 2025

احتياطي مصر من الرمال البيضاء يتجاوز 20 مليار طن، هل نبدأ ثورة صناعية؟

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search