بـ2.5 مليار دولار استثمارات مباشرة، مصر تتحول إلى بوابة رقمية كبرى

الإثنين، 22 سبتمبر 2025 11:05 ص

مراكز البيانات - تعبيرية

محمد السيد

تشهد مصر طفرة غير مسبوقة في صناعة مراكز البيانات، وتحولت خلال السنوات الأخيرة إلى مركز إقليمي جاذب للاستثمارات الرقمية العملاقة، وتشير تقارير وزارة الاتصالات إلى أن حجم الاستثمارات المباشرة في البنية التحتية الرقمية تجاوز 2.5 مليار دولار منذ عام 2019، مع دخول كيانات عالمية كبرى مثل "هواوي" و"مايكروسوفت" في مشاريع لإنشاء وتشغيل مراكز بيانات سحابية، ويعزز التوجه مكانة مصر كبوابة رقمية رئيسية تربط بين أوروبا وآسيا وإفريقيا.

نمو الاقتصاد الرقمي المحلي

لا تقتصر المكاسب على استقطاب الشركات العالمية فقط، بل تمتد لتشمل نمو الاقتصاد الرقمي المحلي الذي يسجل سنويًا أكثر من 16% من الناتج المحلي الإجمالي، ففي عام 2024 وحده ارتفع حجم سوق الخدمات السحابية في مصر بنسبة 32% ليصل إلى نحو 450 مليون دولار، وفقًا لبيانات مؤسسة "IDC"، بالتوازي مع تزايد الطلب من البنوك وشركات التكنولوجيا المالية والهيئات الحكومية على خدمات الحوسبة السحابية.

مراكز البيانات العملاقة

تلعب الجغرافيا المصرية دورًا محوريًا في جذب هذه الاستثمارات، حيث تمر عبرها 13 كابلًا بحريًا رئيسيًا للاتصالات الدولية، ومن المخطط أن يرتفع العدد إلى 18 بحلول عام 2026، وهذا الموقع الاستراتيجي منح مصر قدرة على استضافة مراكز البيانات العملاقة التي تحتاج إلى بنية تحتية متينة لنقل البيانات بسرعة وكفاءة، مما يضعها في منافسة مباشرة مع أسواق مثل الإمارات والسعودية.

ربط الاستثمارات الأجنبية بخطط التحول الرقمي الوطني

وتبرز التجربة المصرية كقصة نجاح في ربط الاستثمارات الأجنبية بخطط التحول الرقمي الوطني، وأعلنت شركة "هواوي" عن استثمار 200 مليون دولار في مركز بيانات إقليمي في العاصمة الإدارية الجديدة، بينما خصصت "مايكروسوفت" نحو 500 مليون دولار لتوسيع خدماتها السحابية عبر مصر، وهذه الأرقام تكشف عن تحول حقيقي في الخريطة الاقتصادية الرقمية، حيث لم تعد مراكز البيانات مجرد بنية تحتية تقنية بل محركًا رئيسيًا لدعم النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة.