اليورو الرقمي يقترب من لحظة الحسم، أوروبا ترد على زحف الدولار المرقمن

الإثنين، 22 سبتمبر 2025 02:29 ص

اليورو الرقمي

توشك أوروبا على دخول مرحلة جديدة في معركة السيادة الرقمية، بعد اتفاق وزراء مالية منطقة اليورو على آلية تحديد حدود حيازة العملة الرقمية، في خطوة تعد بمثابة الانطلاقة الفعلية لمشروع اليورو الرقمي، الذي طال انتظاره منذ أن بدأ البنك المركزي الأوروبي التفكير فيه رسميًا عام 2021.

ما وراء الاتفاق.. خطوة سياسية قبل أن تكون تقنية

الاتفاق، الذي أُعلن عنه خلال اجتماع وزراء مجموعة اليورو في كوبنهاجن، يتجاوز كونه مسألة فنية مرتبطة بسقوف الحيازة، ليعكس موقفًا سياسيًا موحدًا أو شبه موحد داخل التكتل الأوروبي، في مواجهة النفوذ المتصاعد للعملات الرقمية المستقرة الأمريكية، مثل "USDT" و"USDC"، التي بدأت فعليًا تتسلل إلى النسيج المالي الأوروبي.

وزير الاقتصاد الإسباني كارلوس كوربيو شدد على أن الاتفاق يعد رسالة سياسية قوية بأن أوروبا لن تظل رهينة لنظم مدفوعات تهيمن عليها شركات أمريكية مثل فيزا وباي بال، ولا لعملات مستقرة مدعومة بالدولار تسير بخطى ثابتة نحو الهيمنة العالمية.

معركة الخصوصية والسيطرة

الشق الآخر من التحدي لا يقل تعقيدًا، الخصوصية، وهنا يحاول البنك المركزي الأوروبي أن يقدم حلاً توازنيًا، عبر تطوير نظام مدفوعات دون اتصال بالإنترنت offline payments، لا يمكن تتبعه، لضمان خصوصية المستخدمين.

الهدف هو محاكاة سيولة النقد الورقي، ولكن بصيغة رقمية تواكب العصر.

هذا الجانب، تحديدًا، يأتي ردًا على انتقادات متكررة وجدل سياسي وشعبي حول إمكانية تحول اليورو الرقمي إلى أداة رقابة مالية، وهو ما يهدد أحد أهم أعمدة الثقة بالعملة، وهو حرية الاستخدام.

من يقف في وجه المشروع؟

ورغم الزخم السياسي، إلا أن المشروع لا يزال يواجه مقاومة شرسة داخل البرلمان الأوروبي، لا سيما من حزب الشعب الأوروبي، الذي يتبنى رؤية داعمة لحلول يقودها القطاع الخاص.

النائب الألماني ماركوس فيربر ذهب حد المطالبة بإعادة المشروع إلى نقطة الصفر، ما يكشف عن انقسام داخلي يهدد بتأخير أو حتى تعديل مسار العملة الرقمية.

أما المصارف التجارية، فهي في موقع دفاعي واضح، تخشى هذه المؤسسات أن يؤدي إصدار يورو رقمي مدعوم من البنك المركزي إلى تآكل دورها التقليدي كوسيط مالي، بل وحتى فقدان الودائع لصالح محفظة رقمية لا تقدم فوائد ولكنها أكثر أمانًا من حيث الضمان السيادي.

حذف الدولار الرقمي.. وتوقعات بارتفاع البيتكوين لـ120 ألف .. السبب !

السباق مع الدولار الرقمي

في خلفية هذا المشهد، يبرز سباق جيوسياسي حاد، وتقترب الولايات المتحدة بدورها من بلورة إطار تنظيمي رسمي للعملات الرقمية المستقرة، بدعم من شخصيات نافذة على رأسها الرئيس دونالد ترامب، وهو ما يقلق صناع القرار في أوروبا.

الاتحاد الأوروبي يدرك أن التأخر في التحرك سيترك الساحة مفتوحة للدولار الرقمي، بكل أشكاله سواء الصادر عن الخزانة الأمريكية مستقبلاً أو عبر القطاع الخاص وهو ما من شأنه ترسيخ تبعية مالية أوروبية لأمريكا، في وقت تتزايد فيه الدعوات للاستقلالية الاستراتيجية.

بين الإرادة السياسية وتحديات التنفيذ

مع اقتراب عام 2025، تبدو أوروبا عازمة على خوض معركة إطلاق اليورو الرقمي بكل ما تحمله من رهانات اقتصادية وسيادية، لكن بين طموحات البنك المركزي الأوروبي، وحسابات الأحزاب، ومصالح المصارف، لا يزال المشروع على مفترق طرق.

القرار السياسي وضع على الطاولة، لكن النجاح سيتوقف على قدرة الاتحاد على تجاوز العقبات التشريعية، وتقديم نموذج رقمي يحقق التوازن بين الخصوصية، والكفاءة، ودور القطاع الخاص.

اليورو الرقمي ليس مجرد مشروع تكنولوجي، إنه اختبار لمدى قدرة أوروبا على حماية نظامها المالي من هيمنة الدولار في ثوبه الجديد.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.