ترامب يُشعل الجبهة الاقتصادية، أوروبا مطالبة بقطع شريان النفط الروسي
الأحد، 21 سبتمبر 2025 03:10 م

ترامب وأوروبا
ميرنا البكري
ترامب لا يكرر جملة "أوقفوا شراء النفط من روسيا" لمجرد انتقاد أوروبا، بل رسالة سياسية واقتصادية أكبر. فهو يدرك أن النفط ليس مجرد سلعة، لكنه سلاح ضغط استراتيجي يحدد موازين القوة بين موسكو، واشنطن، وأوروبا.
إذا قطعت أوروبا كل الخيوط التي تربطها بالطاقة الروسية، سيتغير شكل الحرب وسرعة نهايتها، لكن السؤال، هل هذا واقعي أم مجرد ضغط انتخابي؟

أوروبا بعد 2022، قطعت النفط لكن ليس بأكمله
بعد غزو أوكرانيا، فرض الاتحاد الأوروبي حظر شبه كامل على واردات النفط الروسي، خاصةً الخام المنقول بحرًا، لكن لايزال هناك ثغرات كبيرة، فالمجر ودول شرق أوروبا الحبيسة التي ليس لها موانئ تأخذ استثناءات.
أيضًا أوروبا تستورد ديزل من الهند وتركيا، والتي تعود لتكرير النفط الروسي وبيعه بشكل “نظيف قانونيًا”، بمعنى آخر، روسيا لازالت موجودة في السوق الأوروبية لكن من الباب الخلفي.
لماذا لا تستطيع أوروبا الاستغناء 100%؟
هناك بدائل للغاز والنفط الروسي (كالشرق الأوسط، أمريكا، النرويج)، لكن الكميات غير كافية دائمًا، كما أن البنية التحتية الأوروبية لازالت غيرمؤهلة للسير في "التحول الأخضر"، فالمصانع والسيارات لازلت تحتاج نفط.
الضغط على أسعار النفط، الورقة الذهبية لترامب
يعتقد ترامب أنه في حالة هبوط الأسعار، بوتين سيخسر أسرع، فيعتمد اقتصاد روسيا بنسبة ضخمة على صادرات الطاقة، فكل دولار أقل في سعر برميل النفط يني خسارة مليارات الدولارات لموسكو، وبالتالي ضعف قدرة روسيا على تمويل الحرب أو حتى الحفاظ على استقرارها الاقتصادي الداخلي.
لكن هذا ليس سهلًا، لأن أي ضغط كبير على النفط الروسي يجعل السوق العالمي متوتر وأسعاره ترتفع، مما قد يضرب أوروبا وأمريكا نفسها بالتضخم.
النتائج المحتملة إذا نفذت أوروبا دعوة ترامب
1. ضربة مالية قوية لروسيا، حيث ستفقد أهم زبون غير مباشر (أوروبا).
2. ارتفاع أسعار الطاقة عالميًا؛ لأن الكميات البديلة غير كافية لتغطي السوق.
3. زيادة نفوذ دول الخليج وأمريكا، سيصبحوا المورد الأساسي، وهنا واشنطن قد تلعب دور "المُنقذ".
4. موجة تضخم جديدة في أوروبا، قد يضغط ارتفاع أسعار الطاقة على الصناعات والقدرة الشرائية للمواطنين.
5. صراع داخلي أوروبي، فقد ترفض دول مثل المجر، وهنا يحدث انقسام داخل الاتحاد الأوروبي.
هل ترمب يفكر اقتصاديًا أم سياسيًا؟
من الجانب الاقتصادي، فهو يسعى لإضعاف روسيا وتقوية النفط الأمريكي (النفط الصخري والغاز المسال)، أما من الجانب السياسي فهو يحاول الظهور "أكثر حزمًا" من إدارة بايدن، خاصةً أمام الناخب الأمريكي الذي يعتقد أن الحرب في أوكرانيا تكلف أمريكا بلا فائدة.
استراتيجيًا، يبعث رسالة بأن "أمريكا لن تحارب عن أوروبا إذا تعطي أوروبا نفسها أموال لروسيا".
لعبة معقدة بين السياسة والطاقة
دعوة ترامب ليس مجرد حديث في عشاء سياسي، بل إشارة واضحة بأن الطاقة أصبحت خط المواجهة الأول في الحرب الأوكرانية، ستظل أوروبا عالقة بين خيارين إما توقف كل الطرق غير المباشرة وتستعد لموجة أسعار نار، إما تترك الباب موارب وتتحمل الانتقادات الأمريكية.
وفي النهاية، ما يحدد مصير الحرب ليس الجبهات العسكرية فقط، بل سعر برميل النفط.
اقرأ أيضًا:-
بين مطرقة واشنطن وسندان مصالحها الاقتصادية، أوروبا تؤجل العقوبات على روسيا

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
الإغلاق الحكومي يقترب، أمريكا على حافة أزمة سياسية واقتصادية جديدة
20 سبتمبر 2025 05:16 م
الرسوم الجمركية تشعل أسعار الكاميرات، وتهدد صناعة تتجاوز الـ300 مليون دولار
19 سبتمبر 2025 08:41 م
روبوتات التمريض المدعومة بالذكاء الاصطناعي.. حل مبتكر لأزمة نقص الكوادر الطبية
18 سبتمبر 2025 07:31 ص
أكثر الكلمات انتشاراً