التهديد بفرض رسوم جمركية انتقامية، اللوائح المالية الأوربية تشعل الصراع مع واشنطن

الأحد، 21 سبتمبر 2025 11:06 ص

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

محمد السيد

تسعى مؤسسات الاتحاد والبرلمان الأوروبي إلى حسم ملامح اللائحة الجديدة الخاصة بالبيانات المالية بحلول الخريف المقبل، لكن الطريق يبدو محفوفًا بالتوترات، خصوصًا بعد أن وقعت بروكسل وواشنطن اتفاقًا تجاريًا في أواخر يوليو، قد تتعرض مكاسبه لتهديد حقيقي، فالمخاوف تتزايد من أن تؤدي بعض بنود اللائحة إلى إقصاء شركات التكنولوجيا الأمريكية، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تجديد تهديداته بفرض رسوم جمركية انتقامية ضد أي دولة تعتمد قوانين أو ضرائب يعتبرها مجحفة بحق المنصات الأمريكية.

خضوع الاتحاد الأوروبي لضغوط البنوك

شركات التكنولوجيا العملاقة لم تقف مكتوفة الأيدي، إذ حذرت مجموعات الضغط التابعة لها من أن التأثير لن يطال المنصات وحدها، بل سيصل إلى المستهلك الأوروبي الذي قد يجد نفسه أمام خيارات محدودة وخدمات أقل ابتكارًا، وفي هذا السياق، أوضح دانيال فريدلاندر، رئيس فرع جمعية الحاسوب والاتصالات في أوروبا، أن الهدف الأصلي من مشروع "FiDA" كان منح الأفراد قدرة أكبر على التحكم في بياناتهم المالية والوصول إلى خدمات متطورة، لكن خضوع الاتحاد الأوروبي لضغوط البنوك التقليدية قد يقيد الابتكار ويعزز هيمنة المؤسسات القديمة.

شركات التكنولوجيا الأمريكية

من جهته، اعتبر كاي جبيللي من منظمة "غرفة التقدّم" أن البنوك الكبرى هي الحقيقية التي تتحكم في مفاتيح السوق، وليس المنصات الرقمية كما يُصوَّر، وأضاف أن التوجه نحو تقييد شركات التكنولوجيا الأمريكية لن يحرم المستهلكين من حلول رقمية مبتكرة فقط، بل سيؤدي أيضًا إلى تأجيج الخلافات الاقتصادية والسياسية عبر الأطلسي.

حماية البيانات والمستهلك

بهذا، تبدو أوروبا عالقة بين مطرقة حماية البيانات والمستهلك، وسندان الحفاظ على توازن العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، وهو ما يجعل الخريف المقبل فصلًا حاسمًا في مستقبل التعاون الرقمي بين ضفتي الأطلسي.