ألبانيا تُعين وزيرًا من الذكاء الاصطناعي، نموذج حيادي أم فساد جديد بمنهج رقمي؟
الخميس، 18 سبتمبر 2025 10:38 م

ألبانيا
ميرنا البكري
قررت ألبانيا الظهور بخطوة درامية، وضع نظام ذكاء اصطناعي يُسمى “دييلا”، مسؤولًا عن إدارة المناقصات والمشتريات الحكومية، وهذا ليس مجرد مساعد على موقع الحكومة، بل أصبح له منصب وزاري رمزي وعملي حسب الإعلان.
تم اتخاذ القرار كجزء من كلام رئيس الوزراء عن مكافحة الفساد، وإظهار تقدم تكنولوجي قبل جهود الانضمام للاتحاد الأوروبي بحلول 2030، لكنه تم مقابلته بشكوك سياسية وقانونية على الفور.
كانت دييلا، موجوة قبل ذلك، كمساعد افتراضي على بوابة e-Albania وعملت مع المواطنين في اصدار مستندات وخدمات رقمية، وبعد ذلك أعلن عنها رامي كوزارة مسؤولة عن المناقصات.
قدم رامي الخطوة كحاجة ستجعل العطاءات “خالية تمامًا من الفساد”، كلام جذاب سياسيًا، لكن عمليته معقدة، في المقابل المعارضة اتهمت الخطوة بأنها غير دستورية، وأنها قد تكون ستار سياسي، وفي البرلمان حصلت توترات وصوت على الحكومة وسط مقاطعات وانتقادات.

التداعيات الاقتصادية المباشرة
1. خفض تكاليف المعاملات والوقت، إذا تم تطبيق النظام بذكاء (بيانات سليمة، إجراءات واضحة، رقابة لوجية)، ستقل مدة تقييم العروض وتكاليف المعالجة الروتينية، مما يعني توفير في تكاليف الإدارة العامة وتأخيرات أقل في تنفيذ المشاريع.
قد تخفض العملية "تكلفة المعاملة" لكل مناقصة، بنسبة ملموسة على المدى المتوسط (تقديري / تحليلي) لأن الروتين البيروقراطي هو الذي كلف الدول الكثير مثل ألبانيا.
2. تحفيز دخول شركات جديدة (مؤقت أو دائم)، إذا تحسنت الشفافية، فقد يرشح موردون أجانب ومحليين أنفسهم لأن فرص الفوز ستصبح مبنية على معايير رقمية موثقة؛ لكن إذا تحيز النظام لموردين محددين، فسيحدث انكماش للمنافسة.
3. يُعد نجاح تجربة ذكية وموثوقة في المشتريات العامة قد يُحسن صورة ألبانيا كمكان للاستثمار، خاصةً في قطاعات البنية التحتية والطاقة. لكن الفشل أو فضيحة اختراق أو تلاعب ستسبب العكس بسرعة.
4. ستستفيد كلًا من شركات التكنولوجيا ومقدمي خدمات النمذجة والبيانات أولاً (استشارات، صيانة، تراخيص)، فقد يجد المقاولون التقليديون فرص جديدة أو يتعرضون لفقدان ميزة “الواسطة”.
كل هذه الحقائق تُبنى على المنطق الاقتصادي لمشاريع التحول الرقمي في المشتريات العامة وملاحظات تغطية الخبر.
المخاطر الاقتصادية والقانونية
التلاعب بالنماذج، فإذا كانت بيانات التدريب أو قواعد التقييم مُصممة أو مُعدلة لكي تفضل جهات معينة، فنصبح أمام “فساد جديد بمنهج رقمي”، الـ AI ليس ساحرًا، بل انعكاس للبيانات والسياسات التي تم تأسيسه بها.
يُعد الاعتماد على مزود تقني واحد مخاطرة مركزية، وقد تسبب تكلفة صيانة عالية وتأثير سياسي خارجي، فلابد من التنوع.
تحدث المعارضون عن دستورية تعيين "غير بشري" في منصب وزاري ومسائل المحاسبة القانونية، إذا قرر القضاء أن القرار مخالف للقانون، بل يخلق صراعات ومخاطر إلغاء عقود أو إبطاء مشاريع.
كما أن أنظمة إدارة المناقصات بها بيانات حساسة عن الشركات والأسعار والعقود، فأي اختراق قد يسبب خسائر مالية كبيرة وفضائح.
حتى لو النظام يعمل، وإذا اعتقد بعض الأفراد أن القرار “استعراضي سياسي” ستظل ثقة المستثمر تقل، مما قد يضيع مكاسب محتملة.
أبرز التوقعات المستقبلية
هناك 3 سيناريوهات مع احتمالات نسبية تقديرية ورؤية لكل سيناريو
1. السيناريو الإيجابي:- أن يتم وضع إطار تشريعي جديد، ورقابة برلمانية مستقلة، وتدقيق خارجي مفتوح، ورقابة بشرية على القرارات الحساسة، والنتائج ستظهر خلال عاميين، من تقليل زمن منح العقود وارتفاع عدد المتقدمين وانخفاض الشكاوى على إجراءات المناقصات، بالإضافة إلى سمعة دولية محسنة وجذب جزء من FDI في قطاعات البنية التحتية.
2.السيناريو السلبي:- ويحدث عندما تغيب رقابة فعالة، وتحوير معايير بحيث تفضل شركات معينة، أو ثغرات أمنية تؤدي لانكشاف بيانات، مما تصاعدت الاحتجاجات والدعاوى الدستورية، وخسارة ثقة المستثمرين، وحتى إبطاء مسار الانضمام للاتحاد الأوروبي بسبب مخاوف حكم القانون والفساد.
اقرأ أيضًا:-
يعمل بالذكاء الاصطناعي، ألبانيا تعلن عن تعيين أول وزير افتراضي، تفاصيل

تأثير على ملف الانضمام للاتحاد الأوروبي
تعتبر السلطات الأوروبية حكم القانون ومكافحة الفساد مؤشرات أساسية، وإذا تم تنفيذ التجربة بشفافية مع مراجعات مستقلة قد تُستخدم كـ"ميزة" في الملف، لكن لو التحسين شكلي أو واجه دعاوى دستورية، هذا سيستخدم ضده كدليل أن المشاكل المؤسسية لازالت موجودة.
باختصار، هذه فرصة كبيرة إذا تم تنفيذها بذكاء، ومشكلة إذا صممت كواجهة إعلامية فقط.
ختامًا، قد تكون خطوة “دييلا” بداية نموذج جديد لإدارة الدولة بذكاء اصطناعي، لكن النجاح لا يأتي من اسم لطيف أو صورة تقليدية على الموقع، فالنجاح يأتي من قواعد واضحة، وسجلات مفتوحة، ومساءلة فعلية، وإذا كانت الحكومة تسعى لإعادة الأموال للمشاريع بدلًا من الاتجاه في رشوة ووساطة، فلابد من بناء نظام رقابي لا يجعل الرقابة مجرد إعلان.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم
Short Url
روبوتات التمريض المدعومة بالذكاء الاصطناعي.. حل مبتكر لأزمة نقص الكوادر الطبية
18 سبتمبر 2025 07:31 ص
لأول مرة في عهد ترامب.. تأثير قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة على الأسواق العالمية
18 سبتمبر 2025 01:01 ص
مصر تُراهن على السياحة، كيف تُخطط مصر لتحقيق أعلى معدلات الاستثمار؟
16 سبتمبر 2025 09:45 م
أكثر الكلمات انتشاراً