انتخابات مجلس النواب.. بدء الاستعلام عن الموقف الانتخابي بعد تحديث قاعدة البيانات
رئيس الوزراء: 883 مليون يورو حجم الاستثمارات الأسبانية في مصر خلال 2024
إخلاء شقق الإيجار القديم والتنازل عن العداد ومبلغ مالي، اتفاق جديد بين بعض المستأجرين والملاك
الذهب مزور.. الشعبة تكشف لـ"إيجي إن": الغش في الدمغة منتشر بسبب الشراء أون لاين

مواجهة بين القوى الكبرى، الرقائق الإلكترونية معركة اقتصادية عالمية

الخميس، 18 سبتمبر 2025 03:23 م

الرقائق الإلكترونية - تعبيرية

محمد السيد

لم يعد الصراع على الرقائق الإلكترونية مجرد منافسة صناعية، بل تحول إلى أخطر مواجهة اقتصادية بين القوى الكبرى، إذ يعتمد العالم بشكل شبه كامل على عدد محدود من الشركات لإنتاج هذه الشرائح الدقيقة، وعلى رأسها "TSMC" التايوانية و"سامسونج" الكورية، ما يجعل الاعتماد على الرقائق سلاحًا استراتيجيًا ويعادل في قيمته النفط والغاز، خاصة وأنها تدخل في صناعة كل ما هو متصل بالحياة اليومية والاقتصاد الرقمي.

تصدير الشرائح المتقدمة للصين

الولايات المتحدة فرضت قيودًا صارمة على تصدير التقنيات المتقدمة للصين، خصوصًا شرائح الذكاء الاصطناعي التي تنتجها “إنفيديا”، تسببت القيود في خسائر للصين تُقدر بنحو 20 مليار دولار سنويًا، لكنها في الوقت نفسه دفعت بكين إلى تسريع خططها لإنتاج بدائل محلية، وضخت واشنطن استثمارات في مصانع جديدة بولاية أريزونا بالشراكة مع "TSMC"، بتكلفة تجاوزت 40 مليار دولار، لتأمين جزء من احتياجاتها بعيدًا عن آسيا.

قانون الرقائق الأوروبي

دخل الاتحاد الأوروبي أيضًا السباق عبر "قانون الرقائق الأوروبي" الذي خصص 43 مليار يورو لدعم المصانع المحلية، مع التركيز على جذب شركات مثل "إنتل" و"جلوبالفاوندريز" لفتح خطوط إنتاج جديدة داخل القارة، الهدف المعلن هو رفع حصة أوروبا من السوق العالمي من 10% حاليًا إلى 20% بحلول 2030، مما يقلل من هشاشتها أمام الأزمات الجيوسياسية.

مستقبل الذكاء الاصطناعي

الصراع على هذه الصناعة لا يتعلق فقط بالأرباح، بل بمستقبل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمية، وشبكات الجيل السادس، وأي تأخر في امتلاك تقنيات تصنيع الرقائق قد يضع دولة كاملة خارج سباق التكنولوجيا لعقود، يصف اقتصاديون هذا الصراع بأنه "الأخطر في القرن الحادي والعشرين"، لأنه يجمع بين الاقتصاد والتكنولوجيا والجغرافيا السياسية في معادلة واحدة لا تحتمل الخسارة.