زرع شرائح دماغية لدى 12 شخصًا حول العالم، «نيورالينك» توسّع تجاربها البشرية

الأربعاء، 17 سبتمبر 2025 08:40 ص

الشرائح الدماغية

محمد السيد

كشفت شركة نيورالينك، المملوكة لرجل الأعمال إيلون ماسك، عن توسيع نطاق تجاربها على الشرائح الدماغية لتشمل 12 مريضًا في دول مختلفة، بعدما كانت قد أعلنت منتصف العام الجاري أن عدد المستفيدين لم يتجاوز سبعة أشخاص فقط، هؤلاء المرضى، ومعظمهم يعانون من حالات شلل حاد، أصبحوا قادرين على التحكم في أجهزة رقمية وأدوات مادية عبر التفكير المباشر، ما يفتح الباب أمام آفاق جديدة في عالم الواجهات العصبية.

2000 يوم دون مشاكل جوهرية

ووفقًا لبيان نشرته الشركة عبر منصة "إكس"، فإن المرضى الذين خضعوا لزراعة الشرائح استخدموا تقنياتها لأكثر من 15 ألف ساعة تشغيل، واستمرت الأجهزة المزروعة لديهم في العمل بشكل فعّال لما يقارب 2000 يوم دون مشاكل جوهرية، هذا التطور يعكس مستوى متقدمًا من الاستقرار التقني الذي تمكنت الشركة من الوصول إليه بعد سنوات من التجارب المخبرية.

دراسة سريرية في بريطانيا

التوسع الأخير يتزامن مع خطط نيورالينك لإطلاق دراسة سريرية في بريطانيا، بالتعاون مع مستشفيات “كلية” لندن الجامعية ومستشفيات “نيوكاسل”، وذلك لاختبار تقنياتها في بيئات طبية مختلفة، كما تمكنت الشركة في يونيو الماضي من جمع 650 مليون دولار في جولة استثمارية، ما يعزز قدرتها على توسيع نطاق التجارب وتطوير أبحاثها بسرعة أكبر.

أولى عمليات الزرع البشري

الرحلة لم تكن سهلة، إذ واجهت نيورالينك تحديات تنظيمية في الولايات المتحدة عام 2022، عندما رفضت إدارة الغذاء والدواء الأميركية طلبها لبدء التجارب السريرية بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، لكن الشركة تمكنت من معالجة تلك المخاوف، لتبدأ أولى عمليات الزرع البشري في عام 2024، قبل أن تنتقل اليوم إلى مرحلة توسع أكبر على مستوى دولي.

ابتكار طبي ثوري

ويرى خبراء أن ما تقوم به نيورالينك قد يشكل نقطة تحول في العلاقة بين الإنسان والآلة، حيث يمكن لهذه الشرائح أن تُحدث ثورة في إعادة التأهيل العصبي ومساعدة ذوي الإعاقات الحركية على استعادة جزء من استقلاليتهم، ومع استمرار التجارب، يترقب المجتمع العلمي والعام على حد سواء ما إذا كانت هذه التكنولوجيا ستثبت نفسها كابتكار طبي ثوري أم أنها ستظل رهينة المخاطر والجدل الأخلاقي.