الأربعاء، 17 سبتمبر 2025

11:51 م

بين مطرقة واشنطن وسندان مصالحها الاقتصادية، أوروبا تؤجل العقوبات على روسيا

الأربعاء، 17 سبتمبر 2025 10:30 م

أوروبا تؤجل العقوبات على روسيا

أوروبا تؤجل العقوبات على روسيا

في خطوة تعكس تشابك الحسابات السياسية بالمعادلات الاقتصادية، قرر الاتحاد الأوروبي تأجيل تقديم الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات على روسيا، استجابة لضغوط أمريكية متزايدة. 

عقوبات ترامب

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اشترط بوضوح أن يتبنى الأوروبيون عقوبات أكثر صرامة ضد موسكو، قبل أن تمضي واشنطن في فرض حزمة العقوبات الخاصة بها. 

هذا التحرك يكشف حجم الضغوط الواقعة على العواصم الأوروبية، التي تجد نفسها بين رغبة واشنطن في إحكام الخناق الاقتصادي على الكرملين، وبين التزاماتها التجارية الضخمة مع شركاء كبار مثل الصين والهند.

النفط.. السلاح الاقتصادي الأخطر

العقوبات المطروحة هذه المرة تذهب مباشرة إلى شريان الاقتصاد الروسي، من صادرات الطاقة، وبالأخص النفط، ورغم أن أوروبا تمكنت منذ 2022 من تقليص اعتمادها على الخام الروسي بشكل حاد من 27% قبل الحرب إلى نحو 3% فقط العام الماضي.

إلا أن استمرار تدفقات النفط الروسي نحو آسيا، خاصة الصين والهند، يوفر لموسكو شريان حياة ماليًا يمكنها من تمويل حربها في أوكرانيا.

ترى الولايات المتحدة أن أي عقوبات جديدة ستكون بلا قيمة إذا لم تطال الشركات والوسطاء في بكين ونيودلهي الذين يسهلون هذا التدفق النفطي. 

وهنا تظهر العقدة الأوروبية، فرض عقوبات أو تعريفات جمركية مرتفعة على الصين والهند قد يضر مباشرة بالصادرات الأوروبية، خصوصًا الألمانية، التي تعتمد بشكل كبير على هذين السوقين.

التجارة الخارجية

انقسام داخل أوروبا

الملف لا يتوقف عند حدود العلاقة مع آسيا، بل يتشابك مع انقسامات داخل الاتحاد نفسه، دول مثل ألمانيا وإيطاليا، التي تعتمد بشكل كبير على التجارة الخارجية، تتحفظ على مواجهة مفتوحة مع بكين ونيودلهي. 

بينما دول أخرى، في مقدمتها بولندا ودول البلطيق، تضغط لتشديد العقوبات ومواءمة الخط مع واشنطن، معتبرة أن إضعاف روسيا أولوية استراتيجية تفوق أي خسائر اقتصادية آنية.

الاتحاد الأوروبي كان قد منح استثناءات لبعض الدول الأعضاء (المجر وسلوفاكيا) في ما يتعلق بالنفط الروسي بسبب موقعها الجغرافي واعتمادها على خطوط الإمداد البرية، ما يعكس أن التوصل إلى إجماع داخلي حول عقوبات أكثر صرامة ليس بالمهمة السهلة.

 

اقرأ أيضًا:

ترامب: مستعدون لفرض عقوبات جديدة على روسيا

ترامب.. ضغط سياسي أم تفاوض تجاري؟

اللافت أن ترامب، رغم تهديداته المتكررة، لم يفرض حتى الآن عقوبات مباشرة على روسيا، سياسته تبدو أقرب إلى استخدام الملف الروسي كورقة تفاوضية مع الحلفاء، ومع الخصوم التجاريين في آسيا. 

فقد رفع بالفعل الرسوم الجمركية على الهند إلى 50% بسبب استمرارها في شراء النفط الروسي، وفي الوقت ذاته يواصل مفاوضات تجارية مع نيودلهي وبكين.

هذا النهج يعكس مقاربة ترامب القائمة على المقايضة، الضغط على أوروبا للتماهي مع أولويات واشنطن في مقابل تقديم تنازلات في ملفات أخرى، سواء اقتصادية أو جيوسياسية.

اقرأ أيضًا:

هجمات المسيرات تقلص صادرات الوقود الروسي لأدنى مستوياتها منذ عام

التداعيات الاقتصادية المحتملة

ارتفاع أسعار الطاقة: أي عقوبات جديدة على النفط الروسي، خصوصاً إذا طالت الوسطاء الآسيويين، قد تدفع الأسعار العالمية للارتفاع مجددًا، وهو ما يقلق أوروبا التي ما زالت تعاني من آثار أزمة الطاقة بعد 2022.

اضطراب التجارة العالمية: فرض تعريفات جمركية متبادلة بين الغرب وكل من الصين والهند قد يؤدي إلى موجة جديدة من التوتر التجاري، مع آثار سلبية على سلاسل التوريد العالمية.

الضغط على اليورو: استمرار حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الطاقة والتجارة قد ينعكس على أداء العملة الأوروبية الموحدة، مقابل الدولار الذي عادة ما يستفيد من أجواء التوتر.

إبطاء النمو الأوروبي: الاقتصاد الأوروبي الذي يعاني تباطؤًا منذ الجائحة، قد يواجه صدمة إضافية إذا تحولت الخلافات حول العقوبات إلى نزاع تجاري واسع النطاق.

روسيا والاتحاد الأوروبي

تأجيل الاتحاد الأوروبي للحزمة الجديدة 

تأجيل الاتحاد الأوروبي للحزمة الجديدة من العقوبات ليس مجرد خطوة إجرائية، بل هو مؤشر على توازنات دقيقة ومعقدة تحكم العلاقة بين بروكسل وواشنطن، وبين الاقتصاد والسياسة. 

تدرك أوروبا أن الوقوف إلى جانب أمريكا في مواجهة روسيا ضرورة استراتيجية، لكنها تخشى في الوقت ذاته أن تتحول هذه المواجهة إلى عبء اقتصادي يضعف تنافسيتها العالمية.

الأسابيع المقبلة، مع سعي مجموعة السبع إلى صياغة نص موحد للعقوبات، ستكشف إلى أي مدى يستطيع الأوروبيون التوفيق بين ضغوط الحليف الأمريكي ومصالحهم الاقتصادية الحيوية.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم

Short Url

search