الاقتصاد يعزف نغمة حزينة، لماذا تتراجع صادرات الآلات الموسيقية الأمريكية؟

الأربعاء، 17 سبتمبر 2025 01:43 م

الآلات الموسيقية

ميرنا البكري

ما يحدث الآن في سوق الآلات الموسيقية الأمريكية ليس مجرد تراجع عادي في الصادرات، فمن يناير حتى يوليو 2025، يتضح من الأرقام أن الصادرات تراجعت بنسبة 8.4% عن متوسط الأربع سنوات الماضية (2021–2024) وفقًا لـتقرير معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، وهذا يحدث رغم أن الرسوم الانتقامية المباشرة لم تأتي إلا من الصين.

أي القصة أكبر من مجرد "جمارك" و"تعريفات"، فالقصة بها اقتصاد عالمي متباطئ وتكاليف إنتاج مشتعلة وصورة سياسية متدهورة.

يتم عرض مجموعة مختارة من القيثارات في متجر الموسيقى.

التكلفة التي تخنق الصناعة

تعتمد الآلة الموسيقية الأمريكية على بعض الخامات المستوردة حتى لو مصنوعة بالكامل في أمريكا ومن هذه الخامات، الأخشاب النادرة (الماهوجني، خشب الورد، الإيبوني)، والمعادن الخاصة والمغناطيسات.

ومنذ أيام إدارة ترامب الأولى والجمارك تزداد على الأخشاب والمعادن، وكمل بايدن نفس السياسة، والنتيجة ارتفع سعر الخامة، وتكلفة الإنتاج ارتفعت، والمنتج النهائي أصبح عالي التكلفة على المستهلك، مما يجعل المنافسين من اليابان أو إندونيسيا أو حتى المكسيك، يطرحون بدائل أرخص وأحيانًا بجودة مقاربة.

“الشراء محليًا”، سياسة تحولت لـ سلوك

ما زاد الوضع سوءًا، التحول في عقلية المستهلك، ففي أوروبا وكندا تحديدًا، هناك حملات تشجع على شراء المحلي بدلًا من الأمريكي، فالبُعد السياسي دخل حتى في الموسيقى، فالمستهلك يقول: "لماذا اشتري آلة موسيقية أمريكية؟، وذلك ليس بسبب السعر، لكن كنوع من رفض للسياسات الأمريكية أو تضامن مع بلده، والذي كان في الماضي مجرد "اختيار فني أو ذوقي"، أصبح الآن قرار سياسي واقتصادي في نفس الوقت.

صناعة محاصرة بثلاث جبهات

البراندات الأمريكية الكبيرة مثل Fender وGibson وZildjian كانت دائمًا أيقونة للجودة والابتكار، لكن الآن الصناعة محاصرة، بتكاليف إنتاج عالية، وطلب عالمي ضعيف، وصورة سياسية متأزمة تؤثر على المبيعات، أي الخسارة ليس في الأسعار والقدرة التنافسية، بل أيضًا في "الصورة الذهنية" للبراند الأمريكي.

أبرز التوقعات من التحليل

إذا ظلت السياسات الجمركية كما هي، سيصبح هناك مزيد من الضغط على الشركات الأمريكية، وقد تصبح الأسواق الناشئة (مثل آسيا أو أمريكا اللاتينية) المتنفس الوحيد، لكن المنافسة بها شديدة للغاية.

في المقابل، لابد أن تعيد الشركات الأمريكية التفكير، إما تجد طرق جديدة لتقليل التكلفة (تصنيع في الخارج أو شراكات دولية)، أو المراهنة على تكنولوجيا مبتكرة أو خامات بديلة تجعل المنتج مميز بالفعل.

ختامًا، ما يحدث لصادرات الآلات الموسيقية الأمريكية ليس مجرد أزمة وقتية، بل علامة على تغير أعمق في التجارة العالمية، التي أصبحت مرتبطة بالسياسة والهوية وليس السعر والجودة.

تدفع الولايات المتحدة اليوم ثمن قرارات تجارية واستراتيجية، لكن أثرها وصل حتى "جيتار في شباك محل صغير في البرازيل".

باختصار، المزيكا الأمريكية لا تُعزف بنفس القوة التي كانت عليها، وأصبح السوق العالمي يعزف نغمة مختلفة.

من أمريكا لإفريقيا، صناعة الموسيقى تهيمن على الأسواق بعائدات تفوق 29 مليار دولار في 2024

Open Source Intel on X: — **رسوم ترامب تؤثر على صادرات الآلات الموسيقية الأمريكية**

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، بالإضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.