البيت الأبيض يدخل ملعب الفيدرالي، هل يتحول البنك المركزي لذراع سياسية؟

الأحد، 14 سبتمبر 2025 03:37 م

ترامب وباول

ميرنا البكري

في الفترة الأخيرة، تتجه كل الأنظار لواشنطن خاصةً في هذا الأسبوع، حيث يستعد مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأول خفض في أسعار الفائدة عام 2025، ومن المتوقع أن تكون 25 نقطة أساس، فالقرار جاء بعد شهور من الترقب، خاصةً أن الفيدرالي كان محافظ على الفائدة عند مستوى 4.25% - 4.50% منذ آخر خفض في ديسمبر 2024.

لكن المختلف هذه المرة ليس التباطؤ في سوق العمل أو التضخم، بل المختلف أن السياسة دخلت الملعب بقوة، وجعلت الاجتماع أشبه بـ"دراما سياسية" غير مسبوقة.

A closer look at the U.S. economic recovery and what comes next | Hub — **الاقتصاد الأمريكي**

انقسام داخل الفيدرالي، الاستقلالية على المحك

الذي زود السخونة حول الاجتماع هو الانقسام الداخلي في الفيدرالي نفسه، حيث أقال ترامب الحاكمة ليزا كوك في أغسطس بحجة فضيحة رهن عقاري، لكنها رفضت ولجأت للقضاء ولازالت في منصبها.

وبعد أيام قليلة بأيام، استقالت أدريانا كوجلار، ورشح ترامب كبير مستشاريه الاقتصاديين ستيفن ميران مكانها، خطوة جعلت الديمقراطيين يتهموه بأنه يسعى لتحويل الفيدرالي لذراع تابعة للإدارة.

ما يحدث فتح باب تساؤلات ثقيلة، هل الفيدرالي لايزال مستقل كما كان وضعه في الماضي، أم نحن أمام بداية "إعادة تشكيل" واسعة تجعل السياسة النقدية تحت ضغط البيت الأبيض؟

الاقتصاد الأمريكي، هشاشة في سوق العمل وتضخم صعب

ارتفع التضخم في أغسطس لـ 2.9%، أعلى مستوى من بداية العام، فسوق العمل يضعف، والبطالة زادت، والوظائف الجديدة تكاد تكون شبه راكدة.

حذر بنك “ويلز فارجو” بشكل مباشر من أن الاقتصاد الأميركي يسير على خط رفيع بين التباطؤ والركود، ومع أي هزة إضافية قد ينهار.

أي من جانب يحتاج الفيدرالي إلى تخفيض الفائدة لإنعاش السوق، ومن جانب آخر لابد أن يوازن لكي لا يشتعل التضخم مرة أخرى.

باول في الكادر، تصريحات ترسم المستقبل

فكل الأنظار ترتقب كلمة جيروم باول بعد الاجتماع، فهل سيؤكد أن الخفض مجرد بداية دورة تيسير نقدي تدريجي؟ أم سيحاول أن يطمئن السوق أنه لن يغامر بخفض سريع يعيد التضخم للمشهد؟

ستحدد تحركاته وتصريحاته اتجاهات الأسواق العالمية من السندات لأسعار الذهب.

التوقعات، بداية مسار طويل ومخاطر أكبر

يعتقد المحللون أن الخفض الأول في سبتمبر لن يكون الأخير، خاصةً مع ضغط سوق العمل، كما أن ترامب قد يستغل التباطؤ لكي يدفع الفيدرالي لمزيد من التيسير، حتى لو هذا على حساب التضخم.

استقلالية الفيدرالي مهددة، وهذا أخطر من القرار نفسه، وإذا فقدت الأسواق الثقة في حيادية البنك المركزي، ستبدأ تسعر المخاطر السياسية قبل الاقتصادية.

اقتصاد بين المطرقة والسندان

الفيدرالي الأمريكي مقبل على مرحلة جديدة مليئة بالانقسامات السياسية، والتحديات الاقتصادية، وضغوط شعبوية من البيت الأبيض.

والقرار بخفض الفائدة شبه محسوم، لكن السؤال الحقيقي، هل سيكون هذا بداية إنقاذ للاقتصاد من الركود، أم بداية لفقدان استقلالية مؤسسة تاريخيًا كانت "حارس الاقتصاد الأميركي" بعيدًا عن السياسة؟

في النهاية، الذي يحدد المشهد ليست معدلات الفائدة فقط، لكن أيضًا "درجة سخونة" العلاقة بين جيروم باول والبيت الأبيض، وقدرة الفيدرالي على غثبات أنه لايزال لديه الكلمة العليا في إدارة السياسة النقدية.

توقعات بزيادة تضخم أسعار المستهلك في أغسطس وسط ترقب خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي

قبل قرار الفيدرالي، كيف يؤثر خفض أسعار الفائدة على حسابات التوفير والقروض؟

متى يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض الفائدة؟.. الخبراء يجيبون : CNN الاقتصادية — **مجلس الاحتياطي الفيدرالي يستعد لخفض الفائدة**

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــن

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.