السبت، 13 سبتمبر 2025

07:25 م

إسبانيا بين المطرقة والسندان، هل تنجح مدريد في موازنة علاقتها بين واشنطن وبكين؟

السبت، 13 سبتمبر 2025 03:00 م

إسبانيا

إسبانيا

ميرنا البكري

وجدت إسبانيا فجأة نفسها في مركز صراع سياسي واقتصادي كبير بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، من جانب، تسعى مدريد لإصلاح علاقتها مع إدارة ترامب بعد التوتر بسبب إسرائيل وحلف الناتو، ومن جانب آخر، وجدت فرصة لتقترب من الصين والاتحاد الأوروبي، فهذه التحركات ليس مجرد سياسة، بل قرارات اقتصادية تؤثر على مستقبل التجارة والاستثمار ومكانة إسبانيا في أوروبا.

Visa for Spain from USA: A Comprehensive Guide for US Citizens
العلاقة بين أمريكا وإسبانيا تشهد توتر استراتيجي

 أمريكا وإسبانيا، توتر استراتيجي له ثمن اقتصادي

تعتقد واشنطن أن قرارات بيدرو سانشيز بخصوص منع السفن والطائرات التي تحمل سلاح لإسرائيل “مقلقة للغاية”، وهذا طبيعي؛ لأن أمريكا تعتمد منذ أكثر من 70 سنة على قواعد مثل مورون وروتا في جنوب إسبانيا كجزء من استراتيجيتها العسكرية.

كما بدأ ترامب يلوح بفرض رسوم جمركية على إسبانيا بعد رفضها رفع الإنفاق العسكري لـ 5% من الناتج المحلي، وإذا تم فرض هذه الرسوم ستؤثر بشكل مباشر على صادرات إسبانيا لأمريكا، خاصةً في قطاعات مثل السيارات، الأزياء، والمنتجات الزراعية.

كما تسعى إسبانيا للحفاظ على وجود أمريكا العسكري الذي يضمن لها نفوذ داخل الناتو، وفي نفس الوقت تحاول عدم الظهور بأنها تتبنى سياسات واشنطن بالكامل.

 الصين، البديل الذي يكسب أرض

في المقابل، زار سانشيز الصين 3 مرات في الفترة الأخيرة. وهذه ليست مجرد زيارات بروتوكولية، لكن لها أهداف اقتصادية واضحة:-

1.غيرت إسبانيا موقفها في الاتحاد الأوروبي من مؤيد للرسوم الجمركية على السيارات الصينية لممتنع عن التصويت، مما يعني أن مدريد ترسل إشارة للصين: "من الممكن أن نكون وسطاء ونربح من تجارتكم في أوروبا".

2.ترى الصين في إسبانيا بوابة للأسواق الأوروبية، مما قد يجعل مدريد تكسب استثمارات في التكنولوجيا، البنية التحتية، والطاقة النظيفة.

 إسبانيا كوسيط، فرصة أم مخاطرة؟

تقدم استضافة مدريد لمحادثات بين أمريكا والصين أفضلية استراتيجية لإسبانيا، حيث ستظهر كوسيط أوروبي قادر على الموازنة بين واشنطن وبكين، مما يجعلها تكسب دور سياسي أكبر داخل الاتحاد الأوروبي.

واقتصاديًا، وجودها كجسر يفتح باب لمزيد من الاستثمارات الصينية، وفي نفس الوقت يحميها من عقوبات أمريكية قوية، لكن في نفس الوقت، اللعب في هذه المساحة خطر، وأي خطوة خطأ قد تجعلها تخسر طرف وتضعف نفوذها.

 النتائج الاقتصادية المتوقعة لإسبانيا

1. ضغط على الصادرات:- إذا فرضت أمريكا رسوم، فقطاعات مثل السيارات (سيات، فولكس فاجن)، زيت الزيتون، والنبيذ الإسباني ستتأثر بشدة.

2. فرص مع الصين:- فقد يفتح تخفيف موقفها من الرسوم على السيارات الكهربائية، الباب لمصانع صينية في إسبانيا و فرص عمل واستثمارات.

3. مكاسب داخل الاتحاد الأوروبي:- قد تظهر إسبانيا أن لديها قدرة على لعب دور “موازن” في النزاعات التجارية، مما قد يقوي نفوذها أمام ألمانيا وفرنسا.

4. الاقتصاد المحلي:- فأي استثمارات صينية أو تسهيلات أمريكية في المفاوضات المقبلة ستساعد مدريد في خفض البطالة وتحسين ميزان المدفوعات.

اقرأ أيضًا:

ترامب يهدد إسبانيا جمركيًا, ما القصة؟

إسبانيا تخسر 300 ألف هكتار بحرائق الغابات وتطلق خطة مناخية أوروبية

شي: الصين تعتزم تطوير شراكة استراتيجية شاملة مع إسبانيا تتمتع بتركيز  استراتيجي أقوى وحيوية تنموية أكبر
شراكة استراتيجية بين أإسبانيا والصين

ختامًا، تقف إسبانيا الآن على خط رفيع للغاية بين أمريكا والصين، وإذا تصرفت بذكاء قد تتحول لوسيط دولي مهم، وتكسب استثمارات صينية، وتحافظ على تحالفها مع أمريكا،  ولكن إذا تسرعتقد تتعرض لضغوط اقتصادية من واشنطن وخسارة ثقة بروكسل.

هذه المعادلة ستحدد مستقبل إسبانيا الاقتصادي والسياسي خلال السنوات المقبلة، هل ستكون مجرد تابع للاتحاد الأوروبي، أم لاعب مستقل قادر على فرض نفسه في اللعبة الدولية؟

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search