السبت، 06 سبتمبر 2025

02:15 ص

بوتين وشي يتحدثان عن الخلود.. هل نعيش في عصر "اقتصاد إطالة العمر"؟ (فيديو)

الجمعة، 05 سبتمبر 2025 02:06 م

بوتين وشي جين بينج

بوتين وشي جين بينج

في لحظة عفوية التقطتها الميكروفونات المفتوحة خلال عرض عسكري صيني، دار حديث جانبي مثير للدهشة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وشي جين بينج. 

لم يتطرق النقاش إلى القضايا السياسية المعتادة، بل إلى موضوع غير متوقع.. العمر والخلود.

بوتين وشي جين بينج

بدأ شي الحوار مازحًا بقوله: "في السبعين ما زلت طفلًا"، ليرد عليه بوتين بأن التقدم في زراعة الأعضاء قد يجعل المرء أصغر سنًا، بل وقد يحقق له الخلود. 

واختتم شي هذه المحادثة بتوقع أن يتمكن البشر من العيش حتى 150 عامًا، وهو ما يعكس نظرة أعمق لمستقبل الاقتصاد العالمي، الذي يتشكل خلف الكواليس العلمية. 

اقتصاد الخلود.. من خيال علمي إلى صناعة بمليارات الدولارات

ما تحدث عنه الرئيسان ليس جديدًا كليًا على الساحة العلمية، ولكن الجديد هو أن قادة دول عظمى بدأوا يتحدثون عن هذه المفاهيم كجزء من مستقبل السياسة والاقتصاد العالمي. 

نحن أمام ميلاد ما بات يعرف باقتصاد الخلود أو اقتصاد إطالة العمر وهو مجال يجمع بين الطب التجديدي، والتكنولوجيا الحيوية، والذكاء الاصطناعي، والهندسة الوراثية.

بحسب مؤسسة NBScience البريطانية، فإن التقدم في زراعة الأعضاء الذاتية وهي تقنية تستخدم الخلايا الجذعية الخاصة بالمريض لتكوين أعضاء جديدة يمكن أن يطيل عمر الإنسان نظريًا حتى 150 عامًا، بل قد يمهد الطريق نحو القضاء على أمراض الشيخوخة المزمنة مثل فشل القلب والكلى.

تكوين أعضاء جديدة

مليارات في الطريق.. لماذا تتسابق الدول على الاستثمار في إطالة العمر؟

الأمر لا يقتصر على حلم العيش طويلًا، بل على إدراك أن هناك ثروات ضخمة يمكن تحقيقها من صناعة الصحة المتقدمة، الأرقام مذهلة وتشير تقارير اقتصادية إلى أن سوق تقنيات إطالة العمر قد يتجاوز 4 تريليونات دولار خلال العقدين القادمين.

بدأت دول بالفعل مثل الصين والولايات المتحدة وسويسرا واليابان في توجيه استثمارات ضخمة إلى هذا القطاع، الصين، تحديدًا، تدمج هذه التوجهات في رؤيتها الاستراتيجية صحة 2030، حيث تسعى إلى أن تصبح مركزًا عالميًا في الطب الشخصي، والعلاج بالخلايا، والذكاء الاصطناعي الطبي.

 

اقرأ أيضًا:

جوجل تطلق AlphaGenome، الذكاء الاصطناعي يفك شفرة الجينات ويكشف أسرار الأمراض

من زراعة الكلى إلى زراعة الحياة.. جراحات تغير مستقبل البشر

الخلايا الجذعية هي كلمة السر في هذا التحول الجذري، هذه الخلايا القادرة على التحول إلى أي نوع من خلايا الجسم، باتت اليوم أداة واعدة لتجديد الأنسجة والأعضاء. 

ومع تطور تكنولوجيا الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد، أصبح بالإمكان نظريًا طباعة قلب جديد من خلايا المريض نفسه، مما يجنب الجسم رفض العضو المزروع.

التطبيقات لا تتوقف عند زراعة الأعضاء فقط، بل تمتد إلى إبطاء الشيخوخة، وتحسين وظائف الدماغ، بل وحتى الحفاظ على القدرات الإنجابية لفترات أطول، وهو ما يعني أن البشرية مقبلة على ثورة بيولوجية ستغير شكل المجتمع والاقتصاد والسياسة.

إطالة العمر

أزمة جديدة في الأفق.. هل يتحمل الاقتصاد العالمي المعمرين الجدد؟

رغم أن فكرة الحياة الطويلة قد تبدو مغرية، إلا أنها تطرح أسئلة اقتصادية واجتماعية معقدة، على سبيل المثال:

  • كيف ستتأثر أنظمة التقاعد إذا عاش الإنسان حتى 120 أو 150 عامًا؟
  • هل يمكن توفير خدمات صحية مستدامة لمجتمعات يزداد فيها عدد كبار السن؟
  • ماذا عن سوق العمل؟ هل سيُتاح للناس العمل حتى عمر الـ100؟ وهل ستكون هناك فرص كافية للشباب؟

القلق الأكبر يكمن في احتمالية تفاقم الفجوة الطبقية، إذ من المرجح أن تكون هذه التقنيات باهظة الثمن في بدايتها، مما يجعل الخلود امتيازًا للأثرياء فقط، وينتج شكلًا جديدًا من التمييز البيولوجي.

 

اقرأ أيضًا:

العالم يتغير ديموغرافيًا، الاقتصاد يتأرجح بين تراجع الشباب والاتجاه نحو الشيخوخة

الصين وروسيا في سباق التفوق البيولوجي.. ليس فقط اقتصادًا بل قوة ناعمة جديدة

حديث بوتين وشي لا يمكن فصله عن السياق الجيوسياسي الأوسع، فالزعيمان يدركان أن السباق القادم بين الدول لن يكون فقط على الأرض أو في الفضاء، بل في المختبرات. 

من يسيطر على تقنيات إطالة العمر سيكون لديه سلاح جديد من القوة الناعمة، قادر على جذب الاستثمارات، وتحقيق الاستقرار المجتمعي، وإعادة تعريف مفاهيم التنمية والتقدم.

وفي حين تنشغل دول كثيرة بقضايا يومية أو أزمات سياسية داخلية، تتحرك الصين وروسيا بهدوء في ملف لا يقل أهمية عن الطاقة أو الذكاء الاصطناعي.. الصحة كقوة استراتيجية.

تعديل الجينات

هل نحن مستعدون لعالم يعيش فيه البشر 150 عامًا؟

ما كان يبدو خيالًا علميًا في روايات أفلام الخيال العلمي بات اليوم موضوعًا لنقاشات الرؤساء، التقدم في زراعة الأعضاء والخلايا الجذعية والتكنولوجيا الحيوية يغير فعليًا ملامح الحياة البشرية، وسيدفع البشرية إلى إعادة التفكير في كل شيء، من التعليم إلى سوق العمل، ومن العلاقات الاجتماعية إلى السياسات الاقتصادية.

لكن الأهم من كل هذا، هل نحن كمجتمعات، واقتصادات، وقوانين، مستعدون لعالم يطول فيه العمر إلى ما بعد المئة بخمسين عامًا؟ السؤال مطروح، والإجابة ستتضح خلال العقود القليلة القادمة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search