الفجوة بين التصدير واحتياجات السوق المحلي، لماذا نصدر الأسمدة ويعاني الفلاح؟

الإثنين، 01 سبتمبر 2025 03:12 م

المصانع

تطرح أزمة صناعة الأسمدة في مصر بين التصدير للخارج واحتياجات الداخل، تساؤلات جوهرية حول الجدوى الاقتصادية للخيارين، فهل هي مجرد صناعة اقتصادية تهدف لتحقيق عوائد مالية وتصديرية، أم جزء أصيل من الأمن القومي الزراعي والغذائي؟ كما تطرح تساؤلات حول مستقبل مصانع الأسمدة المتوقفة، هل الأفضل تطويرها بشكل تدريجي مثل"شركة الدلتا للأسمدة"، أم بناء مصانع جديدة بتكنولوجيا حديثة؟

الأسمدة والأمن القومي الزراعي

قال الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن صناعة الأسمدة قطاع حيوي توليه الدولة اهتمامًا كبيرًا، نظرًا لكون السماد عنصرًا رئيسيًا في العملية الإنتاجية، موضحاً أن الدولة المصرية تستلم 55% من إنتاج المصانع لتوزيعه على المزارعين، مقابل حصول هذه الشركات على الغاز الطبيعي بسعر مدعوم.

تواصل الدولة توفير الأسمدة المدعمة لمحاصيل استراتيجية

وأشار في تصريحات لـ"إيجي إن" إلى أن الأزمة الروسية -الأوكرانية وما تبعها من ارتفاع أسعار الغاز وهو المكون الأساسي في صناعة الأسمدة، أدت إلى زيادة أسعار الأسمدة في السوق الحر، في حين تواصل الدولة توفير الأسمدة المدعمة لمحاصيل استراتيجية مثل القمح، إلا أن كثيرًا من المزارعين يلجأون إلى السوق الحر وشراء الأسمدة بأسعار مرتفعة لتغطية احتياجاتهم في أوقات الاختناقات.

وأضاف: "إذا كان توقف المصانع مؤقتًا فقد حدث هذا من قبل و تم تداركه، لكن إذا طال التوقف فإن تأثيره على الزراعة سيكون مؤكدًا".

تسعير الغاز الطبيعي هو العقبة الأكبر

وحول الاستثمارات الأجنبية، قال أستاذ الاقتصاد الزراعي إن الدولة تشجع المستثمرين من خلال قوانين الاستثمار ونظام"الشباك الواحد"، غير أن تسعير الغاز الطبيعي يمثل العقبة الأكبر أمام تنافسية الصناعة.

وأوضح أن مصر تصدر الأسمدة للحصول على العملة الصعبة، بينما تحدث اختناقات أحيانًا في التوزيع المحلي، لافتًا إلى أن مصر تستورد فقط الأسمدة البوتاسية بكميات محدودة.

تأثير توقف المصانع على الإنتاجية الزراعية

من جانبه، أكد الدكتور أيمن العش، مدير معهد المحاصيل السكرية بوزارة الزراعة، أن الزراعة تمثل الأمن القومي للدولة، وأن الأسمدة المعدنية تعد من أهم مدخلاتها الأساسية، موضحاً أن توقف المصانع عن الإنتاج يقلل الكميات المتاحة، ما يؤثر سلبًا على إنتاجية الفدان، ودخل المزارع، و الناتج القومي، ما يستدعي تفضيل توجيه الإنتاج للمزارع المصري.

تطوير المصانع االقديمة أم بناء جديدة؟

ويري الدكتور أسامة مصطفي، خبير تكنولوجيا المعلومات، أن الخيار الأمثل هو تطوير المصانع القديمة تدريجيًا باستخدام التكنولوجيا الحديثة، إلا إذا كانت طبيعة الموقع الجغرافي أو ارتفاع تكلفة التطوير تجعل بناء مصانع جديدة أكثر جدوى، وأكد أن الأمر يتطلب دراسات جدوى دقيقة لتحديد القرار الأفضل.

صناعة استراتيجية تدعم الامن الغذائي والاقتصاد

من جهته، أوضح الدكتور على إبراهيم، أستاذ بمركز البحوث الزراعية، أن صناعة الأسمدة تمثل صناعة استراتيجية مرتبطة بالامن الغذائي، إذا يعتمد القطاع الزراعي يشكل رئيسي على الأسمدة الكيماوية و العضوية لزيادة الإنتاجية وتحسين جودة المحاصيل، ومع الزيادة السكانية المتنامية، أصبح لتلك الصناعة دور محوري في دعم الاكتفاء الذاتي، وتعزيز النمو الاقتصادي من خلال التصدير وتقليل فاتورة الاستيراد.

أهمية صناعة الأسمدة في مصر

وقال “إبراهيم” إن دعم الزراعة والإنتاج الغذائي يرفع إنتاجية المحاصيل، تحسين جودة المنتجات، والمساهمة في استصلاح الأراضي الصحراوية مثل مشروع غرب المنيا و الدلتا الجديدة.

ومن ناحية البعد الاقتصادي، توفير عملة صعبة عبر التصدير، خلق فرص عمل مباشرة و غير مباشرة، تقليل الاعتماد على الاستيراد، والبعد الاستراتيجي متمثلًا في تعزيز الأمن الغذائي الوطني ودعم مشروعات التوسع الزراعي.

وتعد مصر من أكبر منتجي الأسمدة النيتروجينية و الفوسفاتية في الشرق الأوسط، وتضم مصانع كبرى مثل أبوقير، موبكو، كيما، حلوان، ومجمع العين السخنة، و تبلغ الطاقة الإنتاجية تتجاوز 21 مليون طن سنويًا، يخصص جزء منها للسوق المحلي والباقي للتصدير.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.