العلاقات المصرية الصينية، 17 مليار دولار تبادل تجاري وفرص استثمارية متنامية

الأحد، 31 أغسطس 2025 05:56 م

مصر والصين

انطلقت اليوم الأحد 31 أغسطس 2025، في مدينة تيانجين الصينية أعمال قمة "منظمة شنغهاي للتعاون بلس"، بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة، في أكبر تجمع منذ تأسيس المنظمة عام 2001.

وتأتي القمة في مرحلة دقيقة من التحولات الجيوسياسية العالمية، تسعى فيه الصين إلى ترسيخ موقعها كقوة صاعدة تقود الجنوب العالمي، فيما ترى روسيا فيها فرصة لإثبات حضورها الدولي رغم العقوبات الغربية، وفقًا لوكالة «فرانس برس».

وتعرف المنظمة، التي توصف بأنها "ناتو الشرق"، كتلة أمنية واقتصادية أسستها الصين وروسيا ودول آسيا الوسطى، وتوسعت لاحقًا لتضم 9 دول أعضاء، إضافة إلى مجموعة من الدول المراقبة وشركاء الحوار مثل مصر والسعودية والإمارات وتركيا، بهدف تعزيز التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والأمن والطاقة والتعليم والثقافة.

مشاركة مصر في قمة شنغهاي

يمثل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، مصر في القمة، حيث يلقي كلمة رسمية ضمن جلسات القمة التي تعقد تحت عنوان "تنفيذ التعددية، وضمان الأمن الإقليمي، وتعزيز التنمية المستدامة".

كما يتضمن برنامج زيارته لقاءات رفيعة المستوى مع مسؤولين صينيين ورؤساء كبريات الشركات، ما يفتح المجال لمناقشة فرص استثمارية جديدة وتعزيز التعاون بين القاهرة وبكين.

العلاقات الاقتصادية المصرية الصينية

تكتسب العلاقات الاقتصادية المصرية الصينية أهمية متزايدة، حيث أصبحت بكين شريكًا استراتيجيًا للقاهرة في مجالات الاستثمار والتجارة والبنية التحتية.

حجم التبادل التجاري بين مصر والصين

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 17 مليار دولار خلال 2024، وفقًا لتصريحات سابقة للمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية.

وأوضح الوزير، أن مصر تستضيف أكثر من 3050 شركة صينية بإجمالي استثمارات مباشرة 1.2 مليار دولار حتى نهاية فبراير 2025، مع خطط حكومية لرفع ترتيب الصين بين أكبر المستثمرين في مصر إلى قائمة الخمسة الأوائل.

كما تتصدر الصين قائمة الشركاء التجاريين لمصر خلال الربع الأول من 2025 بإجمالي تبادل تجاري بلغ 3.9 مليارات دولار. وفقًا لتقرير صدر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء.

ووافقت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة على تأسيس 40 شركة صينية جديدة خلال النصف الأول من العام الجاري، بإجمالي استثمارات يقارب المليار دولار، وفقًا لـ إيكونومي بلس.

وتشمل هذه الاستثمارات قطاعات متعددة أبرزها الملابس الجاهزة، الصناعات المغذية للسيارات، توطين إكسسوارات الهواتف المحمولة، إلى جانب مصانع الأجهزة المنزلية والكهربائية.

الاستثمارات الصينية في مصر

تركز الاستثمارات الصينية في عدة مواقع استراتيجية مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، العاصمة الإدارية الجديدة، القاهرة، والعلمين، وتشمل قطاعات حيوية مثل الطاقة، الصناعة، التكنولوجيا، وصناعة الملابس الجاهزة، وغيرها.

وفي المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، تشكل الاستثمارات الصينية نحو 40% من إجمالي الاستثمارات في المنطقة.

وفي يوليو 2025، تم توقيع 3 مشروعات جديدة في صناعة النسيج والملابس الجاهزة باستثمارات إجمالية 52.6 مليون دولار، شملت:

المشروع الأول مصنع متكامل للنسيج مع شركة "تشانغتشو إيست نوه" داخل منطقة القنطرة غرب الصناعية باستثماات تبلغ 20 مليون دولار.
المشروع الثاني مصنع للمنسوجات الفاخرة والمنسوجات المنزلية مع شركة "تشانغتشو جولدن سبرينج" الصينية، باستثمارات بلغت 24 مليون دولار.
المشروع الثالث مصنع للملابس الجاهزة مع شركة "جيانجسو سينيتى"، باستثمارات بلغت 8.6 مليون دولار.

كما تم توقيع اتفاقية بين شركة السويدي للتنمية الصناعية وشركة كينجدوم هولدينجز الصينية، لإنشاء مصنع للغزل ومنطقة حرة خاصة، على مساحة 50 ألف متر مربع في مدينة “إندستريا السادات” استثمار بـ 60 مليون دولار.

وفي العاصمة الإدارية الجديدة، سلمت شركة CSCEC الصينية مشروع منطقة الأعمال المركزية بتكلفة 3.8 مليار دولار، تشمل بناء 20 برجًا.

التعاون التكنولوجي والتنمية الصناعية

عززت مصر والصين شراكتهما التكنولوجية في نهاية 2024 عبر عدة اتفاقيات، أبرزها:

اتفاقية مع شركة FiberHome الدولية لإنشاء مصنع لإنتاج كابلات الألياف الضوئية، مركز للبحث والتطوير، ومركز تدريب لتأهيل 50 مهندسًا و500 فني سنويًا.
اتفاقية مع هواوي مصر لتوسيع العمليات وإطلاق مركز تطوير للبرمجيات والحوسبة السحابية، مع تدريب المطورين وبناء نظام بيئي محلي.
اتفاقية شركة ZTE العالمية من أجل تصنيع محطات الشبكات الثابتة ومنتجات توزيع الشبكة الضوئية محليًا.
اتفاقية تعاون مع شركة Hengtong العالمية لإنشاء مصنع ثاني بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بمساحة 40 ألف متر مربع، باستثمارات 15 مليون دولار، لإنتاج 3 ملايين كيلومتر من كابلات الألياف الضوئية سنويًا، مع تصدير 40% من الإنتاج لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.

مدينة تيدا الصناعية.. مركز الاستثمارات الصينية في مصر

وتعد مدينة تيدا الصناعية نموذجًا لمحاكاة نجاح مدينة تيانجين الصينية، حيث استقطبت أكثر من 200 شركة واستثمارات بقيمة 3 مليارات دولار، مع تشغيل أكثر من 10 آلاف عامل، وفقًا لتصريحات رئيس مجلس الإدارة تشو دي فو على هامش قمة شنغهاي.

وأعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، في اجتماع مع الشركة على هامش القمة، عن تخصيص منطقة إضافية لتطوير المدينة وتعزيز جاذبيتها الاستثمارية، خاصة في قطاعات السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة وتحلية المياه.

الأبعاد السياسية والاستراتيجية لمشاركة مصر في القمة

يبرز حضور مصر في قمة شنغهاي كدلالة استراتيجية على دور مصر كلاعب إقليمي يسعى لتحقيق توازن دولي جديد بعيدًا عن الاستقطاب التقليدي.

ويمثل انضمام مصر كشريك في الحوار بالمنظمة عام 2022 تتويجًا لجهود بدأت منذ 2015 لتوسيع تحالفاتها الدولية وتعزيز حضورها في النظام العالمي الجديد.، بحسب الدكتور عبدالمنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية.

وأكد السيد، أن مشاركة مصر تؤكد على أهمية التكامل الاقتصادي والتجاري مع مبادرة "الحزام والطريق"، ودور قناة السويس كمحور عالمي، بالإضافة إلى المجالات الأمنية، مكافحة الإرهاب، التحول الرقمي، التكنولوجيا المتقدمة، والثقافة والفضاء عبر مشروعات مشتركة مع الصين.

تعزيز العلاقات الدولية بين مصر والصين

تمثل مشاركة مصر في قمة "منظمة شنغهاي للتعاون بلس" خطوة استراتيجية هامة، تؤكد مدى حرص الحكومة على تعزيز علاقاتها الدولية وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي مع الصين.

وتشير المشاريع الاستثمارية والتكنولوجية المشتركة، إلى فرص حقيقية لتعظيم الاستفادة من التدفقات الاستثمارية، نقل الخبرات والتكنولوجيا، ودعم النمو المحلي.

كما يعكس الحضور المصري في القمة الدور الإقليمي لمصر ومكانتها كلاعب مؤثر في صياغة توازنات النظام العالمي الجديد، مع التركيز على التنمية المستدامة وتعزيز الأمن الإقليمي.

اقرأ أيضًا:

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.