ماذا يعني تعديل وزارة المالية لآلية مساهمة الشركات في التأمين الصحي؟.. خبير يجيب

الجمعة، 29 أغسطس 2025 02:23 ص

وزارة المالية

تعمل وزارة المالية خلال الفترة الحالية، على تعديل آلية مساهمة الشركات في منظومة التأمين الصحي الشامل، لتحويلها من نسبة على صافي الإيرادات، إلى نسبة على صافي الأرباح، وذلك تيسيرًا على الشركات، وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد فؤاد، خبير اقتصادي، إن التعديل الذي تعمل عليه وزارة المالية في طريقة احتساب المساهمة التكافلية ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل، يُعتبر تحول مهم في فلسفة الضريبة.

وأوضح “فؤاد” خلال تصريحات خاصة لموقع "إيجي إن"، أنه بدلًا من أن تُحصَّل النسبة على صافي الإيرادات بصرف النظر عن النتيجة المالية للشركة، أصبح الاتجاه الآن لتحصيلها من صافي الربح بنسبة تتراوح بين 3% و5%، مضيفًا أن هذا التغيير يبدّل جذريًا من طبيعة العبء الضريبي الواقع على الشركات، ويخلق نوعًا من إعادة التوزيع بين الكيانات الكبيرة والصغيرة.

التأثير ملحوظ على الشركات الكبيرة ذات الأرباح الضخمة

وأشار إلى أنه بالنسبة للشركات الكبيرة، والتي تحقق أرباحًا ضخمة وهوامش عالية، فإن أثر التعديل سيكون ملحوظًا وربما مثقلًا، فحين كانت المساهمة تُحسب على الإيرادات، كانت تظل نسبة محدودة يمكن استيعابها ضمن التكلفة التشغيلية، حتى لو ارتفعت المبيعات بشكل كبير.

وتابع أنه بعد التعديل، ستجد هذه الشركات نفسها مطالبة بدفع نسبة معتبرة من صافي أرباحها، وهو ما قد يرفع معدل الضريبة الفعلي عليها بشكل يقترب من الضرائب التصاعدية غير المعلنة، وبالتالي، ورغم أن هذه الشركات لديها القدرة المالية الأكبر على الدفع، فإن العبء الجديد قد يُنظر إليه باعتباره خصمًا مباشرًا من فوائضها الاستثمارية أو أرباح مساهميها.

وعلى الجانب الآخر، فإن الشركات الصغيرة والمتوسطة، ستكون المستفيد الأكبر من هذه الصيغة الجديدة، فهذه الشركات غالبًا ما تعمل بهوامش محدودة، وبعضها يحقق أرباحًا ضئيلة، لا تتناسب مع حجم إيراداته، ولفت إلى أنه في النظام السابق، كانت الشركة تتحمل عبئًا ثابتًا مرتبطًا بحجم المبيعات، حتى لو كانت في وضع مالي صعب، أو في حالة خسارة تشغيلية.

وأشار إلى أنه الآن ومع ربط المساهمة بالأرباح، لن تدفع الشركة الصغيرة، إلا بقدر ما حققت فعلًا من ربح، ما يوفر لها حماية من الاستنزاف المالي ويمنحها فرصة أكبر للاستمرار والنمو، لكن هذا التغيير، رغم ما يحمله من عدالة ضريبية أكبر، لا يخلو من تحديات.

وأوضح أنه من ناحية الدولة، فإن الإيرادات التي كانت شبه مستقرة في ظل قاعدة الإيرادات، ستصبح أكثر تقلبًا وتذبذبًا لأنها ستعتمد على نتائج الأعمال التي قد تتأثر بدورات اقتصادية أو بظروف السوق، مشيرًا إلى إن ربط المساهمة بالأرباح، يفتح بابًا أوسع للممارسات المحاسبية التي قد تقلل الربح المعلن بغرض تخفيض المساهمة، وهو ما يتطلب تشديد الرقابة الضريبية والمالية.

وأكد أن التحول من إيرادات إلى أرباح في حساب المساهمة التكافلية، يجعل المنظومة أكثر عدالة وملاءمة للشركات الصغيرة، لكنه يزيد الضغط على الشركات الكبيرة، ويخلق عبئًا إضافيًا على الدولة في ما يتعلق بالرقابة وضمان استقرار التدفقات المالية لصندوق التأمين الصحي.

كيفية تحصيل نسبة المساهمة؟

وأشارت الوزارة، إلى أنها لن يتم تحصيلها منفصلة، بل ضمن الضريبة الإضافية الموحدة على صافي الربح التي ستدفعها الشركات مع الإقرارات الضريبية السنوية، لتكون بنسبة تتراوح من 3% إلى 5%، على أن تتولى وزارة المالية توزيع عوائد هذه الرسوم على الجهات المعنية، وفقًا لانتربرايز مصر.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.