الروبوتات الصناعية تقود الثورة الإنتاجية وتغيّر سوق العمل

الأربعاء، 27 أغسطس 2025 03:20 م

الروبوتات الصناعية

محمد السيد

يشهد العالم طفرة غير مسبوقة في صناعة الروبوتات، حيث أصبحت هذه التقنيات ركيزة أساسية في المصانع الحديثة، تقارير الاتحاد الدولي للروبوتات (IFR)، أوضحت أن عدد الروبوتات الصناعية قفز إلى أكثر من 3.5 مليون وحدة عاملة في 2024، بزيادة 13% عن العام السابق، مع توقعات بتجاوز قيمة السوق 50 مليار دولار بحلول 2030، شركات رائدة مثل "ABB" السويسرية و"Fanuc" اليابانية و"KUKA" الألمانية تستثمر بقوة في تطوير أذرع آلية أكثر دقة وسرعة، قادرة على إنجاز مهام اللحام والتجميع والنقل بمعدل إنتاجية يفوق العامل البشري بنسبة تصل إلى 40%.

تقلصت بعض الوظائف اليدوية التقليدية

هذا التوسع له انعكاسات مباشرة على سوق العمل، حيث تقلصت بعض الوظائف اليدوية التقليدية، بينما ظهرت فرص جديدة تتطلب مهارات عالية في البرمجة والصيانة وإدارة الأنظمة الذكية، ودراسة لمعهد ماكينزي أكدت أن 14% من الوظائف الحالية معرضة للاستبدال بالروبوتات بحلول 2030، لكن في المقابل ستنشأ وظائف جديدة في مجالات مثل تصميم الأنظمة والتحليل البياني، مما يغير ملامح القوى العاملة العالمية، وهذه التغيرات تدفع الحكومات والمؤسسات التعليمية لإطلاق برامج تدريب متقدمة لإعداد جيل جديد قادر على التعامل مع هذه التكنولوجيا.

تحسين إدارة المستودعات والتوصيل

تطبيقات الروبوتات في الخدمات اللوجستية وخدمات العملاء، على سبيل المثال، استثمرت "أمازون" أكثر من 10 مليارات دولار في الروبوتات الذكية لتحسين إدارة المستودعات والتوصيل، حيث تعمل أكثر من 750 ألف وحدة روبوتية في مراكزها حول العالم، كذلك دخلت الروبوتات عالم خدمة العملاء، إذ تطور شركات مثل "SoftBank Robotics" روبوتات محادثة مثل "Pepper" التي تتفاعل مع العملاء في البنوك والمطارات، مما ساهم في رفع كفاءة الخدمات وتقليل أوقات الانتظار بنسبة تصل إلى 25%.

الروبوتات أهم محركات الاقتصاد الصناعي

التحديات لا تزال قائمة، مثل ارتفاع تكلفة التطوير والحاجة إلى سياسات عمل واضحة، ولكن مع توجه الأسواق نحو الأتمتة، يُتوقع أن تمثل الروبوتات الصناعية 30% من عمليات التصنيع في بعض الدول المتقدمة بحلول 2035، وهذا التحول يعني أن الشركات التي تتبنى التكنولوجيا مبكراً ستتمتع بميزة تنافسية واضحة، مما يجعل الروبوتات أحد أهم محركات الاقتصاد الصناعي في العقد المقبل.