الإثنين، 01 سبتمبر 2025

09:46 م

مستشار وزير السياحة السابق: المتحف الكبير بوابة مصر لعصر الرقمنة ونحتاج لمنصة وطنية لحجز الفنادق

الجمعة، 29 أغسطس 2025 06:18 م

الدكتور خالد شريف مساعد وزير الاتصالات الأسبق

الدكتور خالد شريف مساعد وزير الاتصالات الأسبق

حوار محمد السيد- تصوير فاطمة وحيد

المتحف المصري الكبير أيقونة التاريخ والتكنولوجيا عصب السياحة العالمية

لا غنى عن الأمن السيبراني والتقنيات الذكية لمستقبل السياحة والاتصالات

مصر بحاجة لمنصة وطنية و110 موقعًا أثريًا في مصر تعتمد النظم الرقمية

مشروع إدخال الإنترنت إلى كافة المواقع الأثرية توقف لعدة أسباب

البنية التحتية الرقمية في مصر.. طفرة غير مسبوقة

تناغم الحكومة والقطاع الخاص سر نجاح الاتصالات 

بخطوات سريعة، تتجه مصر نحو ثورة سياحية ورقمية غير مسبوقة، المتحف المصري الكبير لا يكتفي بكونه أعظم صرح لحضارة واحدة في العالم، بل يتحول إلى أيقونة تجمع بين عبق التاريخ وأحدث تقنيات المستقبل، من الواقع الافتراضي إلى الذكاء الاصطناعي، باعتباره أكبر صرح مخصص لحضارة واحدة، بل لأنه يجمع بين التاريخ العريق والتقنيات الحديثة التي تهدف إلى تقديم تجربة استثنائية للزوار.

«إيجي إن» فتحت الملف مع الدكتور خالد شريف، مساعد وزير الاتصالات الأسبق ومستشار وزير السياحة السابق، للكشف عن أسرار هذا التحول ودور التكنولوجيا في صناعة مستقبل مصر، إلى جانب التقنيات المستخدمة داخل المتحف وسبل الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، ووضع البنية التحتية الرقمية في مصر، وغيرها في حوار لم يخل من تفاصيل هامة، وإلى نص الحوار:

 

كيف يوصف المتحف المصري الكبير وما يميزه عن غيره؟

المتحف المصري أكبر صرح على مستوى العالم مخصص للآثار المصرية القديمة، نفخر به جميعًا فهو أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة، وأصبح أيقونة تجمع عبق التاريخ بأحدث تقنيات المستقبل، ويضم عددًا كبيرًا من القطع الأثرية التي لم تُعرض من قبل، خصوصًا في مجموعة توت عنخ آمون.

 

ما أبرز التقنيات المستخدمة داخل المتحف المصري الكبير؟

هناك تقنيات حديثة جدًا في جميع مجالات التشغيل داخل المتحف، سواء للزائر من حيث تقنيات خاصة بالواقع الافتراضي والواقع المعزز، أو في تأمين المتحف وإدارة أنظمة الخدمات داخله، وأكثر التطبيقات استخدامًا هي تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي، ويمكن للسائح ارتداء نظارات الواقع الافتراضي لاستكشاف المواقع الأثرية داخل المتحف، بجانب عروض خاصة لمجموعة توت عنخ آمون لإثراء التجربة السياحية.

 

هل هناك أنظمة أخرى تُسهل تجربة الزائر بالمتحف؟

هناك نظام التذاكر الإلكترونية ويعمل منذ أكثر من عامين، إذ يمكن حجز التذاكر عبر الموقع الرسمي للمتحف وصفحات التواصل الاجتماعي، التي يتم استخدامها بشكل فعال في التسويق الإلكتروني للمتحف.

 

ما وضع الذكاء الاصطناعي في المتحف المصري الكبير؟

الذكاء الاصطناعي لا يُستخدم حاليًا بشكل قوي داخل المتحف، لكن هناك مشاريع قيد التنفيذ لاستخدامه في الإدارة وحركة الزوار لتعظيم العائد من التسويق الإلكتروني للمتحف.

 

هل التكنولوجيا مقتصرة على المتحف المصري الكبير فقط؟

استخدام التكنولوجيا ليس مقتصرًا على المتحف المصري الكبير فقط بل وصل عدد من المواقع السياحية والمتاحف في مصر إلى 110 تستخدم التكنولوجيا، وجميعها تُباع فيها التذاكر إلكترونيًا عبر الموقع الرسمي.

 

ماذا عن مشروع إدخال الإنترنت إلى المواقع الأثرية؟

هناك مشروع كبير لإدخال الإنترنت إلى كافة المتاحف والمواقع الأثرية كمرحلة ثانية ضمن مبادرة مصر الرقمية، لكن للأسف توقف، وكانت فكرة إدخال الإنترنت للمواقع الأثرية الكبرى لإثراء تجربة السائح وتشغيل تطبيقات الواقع المعزز والافتراضي التي تحتاج إلى سرعة إنترنت عالية، بجانب أهداف تشغيلية مثل تأمين المكان ومتابعة حركة الزائرين.

 

من الجهة المسؤولة عن بيانات السائحين؟

وزارة السياحة ليست لها دخل بجمع أو حفظ بيانات السائحين، إذ تقع المسؤولية على وزارة الداخلية من خلال الجوازات وشرطة السياحة والآثار، والبيانات مؤمنة داخل مراكز بيانات الوزارة.

 

هل هناك خطط لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة التجمعات السياحية؟

هناك دور مهم للذكاء الاصطناعي في إدارة التجمعات لتفادي الزحام، وكان هناك مشروعًا كبيرًا من المخطط تنفيذه بمنطقة الهرم التي تعاني من الزحام خصوصًا في مدخل أبو الهول، على أن يتم تعميمه لاحقًا في الأقصر بمناطق مثل وادي الملوك ومعبد الكرنك.

 

هل تستخدم الشركات السياحية تطبيقات الواقع الممتد؟

الشركات السياحية لا تستخدم تطبيقات الواقع الممتد، ولكن شركات التكنولوجيا تنفذ مثل هذه التطبيقات، ولا توجد عوائق سوى قرار التنفيذ الخاص بالشركات السياحية في الدخول الي القطاع السياحي.

 

هل هناك تجارب ناجحة لاستخدام التقنيات الرقمية في المتاحف؟

هناك تجارب ناجحة لاستخدام الواقع المعزز بالفعل، مثل تجربتين في المتحف المصري بالتحرير ومتحف الحضارة، إذ أعيد تشكيل قطع أثرية مكسور منها أجزاء باستخدام تطبيقات متاحة، وكانت التجربة ناجحة للغاية، وكان من المتوقع استكمال المشروع في أماكن أخرى.

 

كيف يبدو مستقبل الذكاء الاصطناعي في السياحة؟

الذكاء الاصطناعي مازال في مراحله الأولى ولا يُتوقع منه الكثير حاليًا، لكنه يمتلك القدرة على التعامل بسرعة ودقة مع كم هائل من البيانات، مما يتيح توظيفه في الترويج وربط بيانات الزوار بالحملات الدعائية للأماكن السياحية.

 

ما أهمية التكنولوجيا في القطاع السياحي بشكل عام؟

التكنولوجيا هي العصب الأساسي للحركة السياحية عالميًا، والناس يتجهون بشكل متزايد لاستخدام المنصات الرقمية في حجز الطيران والفنادق وتذاكر المواقع الأثرية، ومن الضروري أن تمتلك مصر منصة وطنية لحجز الفنادق والأنشطة السياحية، بالإضافة إلى تطوير تطبيقات محلية تساعد السائح على التنقل وحجز القطارات وخدمات النقل التشاركي.

 

كيف تقيّم وضع البنية التحتية الرقمية في مصر خلال السنوات الأخيرة؟

البنية التحتية الرقمية شهدت طفرة حقيقية منذ بداية مشروع التحول الرقمي، وما نراه الآن يختلف جذريًا عمّا كان قبل خمس أو ست سنوات، جودة الخدمات تحسّنت بشكل ملحوظ رغم وجود بعض المشكلات، إلا أن الفارق كبير ويستحق الإشادة، التطوير لا يتوقف، لأن الطلب والاستخدام يتزايدان باستمرار مع انتشار التطبيقات والخدمات الرقمية، وبالتالي يتم تحديث الشبكات ورفع كفاءتها بشكل دوري لمواكبة هذا الضغط المتزايد.

 

لماذا تحتاج عمليات التطوير إلى وقت طويل رغم التقدم الواضح؟

زيادة السعة تحتاج إلى استثمارات ضخمة وبنية أساسية مثل إنشاء محطات جديدة وتوسيع الشبكات الأرضية، وهذه عمليات طبيعية تستغرق وقتها، في المقابل ينمو استخدام الإنترنت والتطبيقات بسرعة لحظية، ما يخلق ضغطًا دائمًا على الشبكات ويجعل التطوير عملية مستمرة بين الاستجابة للطلب وتوسيع القدرات.

 

ما هو الدور الذي تلعبه الحكومة والقطاع الخاص في هذا المجال؟

الحكومة تقوم بدور المنظم والمراقب، فهي تضع معايير الجودة وتحافظ على حقوق المستخدمين، بينما يقوم القطاع الخاص بالتنفيذ والاستثمار في البنية التحتية، وهذا التناغم بين الجانبين هو سببًا رئيسيًا فيما نراه من تطور حالي.

 

كيف انعكس التحول الرقمي على الخدمات الحكومية؟

مصر حققت تقدمًا كبيرًا في رقمنة الخدمات وربطها بمنصة موحدة، قبل أربع أو خمس سنوات كانت الخدمات الرقمية محدودة، أما الآن فأصبحت متاحة بشكل واسع، مثل خدمات الأحوال المدنية والمرور والتموين والعدل وحتى الخدمات الصحية مثل التأمين الصحي في بورسعيد كنموذج رائد، ومنصة "مصر الرقمية" تضم عشرات الخدمات، وهناك المزيد من المبادرات قيد الإطلاق.

 

ما التحديات التي تواجه مصر في خدمات الاتصالات اللاسلكية؟

المشكلة الرئيسية تكمن في الطيف الترددي، الجيل الخامس يحتاج أضعاف ما كان متاحًا للجيل الرابع، وحتى الآن لم يتم توفير الطيف المطلوب بالكامل، لذلك نرى خدمات الجيل الخامس في مناطق محدودة وبإمكانيات محدودة، والعقبة الحقيقية أمام تقديم خدمات 5G على مستوى عالمي هي توفير السعات الترددية الكافية.

 

وماذا عن بناء الكوادر البشرية لمواكبة التطورات التكنولوجية؟

أطلقت وزارة الاتصالات مبادرات مثل "بناة مصر الرقمية" لتدريب الشباب في جميع التخصصات، إضافة إلى برنامج تدريبي ضخم في الذكاء الاصطناعي يستهدف 100 ألف متدرب، وهناك برامج متخصصة من هيئات تابعة مثل المعهد القومي للاتصالات ومعهد تكنولوجيا المعلومات وهيئة تنمية تكنولوجيا المعلومات، هذه البرامج متوافقة مع احتياجات سوق العمل، والدليل أن معظم الخريجين يجدون فرص عمل مباشرة بعد التخرج.

 

هل يمثل الذكاء الاصطناعي التوليدي أو التقنيات الجديدة تحديًا خاصًا؟

لا، فالتحدي ليس في التكنولوجيا نفسها، بل في كيفية استخدامها وتبنيها في التطبيقات العملية، لا يوجد ما يمنع من استخدام أي تكنولوجيا جديدة، المهم أن يتم توظيفها بشكل صحيح لخدمة القطاعات المختلفة.

 

ماذا عن أهمية الأمن السيبراني؟

الأمن السيبراني أصبح ضرورة لا غنى عنها، سواء للأفراد أو المؤسسات، ويجب على كل مستخدم أن يعي أهمية حماية بياناته حتى في أبسط التطبيقات، الحكومة تطبق استراتيجيات قوية لحماية البيانات في مراكزها الرسمية، لكن المشكلة تظهر لدى الأفراد والشركات الصغيرة التي لا تستخدم برامج حماية متقدمة، ورغم ارتفاع أسعار بعض هذه البرامج، إلا أن تكلفة الخسارة في حالة الاختراق أكبر بكثير من تكلفة الحماية.

 

هل هناك مستقبل لمصر في صناعة الرقائق الإلكترونية؟

دخول هذا المجال الآن كصناعة وطنية قد لا يكون مجديًا مثل الماضي، لكن الحل الأمثل هو توفير بيئة استثمارية جاذبة لشركات التكنولوجيا العالمية لإقامة مصانع محلية، مصر تملك عناصر بشرية قادرة على دعم هذه الاستثمارات، والمناخ الجاذب سيكون مفتاح النجاح.

 

وأخيرًا، ما تقييمك لدور الاتصالات في الاقتصاد المصري؟

قطاع الاتصالات أصبح محوريًا في التنمية الاقتصادية. مساهمته المباشرة في الناتج المحلي تتراوح بين 5 و6%، لكن قيمته الحقيقية أكبر بكثير لأنه يمكّن القطاعات الأخرى من تحقيق أهدافها، كل عملية تصدير أو تصنيع تعتمد على بنية الاتصالات هي جزء من هذه المساهمة، لذلك يمكن القول إن الاتصالات هي من أقوى محركات النمو الاقتصادي في مصر اليوم.

 

اقرأ أيضًا:-

من الموانئ إلى الطائرات، الاتصالات الذكية تعيد تشكيل سلاسل التوريد العالمية

الشبكات الذكية تمنح اللوجستيات قدرة غير مسبوقة على تتبع الشحنات عالميًا

صناعة بمليارات الدولارات، البودكاست يعيد تشكيل سوق الإعلام الرقمي

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search