أبل تدرس الاستعانة بنموذج «جيميني» من جوجل لإعادة إحياء «سيري»

الأحد، 24 أغسطس 2025 09:57 ص

شركة أبل

محمد السيد

كشفت تقارير صحفية أن شركة أبل تبحث إمكانية التعاون مع جوجل لتطوير نسختها الجديدة من مساعدها الصوتي سيري، في خطوة غير متوقعة، وذلك عبر الاعتماد على نموذج الذكاء الاصطناعي "جيميني".

ووفقًا لمصادر مطلعة نقلتها وكالة بلومبرج، فإن الشركتين في مرحلة مناقشات مبكرة، حيث تعمل جوجل على تدريب نسخة معدلة من جيميني يمكن تشغيلها على خوادم أبل الخاصة، ضمن إطارها المعروف باسم "Private Cloud Compute"، وهذه الخطوة تأتي بعد تعثرات متتالية واجهت أبل في إعادة إطلاق سيري بقدرات ذكاء اصطناعي موسعة ضمن نظام iOS 18.

أبل تعمل على تطوير نسختين من سيري

التقارير أشارت إلى أن “أبل” تعمل على تطوير نسختين من سيري في الوقت ذاته، الأولى تعتمد على نماذجها الداخلية تحت اسم "Linwood"، بينما الثانية تحمل الاسم الرمزي "Glenwood" وتستند إلى تقنيات خارجية مثل جيميني، وحتى الآن لم تتخذ أبل قرارها النهائي بشأن النموذج الذي ستعتمد عليه بشكل كامل، إذ لا يزال خيار الاستمرار بالنماذج المطورة داخليًا مطروحًا.

إعادة هيكلة بعض فرق الذكاء الاصطناعي

تراجع أبل عن الاعتماد الكلي على تقنياتها الخاصة يعكس حجم التحديات التي واجهتها الشركة في تطوير مساعدها الذكي، فعلى الرغم من إعلانها عن مجموعة من مزايا الذكاء الاصطناعي ضمن تحديث iOS 18، لم تتمكن من إطلاق نسخة مطورة من سيري قادرة على التفاعل مع البيانات الشخصية وتشغيل التطبيقات كما وعدت المستخدمين، وأقرت الشركة في مارس الماضي بتأجيل هذا الإطلاق إلى عام 2026، وهو ما أدى إلى إعادة هيكلة بعض فرق الذكاء الاصطناعي داخليًا.

إتاحة النموذج كمنافس لخدمة ChatGPT

وتشير المصادر إلى أن تفكير أبل في جيميني ليس حصرًا على سيري، بل إن الشركة كانت تدرس أيضًا إتاحة النموذج كمنافس لخدمة ChatGPT ضمن منصتها "Apple Intelligence"، إلا أن هذه الميزة لم تُطلق بعد، ويرى محللون أن التعاون مع جوجل قد يمنح أبل فرصة لتعويض التأخير واللحاق بمنافسيها، خصوصًا أن أجهزة بيكسل الجديدة من جوجل أثبتت قدرات جيميني في تقديم وظائف مشابهة لما تسعى أبل لتطويره.

استراتيجية أبل المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي

هذه الخطوة، ستضع أبل في مسار مشابه لشركة سامسونج التي تستخدم مزيجًا من نماذجها الخاصة وجيميني في منصة "Galaxy AI"، لكنها في الوقت نفسه تثير تساؤلات حول استراتيجية أبل المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي، وما إذا كانت ستتمكن من الحفاظ على فلسفتها المعروفة بالاعتماد على أنظمتها الداخلية وحماية بيانات المستخدم، بينما تنفتح على شراكات مع منافسين مباشرين لتعزيز قدراتها التقنية.