ثروة رقمية مهملة، اللغة العربية على أعتاب ثورة في صناعة المحتوى (فيديو)

 رغم أن اللغة العربية هي لغة أكثر من 420 مليون شخص، إلا أن حضورها على الإنترنت لا يتجاوز 5% من المحتوى العالمي. 

هذه الفجوة الرقمية التي تبدو تحدياً، تتحول اليوم إلى فرصة استثمارية ذهبية في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة والطلب المتزايد على محتوى عربي أصيل.

وكشفت أرقام حديثة أن حجم الاستثمارات في صناعة المحتوى الرقمي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مرشح لتجاوز 780 مليار دولار بحلول عام 2030، مع توقعات بنمو سنوي يصل إلى 20%. ويؤكد هذا المشهد أن المنطقة لم تعد مجرد سوق استهلاكي، بل أصبحت ساحة استثمارية ضخمة جاذبة لرؤوس الأموال.

قطاعات رائدة تستحوذ على الاستثمارات:

تتدفق الاستثمارات في المحتوى العربي نحو قطاعات محددة أثبتت جاذبيتها الكبيرة، ومن أبرزها:

الفيديو عبر التلفزيون المتصل (CTV): مع تحول ملايين المشاهدين في دول الخليج إلى متابعة المحتوى عبر شاشات التلفزيون المتصل، أصبحت هذه المنصة الجديدة ساحة مربحة للمستثمرين. ففي مصر وحدها، من المتوقع أن تصل قيمة إعلانات CTV إلى 4.46 مليون دولار بحلول عام 2029، مما يشير إلى قطاع واعد في بداية نموه.

الذكاء الاصطناعي: دخلت المنطقة مرحلة جديدة مع إطلاق السعودية لنموذج الذكاء الاصطناعي "علام"، القادر على فهم اللهجات العربية وإنتاج محتوى متوافق ثقافياً. ومن المتوقع أن يصل سوق الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 166 مليار دولار بحلول عام 2030، وهو ما يؤكد أن الاستثمار في أدواته الخاصة بالمحتوى العربي هو أحد أسرع القطاعات نمواً.

الرسوم المتحركة ومحتوى الأطفال: رغم أن الأطفال العرب يشاهدون محتوى أجنبياً في الغالب، إلا أن سوق الرسوم المتحركة في المنطقة يتجه ليبلغ 8.7 مليار دولار بحلول عام 2030. ووصلت قيمة هذا السوق في السعودية وحدها إلى 3.7 مليار دولار في عام 2024. هذه الأرقام تؤكد أن إنتاج محتوى أنيمي عربي أصيل ليس فقط فرصة مالية، بل رهان على الهوية.

التعليم الرقمي (EduTech): يشهد هذا القطاع زخماً استثمارياً كبيراً، حيث بلغ سوق التعليم الإلكتروني في المنطقة 13.6 مليار دولار في عام 2022، مع توقعات بأن يصل إلى 35.8 مليار دولار بحلول عام 2030. وتدعم الحكومات هذا التوجه، حيث خصصت السعودية 3 مليارات دولار للتعليم الرقمي، في استثمار يجمع بين العائد المالي وبناء رأس المال البشري.

وتأتي الشراكة الأخيرة بين MBC Group و Netflix كمؤشر واضح على أن المنطقة باتت في قلب خريطة الاستثمار الإعلامي، مما يكشف عن حجم الطلب على محتوى عربي أصيل يحمل هوية وثقافة المجتمع.