"الأصول المرمزة"، من تقنية ناشئة إلى عمود فقري للتمويل العالمي

الخميس، 21 أغسطس 2025 05:44 م

ترميز الأصول المالية

كريم قنديل

أصبح ترميز الأصول المالية عبر تقنية السجلات الموزعة (DLT)، أحد أبرز التحولات التي تهدد بإعادة تشكيل أسواق رأس المال العالمية، فالتقنية التي تقوم على تحويل الأصول التقليدية إلى رموز رقمية، يمكن تداولها وتسويتها بشكل فوري، حيث تعد بزيادة الكفاءة وتعزيز السيولة، فضلًا عن خفض المخاطر التشغيلية.

وكشف تقرير صادر عن الرابطة العالمية للأسواق المالية بالتعاون مع مجموعة بوسطن الاستشارية، أن هذه السوق مرشحة للنمو بشكل غير مسبوق خلال الأعوام المقبلة.

Tokenization of assets and the paradox of programmability | World Economic Forum — **تحويل الأصول التقليدية إلى رموز رقمية**

من 300 مليار إلى 16 تريليون دولار

والأرقام التي أوردها التقرير تكشف حجم الفرص الكامنة، ففي حين لا يتجاوز حجم الأصول المرمزة حاليًا 300 مليار دولار، فإن التوقعات تشير إلى إمكانية وصولها إلى 16 تريليون دولار بحلول عام 2030، وهذا التحول سيتيح وفورات ضخمة تقدر بنحو 20 مليار دولار سنويًا من تكاليف المقاصة والتسوية، فضلًا عن خفض النفقات التشغيلية، بما يصل إلى 20 مليار دولار إضافية، بفضل العقود الذكية التي تؤتمت العمليات وتحد من التدخل البشري.

نجاحات عملية تعزز الثقة

ورغم أن التقنية لا تزال في طور التبني، فإن تجارب عملية ناجحة أكدت جدواها، فبنك جي بي. مورجان، تمكن عبر منصته “Onyx” من تسوية معاملات إعادة شراء بقيمة 500 مليار دولار في عام واحد، مع تقليص معدلات فشل التداول إلى مستويات شبه معدومة.

كما أصدر بنك الاستثمار الأوروبي عبر منصة HSBC Orion سندًا رقميًا بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني جرى تسويته فوريًا، وفي حين أطلقت غولدمان ساكس بالتعاون مع سلطة النقد في هونج كونج سندات خضراء مرمزة بقيمة 800 مليون دولار، عزز ذلك الثقة في قدرة التقنية على دعم أسواق السندات التقليدية والرقمية في آن واحد.

فجوة التبني والتحديات الماثلة

ورغم أن الطريق أمام التبني الواسع لا يزال مليئًا بالعقبات، فالغموض التنظيمي والقانوني يشكل التحدي الأكبر، إذ تختلف الأطر القانونية من دولة إلى أخرى، ما يخلق حالة من عدم اليقين، بشأن حقوق الملكية والاعتراف القانوني بالأصول الرقمية.

يضاف إلى ذلك تجزئة السوق وغياب قابلية التشغيل البيني بين منصات البلوك تشين المختلفة، وهو ما يحول دون تحقيق سيولة كافية، كما أن الأصول المرمزة لا تزال تعاني من ضعف التداول في الأسواق الثانوية، وهو ما يقلل من جاذبيتها للمستثمرين المؤسسيين.

ولا يمكن إغفال المخاطر التشغيلية والأمنية المرتبطة بالعقود الذكية، في ظل غياب معايير موحدة للأمن السيبراني، فضلًا عن غياب آليات دفع قائمة على DLT، تتيح التسوية الفورية على نطاق واسع.

التمويل يقود.. والقطاعات الأخرى تواكب

ويصبح القطاع المالي المحرك الأساسي لاعتماد هذه التقنية، حيث يستحوذ على نحو ثلث التطبيقات القائمة على البلوك تشين، لكنه ليس الوحيد، فالتصنيع والخدمات اللوجستية باتا يوظفان العقود الذكية، لتبسيط سلاسل التوريد، فيما بدأت الحكومات في استخدام التقنية لإدارة الهوية والضرائب، أما القطاع الصحي، فوجد فيها وسيلة آمنة لإدارة بيانات المرضى وتتبع الأدوية.

وعلى الصعيد الجغرافي، تتصدر أميركا الشمالية السباق، بفضل الدعم الحكومي، بينما تتسارع وتيرة التبني في أوروبا مع تجارب رائدة في سويسرا وألمانيا والمملكة المتحدة، وتستثمر أسيا والمحيط الهادئ ودول الخليج بشكل متزايد في هذه التقنية، ضمن إستراتيجياتها للتحول الرقمي.

بين الفرص والمخاطر

ما بين التوقعات المتفائلة والتحديات التنظيمية والأمنية، يظل ترميز الأصول المالية بمثابة سوق رابحة تنتظر من يجرؤ على اقتناص الفرصة، فالتقنية لا تمثل مجرد أداة لتسريع التسويات أو خفض التكاليف، بل قد تتحول إلى بنية تحتية مالية جديدة، تُعيد رسم خريطة أسواق رأس المال العالمية، خلال العقد المقبل.

249 مليار دولار، كيف تشكل تقنية "بلوك تشين" العمود الفقري لسوق الأصول الرقمية؟

البلوك تشين يدخل عصر الخدمات الحكومية الذكية

ما هو ترميز الأصول في العالم الحقيقي وكيف يعمل؟ — **ترميز الأصول الرقمية**

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.