الإثنين، 18 أغسطس 2025

05:05 م

46 مليون مستخدم في مصر، كيف أصبح تيك توك قوة اقتصادية عابرة للقارات؟

الإثنين، 18 أغسطس 2025 03:15 م

تيك توك

تيك توك

ميرنا البكري

لم تعد منصة تيك توك مجرد منصة للترفيه، ففي حقيقة الأمر هذه المنصة خلفها ماكينة اقتصادية ضخمة تؤثر في ملايين الوظائف وحجم مبيعات مليارات الدولارات، فالتطبيق الذي بدأ تحت اسم "ميوزيكلي" وتحول لتيك توك بعد استحواذ "بايت دانس" عام 2018، أصبح الآن مهدد بالإغلاق في الولايات المتحدة، مما فتح نقاش عالمي، هل من الممكن أن يؤثر حظر تطبيق تواصل اجتماعي على اقتصاد دول؟ 

What Would Banning TikTok Mean for the US Economy? | Chicago Booth Review
تيك توك مهدد 

 انتشار عالمي، أرقام ليست بسيطة 

وفقًا للتقرير الصادر عن EMARKETER، بلغ عدد مستخدمي تيك توك عالميًا 1.9 مليار مستخدم، وأوضحت “وي آر سوشيال”، أن إندونيسيا تحتل المركز الأول بـ 194 مليون مستخدم، وأمريكا المركز الثاني بـ 146 مليون مستخدم، و مصر في المركز الـ 11 بـ 46 مليون مستخدم (المركز 11 عالميًا).

تعكس هذه الارقام أن المنصة ليس صينية أو أمريكية فقط، بل ظاهرة عالمية تمس كل قارة وكل سوق.

اقتصاد الأعمال الصغيرة في الولايات المتحدة، “تيك توك هو السوق”

في أمريكا، تيك توك ليس مجرد وسيلة تسويق، لكنه أصبح أداة للبقاء لشركات صغيرة ومتوسطة، وأكثر من 7.5 مليون شركة أمريكية موجودة على تيك توك، وهذه الشركات توظف حوالي 28 مليون عامل.

كما أكدت 74% من الشركات أن وجودها على تيك توك ساعدها لزيادة مبيعاتها وتتوسع، ولذلك أي حظر للتطبيق سيضر مباشرة بملايين الناس، من صاحب بيزنس صغير حتى موظف يأخذ راتبه في نهاية الشهر.

 تأثير اقتصادي مباشر، مليارات على المحك

كشف تقرير “أوكسفورد إيكونوميكس”، أن 4.7 مليون وظيفة في أمريكا تستفيد من تيك توك مباشرة أو بشكل غير مباشر، وساهمت المنصة بـ 24.2 مليار دولار في الناتج المحلي الأمريكي عام 2023 فقط، ومن المتوقع أن تصل إعلانات تيك توك في أمريكا لـ 15.5 مليار دولار بحلول 2025.

أي ببساطة، تيك توك لا يؤثر على على الشباب الذين يشاهدون الفيديوهات، لكن أيضًا يُساهم في إدخال مليارات في الاقتصاد الأمريكي.

أوروبا، صورة طبق الأصل

الوضع  ليس مختلفًا كثيرًا في أوروبا،  ساهم تيك توك بـ 3.5 مليار يورو في إيرادات الشركات الصغيرة والمتوسطة في 5 دول أوروبية (ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، هولندا، بلجيكا)، ووفر أكثر من 51,000 وظيفة، منهم حوالي 18,600 في ألمانيا، أي حظر محتمل هناك لكنه لا يؤثر على الشركات، لكن أيضًا على معدلات التوظيف والاستثمار.

 الصراع الصيني  الأمريكي، تيك توك ليس مجرد “منصة”

الموضوع أبعد من أنه اقتصادي، فأمريكا تقول أنها لديها مخاوف أمنية وتحاول الحد من انتشار تطبيق صيني على أرضها، والصين تقول أن  تيك توك أصل استراتيجي رقمي، ولن تسمح  ببيعه أو التخلي عن خوارزمياته.

إذا تم حظر تيك توك في أمريكا، قد ترد الصين بقرارات انتقامية ضد شركات أمريكية لديها استثمارات بمليارات هناك، مما يربك يربك سلاسل الإمداد العالمية بأكملها.

التوقعات المستقبلية

1. حتى إذا فرضت أمريكا حظر، ستظل الإعلانات على تيك توك تنمو عالميًا، خاصةً في آسيا وإفريقيا.

2. قد تسرع بكين تطوير منصات جديدة في الأسواق الناشئة، لكي تعوض أي خسارة في السوق الأمريكي.

3. قد تتأثر ملايين الوظائف المرتبطة بتيك توك بشكل مباشر وغير مباشر، وأي خلل في نشاط المنصة قد يسبب صدمات في سوق العمل.

4. قد ينقسم العالم العالم بين معسكر تكنولوجي أمريكي ومعسكر صيني، خاصةًَ مع تصاعد "حرب الذكاء الاصطناعي".

اقرأ أيضًا: 

تيك توك فى قفص الإتهام، من يربح ومن يدفع الثمن؟

من الأسد إلى الحوت، كيف تتحول هدايا «تيك توك» إلى أرباح ضخمة؟
 

What Would Banning TikTok Mean for the US Economy? | Chicago Booth Review
 حظر تيك توك في أمريكا

ختامًا، يؤكد تيك توك أن الاقتصاد الرقمي الجديد غير منفصل عن السياسة الدولية، فالمنصة بدأت بفيديوهات قصيرة وأصبجت الآن لاعب اقتصادي مؤثر يوظف ملايين ويحرك مليارات.

لكن السؤال الهام، هل سيسمح الصراع السياسي بين أمريكا والصين بأن يستمر تيك توك كلاعب عالمي؟ أم سيتحول لرمز لانقسام جديد في الاقتصاد العالمي، كما حدث مع الرقائق والذكاء الاصطناعي؟

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search