يوتيوب تستثمر في الذكاء الاصطناعي لضبط أعمار المستخدمين، حماية أم تمهيد لتحولات أعمق؟

السبت، 16 أغسطس 2025 12:03 م

يوتيوب والذكاء الاصطناعي

في خطوة تعكس تصاعد الضغط التنظيمي العالمي، أعلنت يوتيوب، المملوكة لشركة جوجل، عن إطلاق نظام ذكاء اصطناعي جديد لتقدير أعمار المستخدمين بدلاً من الاعتماد فقط على البيانات المدخلة يدويًا.

ومن المتوقع أن يشكل هذا التوجه نقطة تحول في علاقة المنصات الرقمية بمستخدميها، لا سيما من فئة القصر، مع ما يترتب عليه من آثار اقتصادية وتنظيمية بعيدة المدى.

استثمار في الأمان.. ومردود على المدى الطويل

رغم أن يوتيوب لم تعلن عن تكلفة النظام الجديد، إلا أن تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة يتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية والتدريب والبيانات.

لكن بالنظر إلى التهديدات التنظيمية المتزايدة، خصوصًا في دول مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، فإن هذه الخطوة تبدو بمثابة تحوط ذكي لتفادي غرامات محتملة أو قيود تشغيل قد تكلفها مليارات الدولارات.

ففي وقت أصبحت فيه حماية الأطفال على الإنترنت بندًا رئيسيًا في السياسات العامة، قد يكون هذا النظام بمثابة بطاقة حصانة قانونية ضد التهم بالتقصير في حماية القصر، وهي تهم كلفت شركات تكنولوجيا كبرى تسويات قضائية ضخمة في السنوات الأخيرة.

ماتخافيش على طفلك من يوتيوب، الذكاء الاصطناعي هيعرف عمره تلقائيا

تأثيرات مباشرة على سوق الإعلانات

من الناحية التجارية، قد يبدو تقييد الوصول لبعض الفئات، مثل القاصرين خطوة تنطوي على خسارة مباشرة للمعلنين، الذين يستهدفون هذه الفئة عادةً بإعلانات ألعاب وترفيه ومنتجات موجهة.

إلا أن تفعيل أدوات التحقق الدقيق يتيح ليوتيوب تقديم بيانات أكثر موثوقية للمعلنين حول الفئات العمرية الحقيقية، مما يعزز كفاءة الإعلانات ويبرر رفع أسعارها مستقبلاً.

بمعنى آخر، المحتوى الإعلاني قد يصبح أقل كمًا لكنه أكثر دقة، ما يزيد من العائد لكل إعلان CPM في المدى المتوسط.تنافس محموم في مجال التحقق الذكي

تأتي خطوة يوتيوب في سياق سباق تقني مع منصات أخرى مثل تيك توك وإنستجرام، واللتين طورتا بالفعل أنظمة مشابهة لتعزيز الرقابة على المستخدمين صغار السن.

لكن ما يميز توجه يوتيوب هو اعتماده على تحليل السلوك بدلاً من البيانات التصريحية فقط، ما يرفع دقة التصنيف ويقلل احتمالات التلاعب.

يوتيوب يجعل التحقق من العمر بين يدي الذكاء الاصطناعي

الخصوصية.. التحدي الأكبر أمام قبول المستخدم

رغم التطمينات التي قدمتها يوتيوب بأن بيانات المستخدمين لن تُستخدم لأغراض إعلانية وأنها ستدار عبر أنظمة أمان عالمية، إلا أن موجة الغضب على منصات مثل إكس وريديت تشير إلى أن معركة كسب ثقة المستخدمين ما زالت مستمرة.

هاشتاج #boycottyoutube يعكس خوفًا حقيقيًا من أن تصبح الصور الشخصية والبيانات البيومترية سلعة مستهدفة في المستقبل، حتى لو لم يكن ذلك الهدف المعلن حاليًا.

وفي ظل تزايد وعي المستخدمين بالخصوصية، قد يضطر يوتيوب لتقديم مزيد من الشفافية وربما مكافآت، مثل مزايا إضافية أو تجارب خالية من الإعلانات مقابل الموافقة على التحقق من العمر.

تنظيم السوق الرقمية لا مفر منه

يوتيوب ليست فقط بصدد حماية المراهقين من المحتوى الضار، بل تعيد رسم ملامح علاقتها مع المستخدمين والمعلنين والمشرعين على حد سواء.

ورغم المخاوف المتعلقة بالخصوصية، فإن اتجاه المنصات الرقمية نحو استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد الهوية والسلوك أصبح توجهًا لا رجعة فيه، مدفوعًا بتقاطع معقد بين الأمان والتنظيم والمصلحة التجارية.

ولعل السؤال الأهم ليس، هل تنجح يوتيوب في فرض النظام؟ بل، إلى أي مدى سيقبل المستخدمون التضحية بجزء من خصوصيتهم مقابل تجربة أكثر أمانًا وتنظيمًا؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.